لوبيتيغي يفسد حسابات كومان مع برشلونة | | صحيفة العرب

  • 10/6/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مدريد - جاء المدرب الهولندي رونالد كومان خلال الفترة الصيفية الماضية إلى برشلونة بأمل القيام بثورة داخلية في الفريق ومحاولة تبديد تلك الصورة السيئة التي لاح بها النادي الكتالوني مع نهاية الموسم الماضي. ومنذ قدومه مباشرة بدأت هذه الثورة بالتخلي عن بعض الوجوه التي لم يكن كومان يرغب في مشاهدتها داخل قلعة “كامب نو” أو التعويل عليها ضمن خططه التكتيكية، ليقوم بعد ذلك بانتداب بعض الوجوه الجديدة على أمل تنويع اختياراته وإقناع ليونيل ميسي قبل غيره في إدارة البارسا بأن التغيير آت. لكن ما ذا حصل بعد ذلك؟ وبعد عودة الدوري الإسباني إلى النشاط استهل برشلونة بقيادة مدربه الجديد الموسم الجديد بعرضين رائعين أمام فياريال وسيلتا فيغو على التوالي، لكن سرعان ما انحنى في أول منعرج له أمام إشبيلية بقيادة جولين لوبيتيغي الذي أفسد حسابات كومان وضرب خططه في مقتل. خصم قوي رغم أنه لا يمكن الاستهانة بالغريم الإسباني الذي يقدم عروضا قوية في المواسم الماضية توّجها بحصوله على لقب الدوري الأوروبي الموسم الماضي وعززها مؤخرا بخوضه نهائي السوبر الأوروبي الذي خسره لفائدة بايرن ميونخ، إلا أنه كان على الفريق الكتالوني وعلى مدربه أولا أن يظهر صلابة أكبر أمام الفرق الكبرى لكي يبدو في حجم الانتظارات المعلقة عليه. وفرط برشلونة في نقطتين على ملعبه أمام إشبيلية بالتعادل (1-1) في ثالث مباريات الفريق بالدوري الإسباني. ووجد البارسا ومدربه الهولندي كومان مقاومة فنية قوية من الضيف الأندلسي بقيادة مديره لوبيتيغي. ونجح لوبيتيغي في الحد من خطورة أسلحة كومان وشل حركة الفريق الكتالوني في بعض أوقات اللقاء. وحافظ كومان على خطته المعتادة بتواجد نيتو أمامه رباعي الدفاع ألبا وبيكيه وأراوخو وسيرجي روبيرتو، ثم ثنائي الارتكاز بوسكيتس ودي يونغ، مع المحاور الهجومية فاتي يسارا وغريزمان يمينا، وفي العمق كوتينيو أمامه ميسي. برشلونة ومدربه الهولندي كومان وجدا مقاومة فنية قوية من الضيف الأندلسي بقيادة لوبيتيغي وتركزت محاولات برشلونة الهجومية على الجبهة اليسرى، ومنها سجل هدفه الوحيد حيث نشطت بانطلاقات ألبا مع دعم من فاتي ومال إليها كوتينيو ودي يونغ. أما الجبهة اليمنى، فقد اختفت منها تماما بصمة الفرنسي غريزمان، ولم يتقدم لدعمها سيرجي روبيرتو، وغض ليونيل ميسي الطرف عنها في تمريراته البينية. وأبدى كومان رضاه عن أداء فريقه وقال في تصريحات نقلتها صحيفة “ماركا” الإسبانية “أعتقد أننا نلعب بشكل جيد، لكننا فقدنا الكثير من الكرات في الشوط الثاني، وكان من الصعب مواكبة إيقاع المباراة، أنا سعيد بأداء الفريق، رغم أننا كنا متعبين ضد إشبيلية الذي قاتل حتى النهاية وكان خصما كبيرا”. وعن الجدل حول عدم احتساب ركلة جزاء لميسي، علق “لم أشاهد هذه اللقطة، وأخبروني أنها ركلة جزاء، لكن هناك تقنية فيديو، وقرروا عدم احتسابها، وعلينا قبول القرار”. خطة مدروسة كانت الجبهة اليسرى المتنفس شبه الوحيد لكومان من أجل الوصول إلى مرمى إشبيلية، إلا أن لوبيتيغي أجاد كثيرا “خنق” هذه الرئة، بل والحد من المساحات المتروكة أمام ميسي سواء للتسديد أو التمرير، فلم يهدد النجم الأرجنتيني مرمى المغربي ياسين بونو إلا قليلا. واعتمد مدرب إشبيلية على خطة (4-3-3) تحولت عند الارتداد للدفاع إلى (4-5-1)، وأحيانا بتواجد 10 لاعبين خلف الكرة، بعودة ثلاثي الهجوم دي يونغ وأوكامبوس وسوسو، لتدعيم ثلاثي الوسط راكيتيتش وفرناندو وجوردان. أما هجوميا، فتركزت خطورة الضيف الأندلسي في الكرات العرضية، من ظهيري الجنب خيسوس نافاس وأكونا، أو الكرات الثابتة التي سجل منها إشبيلية هدفه الوحيد. وعلق مدرب برشلونة على ذلك بقوله “لقد كانت مباراة صعبة وإشبيلية ضغط علينا، ومشكلتنا كانت أننا لم نلعب كما أردنا، والخصم يلعب كرة قدم جيدة ويضغط جيدا وأقوى منا على المستوى البدني، هم فريق رائع”. ومع تميز إشبيلية في سلاح الكرات العرضية، بدا فريق برشلونة أنه لم يتخلص بعد من عيب أزلي في قلب دفاعه. أمطر الفريق الأندلسي منطقة جزاء البارسا بالعديد من الكرات العرضية، سواء من اللعب الحركي أو الكرات الثابتة، لكن كانت الغلبة دائما للاعبي إشبيلية في الوصول للكرة. أما بيكيه وأراوخو ومعهما بوسكيتس ودي يونغ، فلم يكونوا باليقظة الكافية في ضربات الرأس، مما كلف الفريق الكتالوني هدفا مبكرا.

مشاركة :