الدعوة إلى صلاة الاستسقاء لأجل إطفاء الحرائق في سوريا تثير سخرية بالغة على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سيطرت نظريات المؤامرة والشماتة على تدوينات السوريين. دمشق - “لم تستجب السماء لصلاة الاستسقاء”.. هكذا أعلن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا نتيجة صلاة الاستسقاء التي دعا إليها النظام السوري من أجل الدعاء لإطفاء الحرائق التي اندلعت الخميس. ودعت وزارة الأوقاف إلى هذه المبادرة، وقالت في بيان “إن الدعوة التي تمت بتوجيه من الرئيس بشار الأسد، ستشمل جميع مساجد البلاد”. وتم توجيه الدعوة باسم الوزارة ومجلسها الفقهي واتحاد علماء بلاد الشام. وذكّرت الوزارة بأن تلك الصلاة “ينبغي أن تسبق بالتوبة والاستغفار، وأن يصحبها صدق التوكل والخشوع والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى”. وأثارت الدعوة إلى الصلاة سخرية بالغة على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا. وتساءل وزير الزراعة الأسبق نورالدين منى على حسابه على فيسبوك “هل الله جل جلاله (حاشاه) يعمل مستشارا لدى وزارة الأوقاف السورية، ومعلمات القرآن وكهنة معبد آمون! كي توكل لها المهمة لمناشدة ودعاء الله بصلاة الاستسقاء لإخماد الحرائق..؟”. بدوره أعرب وزير الزراعة محمد حسان قطنا عن أسفه لخسارة سوريا أحراجاً لا مثيل لها، وأشجاراً نادرة، معلناً أن المنطقة منكوبة بعدما قضت الحرائق على 600 هكتار وعلى غابات فتية وأشجار مثمرة، ووعد بتعويض المزارعين. وسخر مغرد: zakomlta@ ابن أنيسة يدعو إلى صلاة الاستسقاء لمواجهة الحرائق في سوريا ونسي أنّه “لا الفأرة طاهرة ولا دعواتها مستجابه”. وعلى صفحته على فيسبوك قال فوج إطفاء اللاذقية إنه لم يعد قادرًا على إحصاء عدد الحرائق. واندلعت النيران في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية ملتهمة مئات الهكتارات من غابات المناطق الساحلية وعدة مناطق جبلية في أرياف المحافظات منها: جبلة ومشتى الحلو وصافيتا وتلكلخ وبلوران، وصولا إلى جبال منطقة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد. كما ألحقت الحرائق أضرارا واسعة بالبساتين والحقول الزراعية والأراضي الحرجية وتسببت في هدم أبنية ومصانع كبرى، وتخللت عمليات الإنقاذ وإخماد الحرائق صعوبات عديدة بسبب وعورة التضاريس والرياح القوية، حسب وسائل إعلام رسمية. ونالت الحرائق التي اقتربت من بيوت عدد من نجوم الفن، مثل جورج وسوف في قريته كفرون إذ ظهر في مقطع مصور من أمام شُرفة منزله وأمام الغابات وهي تحترق ليقول “الحرائق في ضيعتي كفرون وجبل السيدة وجبل السايح، تلطف يا الله”. وتضرّع جورج بالدعاء قائلاً “هيدا اللي بقي (هذا ما بقى)، من ورا كله احترق، الله يتلطف، يارب تشتي بس (تنزل المطر)”. ولم تفلت الحرائق من التسييس والجدل الحاد وتبادل الاتهامات بين الأطراف السياسية المتصارعة، إذ وجه مؤيدو النظام السوري الاتهامات لبعض “الدول المعادية” بـ”افتعال الحريق عمدا” فيما قال معارضون إن النظام هو من افتعلها. وهذا ما رفضه كثيرون، مرجعين أسباب الحرائق إلى عوامل طبيعية تضرب المنطقة كل عام، مع اختلاف حدتها هذه المرة بسبب التغيير المناخي الذي يجمع قوة الرياح مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف. ودشن مغردون هاشتاغ #سوريا_تحترق. وكتب مغرد: lamaabboud11@ حرائق مفتعلة في سوريا بأيدي أولاد إبليس! أين المنظمات الإنسانية؟ أين دعاة الحق والحقيقة؟ أين المساعدات الدولية؟؟ هل للشجر والغابات دين أو سياسة أو أحزاب ؟؟ تراث سوريا الطبيعي يحترق وقلوبنا، أحلامنا معه تحترق. وفي المقابل، تأجج الجدل السوري بعدما لجأ قطاع من معارضي النظام السوري إلى القول إن الحرائق في المناطق المؤيدة للنظام السوري ما هي إلا “عقاب إلهي”. في حين رفض آخرون هذا الطرح مشيرين إلى أن الساحل السوري مكان “ثري بالتاريخ والتراث ولا ينتمي إلى عائلة الأسد”. وقال مغرد: SalamaAlhussein@ “لعلمكن هي الأرض إلي عم تنحرق بجبال الساحل أرض سورية سكنها أجدادنا منذ آلاف السنين وهي الأرض مانها (ليست) لبيت الأسد. وكل واحد عم يشتفي في الحريق ماعندو ذرة من الحس والوطني.. ولا عندو أي انتماء لأرض الوطن”. ونشر فراس طلاس، ابن وزير الدفاع السوري الأسبق عدة تدوينات على فيسبوك قال فيها إن حرائق سوريا الأخيرة أشعلها النظام السوري وحليفته إيران، من أجل الضغط على الروس المتواجدين في البلاد. وكتب: Firas Tlass أراها رسالة واضحة للروس كتبت على قصاصة صغيرة من قصاصاته السرية لتنفيذها من قبل أحد مجرميه؛ الأسد أو نحرق البلد حتى فوق رؤوسكم. وأشار طلاس، المقيم خارج سوريا، إلى “تسريب” وصله وبنى على أساسه الاتهام للنظام السوري وإيران. وتحدثت تقارير إعلامية عن تنافس بين روسيا وإيران على البلد الذي دمرت الحرب مناطق واسعة فيه وهجرت الملايين من مواطنيه. من جانبه شرح أستاذ علم المناخ في جامعة تشرين، رياض قره فلاح المر علميا لينتهي أن “الحرائق متعمدة”. وكتب: وأضاف: رياض قره فلاح (…) يمكن أن ندرك أن من قام بالحريق -من وجهة نظري- فرد أو أفراد حاقدون مدركون لما لهذا الأمر من تبعات كارثية بيئية واقتصادية وسياحية، (..) الموضوع أكبر بكثير من ذلك، وهو عملية تخريبية كبرى ممنهجة تهدد الأمن البيئي والاقتصادي والسياحي والسكني لسوريا…وهذا أمر يعد بمثابة الخيانة العظمى يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها سوريا إلى حرائق ضخمة في أقل من شهر. واعتبر حساب: Shams_Alshamoss@ الوطن الذي يعوّل على صلاة الاستسقاء في مواجهة الكوارث هو وطن لا يستحق الحياة.. الوطن الذي يحرقه أبناؤه.. لا يستحق أن ينجده أحد في هذا العالم.. وسخر آخر متسائلا هل توجد صلاة الاستشجار: Assad000000@ “صلاة الاستسقاء.. السماء لم تنقذ البلاد من هلاك الحرائق.. ما علينا الحمد لله إذا تم إخماد الحرائق فيه صلاة مثلا مثل صلاة الاستشجار لتسريع نمو الأشجار؟؟ بالمناسبة يقال أن وزارة الأوقاف أغنى وزارة في سوريا”. ونقلت مصادر إعلامية الأحد عن وزير الزراعة السوري، محمد حسان قطنا، أن قوات الإطفاء بالتعاون مع الدفاع المدني تمكنت من إخماد كافة الحرائق.
مشاركة :