إسطنبول - التقى التركي مولود تشاوش أوغلو لفترة وجيزة مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس على هامش منتدى نظمته مؤسسة غلوبسك للأبحاث في براتيسلافا، في سلوفاكيا.وذكرت وسائل إعلام تركية أن الوزيرين ناقشا "القضايا الثنائية والإقليمية" دون الخوض في مزيد من التفاصيل.وفي أثينا أكدت الخارجية اليونانية الخميس أن اليونان تعارض بشدة لإعادة أنقرة فتح شواطئ مهجورة في مدينة فاروشا شمال قبرص، داعية السلطات التركية للتراجع عن هذا القرار، مشيرة إلى استعداداها طرح القضية أمام اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي المرتقب الأسبوع المقبل.وقال مصدر بوزارة الخارجية اليونانية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء المحلية، أن دندياس نقل إلى نظيره التركي موقف أثينا المعارض لإعادة فتح ساحل مدينة فاروشا المهجورة في الجزء الشمالي لجزيرة قبرص الخاضع للاحتلال التركي.وتعد إعادة فتح شاطئ مدينة فاروشا التي تشكل أحد رموز تقسيم الجزيرة موضوع خلاف جديد يهدد بتأجيج التوتر بين أنقرة وأثينا. وأعلن عنه الثلاثاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وإرسين تتار "رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.ويعتبر فتح الشواطئ المهجورة بالمدينة الواقعة شمال قبرص إجراء تركيّا يتناقض مع دعوات التهدئة واللجوء إلى الحوار لخفض التوتر في منطقة شرق المتوسط، وتشكل خطوة تصعيدية من شأنها أن تعمق الخلاف بين أثينا وأنقرة، في وقت تدعي فيه الأخير أن منفتحة على الحوار لمناقشة المشاكل العالقة بين الطرفين.وذكر المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس أن إعادة فتح منطقة في بلدة فاروشا المهجورة أمام الجمهور يتعارض مع القرار الصادر في اجتماع القادة الأوروبيين الأسبوع الماضي.ومارست قبرص واليونان بدعم من فرنسا التي ترفض بشدة انتهاكات تركيا في المتوسط، ضغوطا لفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على تركيا بسبب تنقيبها عن النفط والغاز في مناطق حول الجزيرة. وسوف تطرح هذه القضية للنقاش من جديد في ديسمبر/كانون الأول القادم.وقال بيتساس "يتعين على تركيا أن تتراجع"، وإلا فإن اليونان وقبرص ستطرحان القضية على قمة الاتحاد يومي 15 و16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.عقد وزيرا خارجية تركيا واليونان الخميس في براتيسلافا أول اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ بدء التوتر حول استكشاف النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.وتتنازع اليونان وتركيا العضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول استغلال ثروات شرق المتوسط.وبعد استعراض القوة وتصريحات مناوئة في أغسطس/آب، اتفقت أنقرة وأثينا في سبتمبر/أيلول على استئناف "المحادثات الاستكشافية" في موعد يحدد لاحقًا.وفي إشارة إلى الرغبة في التهدئة، تم التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي في الناتو بين اليونان وتركيا بشأن آلية لتجنب النزاعات.وتعد مسألة مياه قبرص الإقليمية جزءًا من التوتر بين البلدين وكلاهما "ضامن" لهذه الجزيرة المتوسطية المقسمة، لكن تركيا تنفذ بين الحين والآخر عمليات تنقيب غير قانونية قبالة المياه القبرصية، وهو ما اعتبرته اليونان ودولا أوروبية خطوات استفزازية، فيما يرفض الاتحاد الأوروبي الانتهاكات التركية المتواصلة في منطقة شرق المتوسط.وبعث قادة الاتحاد الأوروبي، المجتمعون في قمة في بروكسل الجمعة برسالة حازمة إلى تركيا مصحوبة بتهديد بفرض عقوبات إذا لم توقف عمليات التنقيب التي تعتبر غير قانونية في مياه قبرص الإقليمية.بعد ذلك غادرت سفينة التنقيب عن النفط التركية ياووز منطقة قبرص البحرية وعادت إلى الساحل التركي، وهي لفتة يمكن تفسيرها على أنها علامة على رغبة بوقف التصعيد من جانب أنقرة.
مشاركة :