ظل الحج غائبًا عن أعين السينما العربية فقليل من الأعمال التي تناولت هذه الفريضة والتي جاء بعضها بصفه وثائقية وبعضها لخدمة الخط الدرامية، فيما أبرزته السينما العالمية كشريعة مهمة للمسلمين. وعن هذا الغياب تواصلت «اليوم» مع النقاد الذين تحدثوا عن ضعف إبراز الحج في الأفلام السينمائية كفريضة. تحدث المنتج الفني لفيلم "رحلة المشاعر" عبد الله العوفي، قائلا: "تكمن أسباب الغياب من وجهة نظري إلى التأخر في الصناعة، فحاليا بالإمكان صنع فيلم سينمائي في بلدنا الحبيب بعد تسخير كافة الصعوبات والعقبات من الجهات ذات العلاقة لإصدار التصاريح وفتح المجال أمام الصُناع". ولفت إلى أن من الأسباب أيضا متطلبات سوق الإنتاج؛ فالإنتاج السينمائي في الحج، لا يزال يُطلب من جهات حكومية أو مبادرات تطلبها جهات حكومية ليقينها بأهمية السينما كلغة عالمية يتابعها العالم. ويضيف العوفي: "أفلام الحج يجب أن تخرج من إطار الأفلام الوثائقية إلى الدراما؛ فهناك الكثير من القصص التي ترتبط بالحج بشكل عالمي يمكن إنتاجها عرضها في كل العالم". ورأى أن أغلب أفلام الحج تركز على مكة والمدينة، بحكم الارتباط العالمي بمكة والمدينة لدى أكثر من مليار مسلم، ولكن هناك مدن أخرى وأماكن مرتبطة بالحج مثل جدة والطائف وينبع، من قبل كان يأتيها الحجاج بحراً. تابع العوفي أن "هناك جهودا كبيرة لمركز إثراء في نقل تجربة رحلة الحجاج في ثلاثة أفلام، وعرضها على شاشات السينما فإني أرى هذا الدور دورا ريادياً ورائعاً سوف يقود السينما عن الحج إلى التقدم". وأوضح أن بذلك "يزيد الإنتاج وتعرض الأفلام في كل عام على شاشات السينما في بلدنا الحبيب، كما أنها تضعُ التجربة أمام كل الجهات وتلفت النظر إلى أهمية دور السينما لإيصال الصورة للعالم عن هذه الشعيرة العظيمة، وعن الجهود الضخمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن والسهر على راحتهم". فيما تحدث الناقد السينمائي محمد جمعة أمين، قائلا: "ثمة خطوط حمراء لا تقربها السينما العالمية والعربية لقضايا وموضوعات على تماس مع صلب العقيدة عند المسلمين والعرب، وربما لتخوف صناع السينما من الفهم الخاطئ للمتلقي العربي أو الأجنبي لموضوع الحج كان هذا العزوف عن إلقاء الضوء على واحدة من أهم الشعائر رغم ضرورة ذلك". وأوضح أن "الفن السابع أحد أهم الأدوات والقوى الناعمة التي يجب توظيفها للتعبير عن عقيدتنا وتراثنا وثقافتنا كعرب ومسلمين، ويجب أن نعتبر الحج جسرا بين الشرق والغرب". وتابع أن "في هذا التوقيت من العام يجتمع المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها وثمة ضرورة للتوثيق، واستعراض أهمية هذه الشريعة وضرورة أن يكون للسينما دور في التعبير عن هويتنا". وأكد أن مركز إثراء يضيف الكثير إلى رصيد السينما العربية ويرفع الحرج عن صناع الفن السابع، ليسيروا على النهج نفسه ويقدموا أعمالا تحاكي "رحلة الحج". رأى الكاتب الدرامي محمد الرباح أنه "ليس هناك من مضرة للتطرق لموضوع الحج فهي مناسك شعائرية دينية لـ2 مليار من المسلمين، ولن تجد أكثر من المسلمين خوفاً على طرح شعائرهم بشكل سليم ويليق بهذا الموقع بالذات". وطالب بالاهتمام بعرض الشعائر المختلفة كونها رسالة سامية للدين الإسلامي تعتمد على السواسية بين الجميع ببقعة واحدة من الأرض، وهذا هو دورنا كمسلمين، فليس من الغريب طرح مثل تلك المناسك عن طريق السينما العربية بينما العالمية فلا تستهويها ولا تدخلها بمنحدر من الأخطاء، التي تترتب عليها مزيداً من الضرر الإعلامي لأي فيلم سينمائي.
مشاركة :