خارج التعريفات الفنية، تعدّ السينما سلاحاً إبداعياً، ورائداً وفعالاً نظراً لقدرة هذا الفنّ على تمثل القضايا الإنسانية، وذلك على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية والسياسية والإنسانية، هذا ما أجمع عليه المتدخلون في ندوة «الفيلم والرواية في سينما الجنوب»، المنظمة ضمن فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من منتدى أصيلة الثقافي الدولي، على مدى يومين (1-2) أغسطس/آب الحالي، ويرى نقاد وسينمائيون مغاربة وأفارقة أن هذه القدرة ترجع إلى مدى تأثيرها على المتلقي، وقدرتها على التلميح إلى انشغالات الذات الإنسانية بمجموعة من الهموم التي يعيش الإنسان حرقتها على المستوى الكوني، مبرزين أن الرواية مستعدة لإنقاذ السينما، خاصة على المستوى الإبداعي؛ لأن التفاعل بين الجانبين سيمكن هذه السينما من عمق في المواضيع المطروحة، وفي الإمكانيات التخيلية والمجازية. وأكد المتدخلون أن السينما المغربية والأفريقية، تشهدان تحولات إبداعية وتراكمات مكنتها من الابتعاد عن غيرها، حيث انشغلت على قضايا إنسانية عامة وبقضايا وطنية خاصة، وأفريقية أيضاً، وهذه القضايا متعددة كالقضية الأمازيغية، والاعتقال السياسي، والإرهاب، ومكانة المرأة، وربما يعود تمكنها من ملامسة العديد من الإشكالات، حسب المشاركين في الندوة، إلى أنها خاضت تجربة تاريخية متميزة، جعلتها تستفيد من أخطائها وتحتك بالتجارب الغربية الأخرى، فصارت جاهزة لترسم لنفسها مساراً يميزها، يذكر أن الدورة السابعة والثلاثين من موسم أصيلة الثقافي الدولي انطلقت في الرابع والعشرين من تموز/يوليو الماضي، وتستمر حتى التاسع من شهر أغسطس/آب الجاري، وتكرم الفنان التشكيلي المغربي الراحل فريد بلكاهية.
مشاركة :