إعداد: هشام مدخنة تصدرت أرباح كل من «جيه بي مورجان» و«سيتي جروب» و«جولدمان ساكس» و«بنك أوف أمريكا» و«مورجان ستانلي» الموجة الأولى الكبيرة من تقارير الشركات، مع وجود بعض البيانات المهمة أيضاً، بما في ذلك بيانات التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين يوم الثلاثاء ومبيعات التجزئة لشهر سبتمبر/ أيلول يوم الجمعة. وقال إد كيون، كبير محللي الاستثمار في هيئة أسواق المال: «بناءً على التقارير الأولية والتوجيه الجيد، يبدو أن موسم الأرباح قد يكون أفضل من المتوقع، وأنه في ظل الجدل حول محادثات التحفيز، هناك رغبة لإنجاز شيء ما». رفع البيت الأبيض بعد ظهر يوم الجمعة عرضه لحزمة التحفيز إلى 1.8 تريليون دولار لكنه لا يزال أقل من 2.2 تريليون دولار التي يسعى إليها الديمقراطيون. وقال كيون، إنه حتى لو لم يكن هناك اتفاق بشأن التحفيز الآن، يجب أن تكون هناك حزمة بعد الانتخابات، بغض النظر عن الفائز. وأضاف، «في الواقع، أضع بعض المال للعمل في شركات صغيرة على أساس الاعتقاد بأنه إذا حصلنا على مزيد من التحفيز إما قريباً أو بعد بضعة أشهر من الآن، فأنت تريد امتلاك أسهم حساسة اقتصادياً». «نحن بناؤون في السوق والتقييمات الحالية ليست قليلة، ولكن بالمقارنة مع عائد الخزانة لمدة 10 سنوات بأقل من 80 نقطة أساس، فإن الأسهم لا تبدو بهذا السوء». أفضل أداء حققت الأسهم في الأسبوع الماضي أفضل أداء لها منذ أوائل يوليو/تموز، حيث ارتفع مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 3.8% إلى 3477 نقطة، وارتفع مؤشر «راسل 2000» بنسبة 6.4%. كما شهد عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات حركة كبيرة خلال الأسبوع واخترق نطاقاً كان عالقاً عند أقل من 0.7% إلى 0.79% يوم الجمعة. يمكن أن توفر الأرباح زخماً إيجابياً للأسهم، إذا استمرت الشركات في تجاوز التقديرات بوتيرة صحية، مثل الربع الماضي. وقال محللون استراتيجيون في «دويتشه بنك»، لقد شهدت تقارير أرباح الربع الثاني من العام لمؤشر «إس آند بي 500» معدلات غير مسبوقة وانتعشت في أقوى موسم لها على الإطلاق، سواء من حيث النطاق (85%) أو الحجم (+20%)، مما رفع حجم التوقعات للنتائج المستقبلية بوتيرة نادرة تاريخياً. جاء ارتفاع أرباح الصيف قبل الانخفاض الكبير في سبتمبر/ أيلول، والذي أدى إلى تراجع مؤشر «إس آند بي» بنحو 10%. ومن ثم ارتفع بأكثر من 8% منذ 24 من الشهر نفسه. انتعاش حاد في حين أن الربع الثالث يشير إلى انتعاش حاد في الأرباح الرئيسية، فإن الجزء الأكبر منها مدفوع بالتخفيضات في مخصصات خسائر القروض وخسائر قطاع الطاقة. وباستثناء هذه، من المتوقع أن يرتفع نمو الأرباح الأساسية من (-15%) إلى (-13%)، على الرغم من تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث التي تشير إلى انتعاش قوي على مستوى الاقتصاد الكلي. ومع ذلك، وبحسب «دويتشه بنك» يبقى السؤال، هل ستستجيب الأسواق لتذبذب الأرباح وعدم اليقين بشأن الانتخابات؟ يتحرك السوق صعوداً حيث وسع المرشح الحالي للرئاسة جو بايدن تقدمه في استطلاعات الرأي بنسبة 9.7 نقطة مئوية، من حوالي 6 نقاط فقط في بداية الأسبوع السابق. وقال إد كيون: «أعتقد أنه، من وجهة نظر السوق، لم يعد يهم حقاً من سيفوز في الانتخابات الرئاسية، طالما سيكون لدينا فائز في النهاية». «أعتقد أن اتجاه استطلاعات الرأي يشير إلى وجود فائز واضح إما ليلة الانتخابات أو بعد أيام قليلة من ذلك. إن خطر الانتخابات المتنازع عليها ينخفض، والسوق مرتاحة بشأن ذلك». في سياق متصل قال توم بلوك، محلل واشنطن في مؤسسة «فندسترات» Fundstrat، إن ترامب يأمل على ما يبدو في توقيع قانون تحفيز قبل الانتخابات لدعم جهود إعادة انتخابه. اتجاهات مختلفة وأضاف بلوك، «هناك العديد من المتغيرات هنا، وكلها تتحرك في اتجاهات مختلفة، ليس من المستحيل التوصل إلى اتفاق بشأن التحفيز ولكن الطريق إليه يبقى غير واضح خصوصاً بعد الإشارات المتضاربة التي ظهرت خلال الأيام السبعة الماضية من البيت الأبيض». عارض زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الحزمة الكبيرة، وقال «إن حزمة تحفيز فيروس كورونا غير مرجحة في الأسابيع الثلاثة المقبلة». يبقى الانتعاش الاقتصادي مستمراً في الخلفية، وسط تحسن حقيقي أظهرته بعض الجوانب الاقتصادية مثل الإسكان. واعتبرت مبيعات التجزئة يوم الجمعة دليلاً جيداً على تحسن أداء المستهلك، والآن بعد أن اختفت إعانات البطالة المحسنة خلال الشهرين الماضيين. يتوقع الاقتصاديون مكاسب بنسبة 0.6% في تلك المبيعات. وبحسب كيون، «من المهم الحصول على مزيد من المساعدات لدعم للاقتصاد من خلال التحفيز. ومن المتوقع أن تكون هناك مدفوعات لمرة واحدة للأفراد إضافة إلى تعزيز مزايا التوظيف. وستكون هذه أخبار جيدة للسوق، إذا تمكنا من الحصول على المزيد من المساعدة عند الحاجة». «نحتاج حقاً لبناء جسر يعبر بنا إلى ظروف طبيعية أفضل في العام المقبل».