النانو في الشعر الجاهلي

  • 8/6/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما نستعيد ما قيل في السيوف، منذ الجاهلية، تلمع بروق الهنديّة تخطف الأبصار، حتى لا تعود تعرف البطل من الحسام، تراه في ثيابه كأنه في غمده الصمصام. هل نسيت قول الأعشى: في فتية كسيوف الهند قد علموا.. أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الجبلُ؟ أمّا قول عنترة فكأنّه سيف قائم أبداً في الذاكرة: ولقد ذكرتكِ والرماح نواهل.. منّي وبيض الهند تقطر من دمي. ولم يكن المتنبي الأخير القائل: قد زرتُه وسيوف الهند مغمدةٌ.. وقد نظرت إليه والسيوف دمُ. مرّت قرون على تلك السيوف والأشعار التي قيلت فيها، ولم يدر أحد سبب جودة السيف الهنديّ، إلاّ عندما عكف باحثون غربيّون في العصر الحديث، على اختبار سيوف دمشقيّة من عهد الحروب الصليبيّة، لمعرفة أسرارها. لقد كانت تطير الرؤوس بخفّة ورشاقة، وتقطع العوالي وتظل بلا فلول. من أين لشعرائنا القدامى أن يعرفوا أن السرّ يقع في دائرة تقانة النانو Nanotechnology؟ كفانا فخراً أننا أغدقنا عليها أسماء عدّة، مثل السيف: تقانة النانو، النانو تقانة، تقانة المنمنمات إلخ. اكتشف العلماء أن السرّ يكمن في نسبة كربون عالية جدّاً في كربيد الحديد الذي كان يجلب من الهند، تجعل العضب الفرند ذا متانة فائقة ومرونة في الوقت نفسه، وخفيف الوزن بما لا يقاس. وللطبيعة ألوان من استخدامات تقانة النانو مثل تموّجات الأصداف وغيرها. وعندما تطرق تقانة النانو أسماعنا اليوم، يلوح لنا الحديث عن أهل الخفاء أيسر، في حين أنها متغلغلة إلى كل جزئية في حياتنا، ولكننا لا نصنعها. هي في ملابسنا ومستحضرات تجميل سيداتنا وآنساتنا، في أدوات الرياضة وأزياء رجال الإطفاء ومعادن المركبات وغيرها. النانو تعني الواحد من المليار من المتر، فالخبراء يتعاملون فيها مع الذرّات. ولهذا هي اقتصادية بلا حدود، تصنع آلة ببضع مئات من الذرات. ترسل مختبراً إلى خليّة أو نسيج. ويمكن أن يستخدمها الأشرار لإبادة الناس بما لا يُرى. وسيكون الذين يمتلكون العلوم النانوية أسياداً أقوياء أثرياء متسلطين على شعوب تتوسّد حجارة الأميّة في عراء التخلف. لزوم ما يلزم: النتيجة العلميّة: الصناعات النانويّة هي التي ستوجد عمالقة المستقبل، ليجعلوا غيرهم في حجم النانو. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :