تستعد مؤشرات الأسهم في وول ستريت لدخول شهر جديد وفصل جديد بنفس القوة التي أنهت بها شهر مارس/آذار والربع الأول من العام عشية موسم أرباح الشركات وسط مخاوف تصحيح طارئ يحذر منها بعض المحللين. وكان تقرير الوظائف الأمريكي الذي كشف عن 215 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي مقابل 205 آلاف وظيفة حد التوقعات الأكثر تفاؤلاً، والزيادة التي حققتها معدلات أجور ساعة العمل بنسبة 0.3%، قد منحت الأسواق المزيد من الزخم وسط تفاؤل المستثمرين حول انتعاش في الاقتصاد الأمريكي باتت مؤشراته أكثر رسوخاً. وجاءت تلميحات رئيسة الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية الأسبوع بيومين لتكرس الشعور التفاؤلي وتعطي الأسهم دفعاً في الوقت الذي أنهى مؤشر ستاندرد أندبورز 500 شهر مارس على مكاسب بنسبة 6.6% هي الأعلى منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. إلا أن هناك غموضاً حول موقف الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة، وقلقاً حول طبيعة البيانات التي تكشف عنها التقارير الاقتصادية خاصة وأن شهر إبريل/نيسان يعتبر تاريخياً شهر تعزيز وتثبيت خيارات المستثمرين ما يجعل احتمالات التراجع عن المستوى الحالي الذي بلغته المؤشرات أمراً مرجحاً. ويتابع المستثمرون خلال هذا الأسبوع بشيء من الترقب تقرير محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير الذي يصدر يوم الأربعاء بحثاً عن مزيد من المؤشرات حول مواقف أعضاء المجلس من أسعار الفائدة وما إذا كان يعتزم التحرك هذا الشهر أو هذا العام على أقل تقدير. وتحظى تقارير التجارة والخدمات بمتابعة دقيقة في الوقت الذي تلعب فيه التطورات السياسية وحملات المرشحين الانتخابية دوراً مهماً في رسم صورة التداولات حتى نهاية الشهر خاصة في حال رجحت كفة مرشح آخر غير هيلاري كلنتون التي تراهن الأسواق حتى الآن على تقدمها. ويستقبل السوق هذا الأسبوع أيضاً عدداً من الكلمات التي يدلي بها أعضاء في مجلس الاحتياطي الفيدرالي كما يتابعون اجتماع المائدة المستديرة عصر يوم الخميس، والذي يضم 3 من رؤساء المجلس السابقين وهم ألان غرينسبان، وبين برنانكي وبول فوكر، إضافة إلى رئيسته الحالية جانيت يلين. ويقول ستيفن ستانلي كبير الخبراء لدى شركة أمهيرست بيربونت: لا شك أن محضر اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة سيكون مهماً بعد تلميحات يلين الأسبوع الماضي، لكنه لن يغير شيئاً من ثوابت السياسة النقدية. نحن لا زلنا نتحرى حقيقة الموقف الذي يعتمده المجلس فهل يتحرك في إبريل أم أنه لن يتحرك هذا العام نهائياً. ويبدي المحللون قلقاً حيال أرباح الشركات التي تصدر المهمة منها بدءاً من الأسبوع المقبل نظراً للصورة المتشائمة التي تركتها نتائج الربع الأول على أداء الأسواق خاصة وأن ارتفاع قيمة الدولار والركود الذي تعانيها الاقتصادات الناشئة يعمق تلك الصورة.
مشاركة :