واشنطن- كشفت دراسة أميركية حديثة أن إنجاب الأطفال في سن متقدمة قد يعني أن المرأة تتمتع بفرص أفضل في عيش حياة أطول. وفي الدراسة، يقترح الباحثون أنه بعد ولادة طفلها الأخير، يمكن لبعض القياسات أن تتنبأ بمتوسط العمر المتوقع للمرأة. ولطالما عرف الباحثون أن مادة جينية تسمى “تيلوميرات الكريات البيضاء” ضرورية للحفاظ على استقرار الجينوم. وهذه التيلوميرات هي منطقة في نهاية سلاسل الحمض النووي تدل على الشيخوخة الخلوية، ويُعتقد الآن أن تعطي فكرة قيمة عن احتمالات الوفيات الصحية للشخص من خلال طولها. ويشير الباحثون إلى أن طول التيلوميرات في الكريات البيضاء قد يقدم بعض الأفكار الرئيسية حول طول عمر المرأة، ويوضح أيضا كيف يؤثر عمر الأم عند ولادة الطفل الأخير على طول التيلوميرات وعلى العمر المديد. الآباء الأكبر سنا هم الأكثر عرضة لإنجاب الأطفال المصابين بالتوحد أو انفصام الشخصية وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ربط طول تيلوميرات الكريات البيضاء للمرأة مع العمر المتوقع. وتقوم التيلوميرات بتكرار مركبات بروتين الحمض النووي التي تحمي نهاياتها الكروموسومات وأثبتت أهميتها في الحفاظ على الاستقرار الجيني. واقترحت الدراسات السابقة وجود صلة بين طول التيلوميرات والحالات المزمنة. ويُعتقد أن التيلوميرات الأطول تعني صحة أفضل، في حين أن التيلوميرات الأقصر يمكن أن تكون علامة على مشاكل بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني، والحالات العصبية، والسرطانات وأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن الدراسة الحالية ذهبت إلى أبعد من ذلك، وبحثت في مجموعة متنوعة من 1200 امرأة في فترة ما قبل انقطاع الطمث وبعد انقطاع الطمث وطول التيلومير. وبالإضافة إلى ذلك، على عكس الدراسات السابقة، أخذت هذه الدراسة في الاعتبار العوامل الاجتماعية والديموغرافية المتعلقة بأنماط الإنجاب والقرارات الصحية. وأكد الباحثون أن عمر المرأة عند ولادة طفلها الأخير كان له ارتباط إيجابي بطول التيلومير. وبعبارة أخرى، فإن النساء اللواتي يلدن في وقت متقدم من العمر أكثر عرضة للتيلوميرات الأطول، ما يعني صحة أفضل وعمرا مديدا. يشار إلى أن دراسة سابقة كشفت أن الأطفال الذين يولدون للأمهات والآباء الأكثر نضجا، يتصرفون بشكل أفضل ويميلون لأن يكونوا أقل عدوانية من الأطفال المولودين لأبوين أصغر سنا. وأفادت بأنه على الرغم من أن الأطفال المولودين لأبوين أكبر سنا لديهم سلوكيات خارجية أقل إشكالية، مثل العدوانية، إلا أن عمر الوالدين لم يكن له أي تأثير على السلوكيات الداخلية للأطفال، مثل القلق أو الاكتئاب. ودرس الباحثون الهولنديون المشكلات السلوكية الشائعة للأطفال المولودين لأبوين أكبر سنا، في إطار نهج تتبعه مجمل الدول المتقدمة في السنوات الأخيرة لمتابعة الأزواج الذين ينجبون الطفل الأول في وقت متأخر من العمر. وحللوا سلوك أكثر من 32 ألف طفل عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 10 و12 عاما، والذين ينتمون إلى فئات اجتماعية واقتصادية مختلفة. وتراوحت أعمار الأمهات في الدراسة بين 16 و48 عاما، بينما كان عمر أصغر أب 17 عاما، والأكبر سنا 68 عاما. طول التيلوميرات في الكريات البيضاء قد يقدم بعض الأفكار الرئيسية حول طول عمر المرأة وأشارت الدكتورة مارييل زوندرفان زوينينبرغ، الباحثة الرئيسية في الدراسة، من جامعة أوتريخت، إلى أنه لا يوجد أي داع لأن يشعر الآباء الأكبر سنا بالقلق إزاء العمر عند إنجاب طفل، عندما يتعلق الأمر بالسلوكيات الخارجية، قائلة “في ما يتعلق بمشاكل السلوك الشائعة، لم نجد أي سبب يدعو الوالدين المستقبليين إلى القلق بشأن التأثير الضار لإنجاب طفل في سن أكبر”. وأكدت الدراسات أن الآباء الأكبر سنا هم الأكثر عرضة لإنجاب الأطفال المصابين بالتوحد أو انفصام الشخصية، وهو ما دفع فريق البحث إلى معرفة ما إذا كان هناك ارتباط في عامة السكان، بين سن الوالدين ومشاكل السلوك الشائع لدى الأطفال. وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة البروفيسورة دورت بومسما، أستاذة علم النفس الوراثي والسلوك البيولوجي في جامعة فريجي بأمستردام “من المحتمل أن يكون السبب في أن الآباء الأكبر سنا لديهم أطفال يعانون من مشاكل سلوكية أقل، هو أن أولئك الآباء لديهم موارد أكثر ومستويات تعليم أعلى”.
مشاركة :