آخر صوت للمعارضة المصرية مهدد بالخروج من البرلمان | هبة ياسين | صحيفة العرب

  • 10/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - زادت حرب الطعون بين المرشحين لمجلس النواب المصري الجديد، وبدت خلال الأيام الماضية كأنها السلاح القوي لتشويه صورة بعض المرشحين، وتقليص عدد المتنافسين على المقاعد الفردية، والتخلص من المعارضين، في الانتخابات المقررة في 21 أكتوبر الجاري. وقضت المحكمة الإدارية العليا، الاثنين، بقبول طعن المعارض السياسي ضياءالدين داوود عضو تكتل “25 – 30″، وعودته للانتخابات وإدراج اسمه في كشوف المرشحين في انتخابات البرلمان المقبلة بعد رفعها. واعتبر مراقبون استبعاد داوود كنوع من المكايدة السياسية لتكتل “25 – 30” الذي مثل الأقلية المعارضة في البرلمان المنتهية ولايته، حيث تصدى للكثير من القضايا التي تهم الشارع، ومتوقع أن يواجه جميع مرشحيه مضايقات، انسجاما مع ضجر الحكومة من أعضائه. وأصدر التكتل بيانا مؤخرا، أشار فيه إلى أن “استمرار ممارسات القهر والاستبعاد قد يعصف بالعملية الديمقراطية برمتها”، في إشارة تنطوي على حفز الناس للتعاطف مع مرشحيه. وقرر أعضاء التكتل خوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط، أملا في التمكن من الحصول على الأصوات مباشرة، واعتبروا المنافسة على القوائم المطلقة ضربا من الخيال، لأن حزب مستقبل وطن تحالف مع العديد من الأحزاب، وطريقة التصويت فيها لا تسمح للمعارضة بالمنافسة. وأخفق التكتل في ضم أسماء جديدة إليه، مكتفيا بعدد ضئيل من المرشحين الذين صمدوا في مواجهة الحكومة داخل البرلمان، ويراوده أمل في تكرار التجربة، والرهان على وعي المواطنين في تجاوز العراقيل. وتمثل هذه الانتخابات صعوبة بالغة لأعضاء التكتل، مقارنة بسابقتها قبل خمسة أعوام، فقد تبين أنهم شباب حالم بتعديل الحياة السياسية، ووقف بالمرصاد للحكومة داخل البرلمان، ويحسب جلهم على التيار الناصري وغير مدعومين من سلطة أو حزب أو رجال أعمال. وقال هيثم الحريري لـ”العرب” “رهاننا على الرصيد الذي حققناه خلال السنوات الماضية من مواقف سياسية تبناها التكتل داخل البرلمان، وانحيازاتنا لكل طوائف الشعب، وليس لصالح فئة معينة، وهدفنا تحقيق العدالة الاجتماعية”. ويعد اتساع نطاق الدوائر الانتخابية جغرافيا وإعادة تقسيمها، تحديا كبيرا للكثير من المرشحين الذين درجوا على مخاطبة دوائرهم المباشرة. وأضاف الحريري “إذا أديرت العملية الانتخابية بطريقة مختلفة عن انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة ستكون هناك فرصة قوية لحجز عدد كبير من المقاعد في البرلمان المقبل”. وأوضح المرشح أحمد الطنطاوي لـ”العرب” أن الناس تبحث عن التغيير، ومن مصلحة الجميع عدم الوقوف أمام الاختيار الحر المباشر. وأكد أن الإحباط الكبير يدفع الناس إلى الانقسام إلى فريقين؛ أحدهما يكتفي بالمشاهدة عن بعد، وينعزل عن المشهد منتظرا حدثا أكبر للتغيير، والآخر قد يبحث عن التغيير من خارج الأطر الدستورية، وهو أمر لا نرغب فيه، ولا تتحمله مصر، ولا داعي للمخاطرة به. وتخشى دوائر مصرية متعددة من مغبة أن تؤدي التقديرات الحكومية للعملية الانتخابية إلى أزمات سياسية تضاف إلى جملة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، ما يزيد الأوضاع تفاقما. ولفت الطنطاوي، وهو عضو نشط في تكتل “25 – 30” إلى ضرورة ألا تكون الحكومة والأجهزة الأمنية طرفا في العملية الانتخابية، قائلا “أرى أن الموالاة غالبية تمثل أقلية في الشارع، ونحن أقلية تمثل غالبية بالشارع”. وواجه أعضاء التكتل اتهامات بأنهم يسعون إلى هدم الدولة، وتعطيل خطط التنمية والأمن والاستقرار، وضد عملية البناء التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ما أفضى إلى تأثير هذه الدعاية على قطاع من المواطنين، ووضعهم في سلة من قبل جهات إعلامية مع جماعة الإخوان، لمجرد الحرص على تشويه صورتهم سياسيا. ووجه الحريري رسالة للحكومة والمواطنين، قال فيها “إن أي دولة قوية تحتاج إلى معارضة قوية، وقوة النظام السياسي تنبع من قوة المعارضة، وهشاشته ترتبط بضعف المعارضة، ومواقف تكتله لأجل بناء الدولة”. وترفض الحكومة إدخال إصلاحات سياسية تسمح بحرية الحركة أمام قوى معارضة، خوفا من استثمار الإخوان لهذا الهامش والتسلل للبرلمان مباشرة أو من خلال قريبين من أفكار الجماعة. وقال عضو التكتل محمد عبدالغني إن استراتيجية المرشحين موحدة ومتفاوتة أيضا، فجزء من العمل يصيغه كل مرشح طبقا للظروف المحلية لدائرته والترتيبات التي يتخذها والوضع الانتخابي الخاص، وهناك جزء خاص بالرؤى العامة يتم التنسيق فيه. ويراهن “25 – 30” على حالة السخط ضد سياسات الحكومة الاقتصادية، ويعتقد مرشحوه أنها يمكن أن تمثل دافعا لتصويت المواطنين بشكل عقابي لصالح مرشحي المعارضة. وذكر عبدالغني لـ”العرب” “لا يشغلنا اللعب على وتر الأصوات الساخطة بقدر انشغالنا بالتعبير عن أحلام وحقوق المواطنين التي يستحقونها، والتي جاءت سياسات الحكومة مضادة لها الفترة الماضية، ونحن لا نحاول استغلال غضب الناس، لأننا جزء منهم ونعبر عنهم وإذا وضعوا ثقتهم فينا مرة أخرى لن نخيب ظنهم”. وإذا أخفق مرشحو هذا التكتل في تجاوز العقبات التي تعتري طريقهم، يكون آخر صوت للمعارضة السياسية جرى وأده في البرلمان المقبل.

مشاركة :