بلغ الدوري المغربي مرحلته النهائية التي ستتحدد فيها هوّية الفائز باللقب هذا الموسم، لتفتح المجال أمام مواجهة محتدمة بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد البيضاويين. وفي وقت تحاصر فيه الضغوط الرجاء من تكرار سيناريو السنوات الماضية، يتمسك الوداد بحلم التتويج رافضا التنازل عن حقه هو الآخر في أن يكون بطلا. الرباط - يستضيف ملعبا محمد الخامس والأمير مولاي عبدالله المباراتين الحاسمتين للقب الدوري المغربي غدا الأحد عندما يحل الجيش الملكي ضيفا على الرجاء، فيما يخرج الوداد لمواجهة الفتح الرباطي وذلك ضمن الجولة الـ30 والأخيرة من المسابقة. وسيكون الفريق البيضاوي مطالبا بالفوز على الجيش الملكي بأي نتيجة لحسم اللقب مباشرة. ويتصدر الرجاء الترتيب برصيد 57 نقطة، ويأتي الوداد ملاحقه المباشر في المركز الثاني بفارق نقطة وحيدة (56 نقطة)، لذلك يرفض الفريق الأخضر تضييع هذه الفرصة للمصالحة مع درع الدوري الذي اشتاق له الفريق وهو الغائب عنه منذ 2013. ويبقى الرجاء أكثر الأندية المغربية فوزا بلقب دوري أبطال أفريقيا، الذي توج به في ثلاث مناسبات أعوام 1989 و1997 و1999، ورغم أنه مر بفترة فراغ، لكنه استطاع أن يعود إلى الواجهة، بفوزه بلقب كأس العرش 2017 وكأس الكونفيدرالية 2018 والسوبر الأفريقي. وأمام هذه الإنجازات، فإن الرجاء يمني النفس بأن يكلل هذه العودة إلى الواجهة بالفوز بلقب الدوري المغربي الذي طال انتظاره عند مكونات الفريق خاصة مع الاستقرار الذي بدأ يعود إلى القلعة الخضراء. ونجح الرجاء في التوقيع على موسم مميز، بفضل مجهودات مكوناته، من مسؤولين وجهاز فني ولاعبين وجمهور، بدليل أنه يبقى الفريق الوحيد في المغرب، الذي ينافس على ثلاث واجهات بالدوري المغربي ودوري الأبطال والبطولة العربية. ورغم الإرهاق الذي كان واحدا من أشد خصوم الرجاء بسبب لعبه على عدة جبهات إلا أنه تمكن من التغلب عليه بحماس لاعبيه وذكاء الجهاز الفني الذي اعتمد على سياسة التدوير، لتفادي إرهاق النجوم. ومن سوء حظ الرجاء أنه سيواجه في الجولة الأخيرة الجيش الملكي الذي يمر بفترة جيدة، حيث حقق ثلاثة انتصارات متتالية سجل فيها 12 هدفا. كما أن ماضي الرجاء في المباريات الحاسمة مع الجيش ليس بالجيد، إذ سبق أن حرمه من الدرع عامي 2005 و2010. سيناريو عام 2010 يعود إلى الواجهة، حيث سيواجه الرجاء والوداد نفس الخصمين لتحديد من منهما سيتوج بطلا للدوري ومؤكد أن الرجاء غير مستعد لإهدار الفرصة التي بين يديه خاصة أن المدرب جمال السلامي أكد أن فريقه يستحق اللقب أمام المستوى الذي يقدمه والجهود التي قام بها. وحرص اتحاد الكرة المغربي بتنسيق مع رابطة الدوري على تخصيص درعين لمنح أحدهما إلى الفريق الفائز باللقب ووضعهما في مدينتي الرباط والدار البيضاء. وسيتواجد مسؤولون من جهاز الكرة برفقة كل درع في الرباط والدار البيضاء، تأهبا لإعلان البطل بين ناديي الرجاء الذي سيستقبل الجيش والوداد الذي سيحل ضيفا على الفتح بالعاصمة الرباط. وستكون مراسم تتويج بطل النسخة الحالية مختلفة بسبب غياب الجمهور الذي كان في المواسم الأخيرة أحد أهم عناصر الاحتفال بالتتويج. وتحمل الجولة الختامية للدوري المغربي العديد من الذكريات، كونها تعيد سيناريو العام 2010 إلى الواجهة لجهة تواجد نفس الفريقين اللذين خاضا الوداد والرجاء أمامهما جولة الحسم. ويتمثل القاسم المشترك إلى جانب ترتيب الغريمين وفارق النقاط، في تكرار مباريات الجولة الأخيرة في عام 2010 دون تغيير، حيث سيواجه الرجاء والوداد نفس الخصمين لتحديد من منهما سيتوج بطلا للدوري. لكن الاختلاف يكمن فقط في كون الرجاء قبل 10 سنوات رحل لملاقاة الجيش والوداد هو من استضاف الفتح. جوانب الغرابة في قصة هذه الأندية الأربعة تتضاعف كونها تعود بنفس شكلها قبل 10 سنوات، فالرجاء يتحكم في مصير الدرع، إذ يكفيه الانتصار ليتوج باللقب، أما الوداد فيتوقف احتفاظه بالبطولة على هدية من الجيش كما سبق أن قدمها الأخير له قبل 10 سنوات بتعطيل الرجاء، ولو بالتعادل، شريطة فوزه على الفتح. وسبق للسلامي أن تجرع مرارة خسارة الدوري في آخر جولة لمّا كان مدربا للفتح الرباطي قبل 8 سنوات لفائدة المغرب التطواني الذي هزمه على ملعبه بالرباط، لذلك حاول أن يظهر في صورة الواثق هذه المرة كي لا ينقل هواجس الخوف والشك إلى لاعبيه، فقال في تصريح تلفزيوني “نحن الأجدر باللقب. القدر أبقانا متحكمين في مصيرنا بعد إهدار خريبكة ركلة الجزاء، وسنتوج بعزيمة اللاعبين التي ستتجاوز كل المعوقات المحتملة”. قبل فترة احتفل الموقع الرسمي لنادي الوداد بمرور 10 سنوات على ما يصفونه بواحد من أغلى ألقاب الدوري في تاريخ الفريق كونه جاء على حساب الغريم وفي سيناريو دراماتيكي. وشبّه موقع الوداد الوقائع الحالية بالتي حدثت في 2010 في سياق الروزنامة والمعادلات المتاحة، خاصة التغيير الذي طرأ على الجهاز الفني للفريق يومها وتكرر في الأيام الماضية.
مشاركة :