محمد بعاصيري خيار الثنائي الشيعي "المر" لاسترضاء واشنطن | | صحيفة العرب

  • 10/5/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يرجح أن تكر سبحة تنازلات الثنائي الشيعي المزيد لتشمل ربما ملف تشكيل الحكومة، لاسيما مع سطوع نجم ابن صيدا ونائب حاكم مصرف لبنان السابق محمد بعاصيري الذي بات ينظر إليه على أنه المرشح الأوفر لتولي مهمة التأليف، بعد أن كان الرجل في عداد “المغضوب عليهم” لصلاته بالدوائر الأميركية. بيروت - عاد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ليحرك المياه الراكدة تحت ملف التشكيل الحكومي، مع بروز اسم محمد بعاصيري، نائب حاكم مصرف لبنان السابق، في اليومين الأخيرين كمرشح لخلافة مصطفى أديب لتولي مهمة التأليف. ولم تستبعد مصادر سياسية لبنانية ضغط رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل الشيعية من أجل تشكيل حكومة لبنانية جديدة قبل منتصف الشهر الجاري موعد بدء المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية بشأن ترسيم الحدود بين البلدين. وقالت المصادر إن الضغط الذي يمارسه بري لا يعود فحسب إلى رسائل أميركية تبلغها عن ضرورة وجود غطاء سياسي توفره حكومة لبنانية متوازنة لهذه المفاوضات فحسب، بل إن مصلحته أيضا تقتضي تفادي أي خروج عن المطالب الأميركية. وفسرت ذلك بأن أفرادا من عائلة بري، بمن فيهم زوجته رندة، تلقوا إشارات فحواها أن عدم الاستجابة للضغوط الأميركية سيعني فرض عقوبات عليهم. واعتبرت المصادر السياسية أن هذا السبب دفع رئيس مجلس النواب اللبناني إلى استقبال محمد بعاصيري النائب السابق لحاكم مصرف لبنان والقريب من الأميركيين بغية استمزاج رأيه في ما إذا كان يمكن أن يقبل تشكيل حكومة جديدة. وكان بري التقى بابن صيدا في مقر مجلس النواب الجمعة، ولئن قال نائب حاكم مصرف لبنان السابق إن اللقاء كان هدفه الحديث عن بنك جمال والودائع التي كانت في البنك الموجود على لائحة العقوبات الأميركية، نافيا أن يكون مرشحا لرئاسة الحكومة، بيد أن المصادر اعتبرت أن فرضية السير في هذا الخيار واردة. وأعلنت النائبة بولا يعقوبيان عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر مساء السبت “قريبا يتوجه النواب إلى بعبدا ليسموا على ما يبدو محمد بعاصيري رئيسا لحكومة جديدة قديمة”. وسبق أن تم تداول اسم بعاصيري لتشكيل الحكومة لكن تحفظات الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل على خلفية التقدير الذي يحظى به لدى الدوائر الأميركية حالت دون ذلك. وصرح النائب السابق لحاكم مصرف لبنان الأحد بأنه غير مرشح لأي منصب حكومي ولا يسعى لرئاسة الحكومة، مستدركا أنه “يقبل أن يكون في أي موقع كان لخدمة لبنان”، فيما بدا أنه أراد ترك الباب مواربا أمام إمكانية توليه للمهمة. وأوضح بعاصيري أن “لا علاقة تربطه بحزب الله ولا يسعى للتقرب والتواصل معه”، قائلا إن “حزب الله رفض عودتي إلى مصرف لبنان ووضع فيتو عليّ باعتباري ‘وديعة أميركية في لبنان’ وهناك أشخاص آخرون كانوا غير مرحّبين بعودتي من بينهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب”. وعن العلاقة مع الولايات المتحدة أوضح أن القطاع المصرفي اللبناني “امتداد طبيعي للقطاع المصرفي الأميركي باعتبار أن اقتصادنا ‘مدولر’ ومن الضروري أن نكون بأفضل العلاقات مع الجانب الأميركي وكنائب حاكم مصرف لبنان كان دوري مسهّلا لهذه العلاقات”. ولفت بعاصيري إلى أن سفير السعودية في لبنان وليد البخاري اتصل به منذ أكثر من شهر وأراد أن يتعرف عليه وتلا ذلك لقاء بعد أسبوع بوجود حاكم مصرف لبنان. ولئن دعا بعاصيري إلى عدم تحميل اللقاء بالسفير السعودي أكثر مما يحتمل بيد أن مراقبين يرون وجود قطبة مخفية خلف تصريحه، حيث أنه لم يكن مضطرا إلى الكشف عن هذا اللقاء، فضلا عن أن إعلانه باستعداده لتولي أي موقع يخدم لبنان يشي بأن الرجل لا يضع أي “فيتو” على ترشحه لرئاسة الحكومة. ويلفت المتابعون إلى أن بعاصيري اعتمد في معرض تصريحاته لغة ممهوة فهو قال إنه لا يسعى لرئاسة الحكومة، بيد أنه لم يعلن أي تحفظ على ذلك. ويرى مراقبون أن تسمية بعاصيري لرئاسة الحكومة سيعني أن الثنائي الشيعي انزلق إلى لعبة التنازلات التي بدأت مع قبوله بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية، وهو طلب لطالما قابله الطرفان بالرفض. واعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني السبت أن “اتفاق الإطار” لإطلاق مفاوضات ترسيم الحدود بين بلاده وإسرائيل “خطوة ضرورية لكنها يجب أن تواكب بتشكيل حكومة”. والخميس، أعلن بري أن المفاوضات مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البرية والبحرية تنطلق منتصف أكتوبر الجاري برعاية أممية ووساطة الولايات المتحدة، وذلك بعد التوصل إلى “اتفاق إطار” يحدد “المسار الواجب سلوكه في المفاوضات”، دون تفاصيل أكثر. وقال بري في بيان السبت “اتفاق الإطار في موضوع ترسيم الحدود خطوة ضرورية لكنها ليست كافية ويجب أن تواكب بتشكيل حكومة بأسرع وقت”. وأضاف “الحكومة يجب أن تكون قادرة على التمكن من إنقاذ البلد مما يتخبط فيه من أزمات وتنفيذ ما ورد في إعلان اتفاق الإطار بحرفيته”. وتابع “اتفاق الإطار هو اتفاق لرسم الحدود لا أكثر ولا أقلّ”، دون المزيد من التفاصيل. وشدد بري على أن “التحدي الأساس الآن هو الوصول إلى اتفاق على اسم لرئيس الحكومة”. وفي غمرة حراك بري لتشكيل حكومة بعد فترة مراوحة، عادت فرنسا هي الأخرى للتحرك على هذا المستوى عبر سفيرها لدى بيروت برونو فوشيه الذي التقى العديد من الشخصيات السياسية في الأيام الأخيرة من بينها عمار الموسوي مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله. وأشارت المصادر إلى أن اللقاء جاء على ما يبدو لترطيب الأجواء بين الجانبين بعد تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون التي اتهمت الحزب وحليفته أمل بتحمل مسؤولية تعثر جهود الحكومة، والتي رد عليها الأمين العام للحزب حسن نصرالله قبل أيام بحدة. والسبت الماضي، اعتذر مصطفى أديب عن إكمال مهامه في تشكيل الحكومة التي كلفه بها رئيس الجمهورية في 31 أغسطس الماضي، بعد تمسك الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله بحقيبة المالية، وبتسمية باقي الوزراء الشيعة.

مشاركة :