هنالك خطر يتربص بكثير من الشباب، وخاصة الوارثين من الجنسين، وهو الاستسلام للفراغ، والاعتماد على ما تدفعه العقارات والأسهم من عوائد، فيزهد هؤلاء في العمل، ويجنحون للكسل والخمول وحب الدعة والرفاهية والغرق في بحار الفراغ والأسفار.. إن العمل لم يكن يوماً مجرد وسيلة لكسب الرزق، ولكنه -العمل المخلص الجاد- عبادة لله -جلّ وعز- وسعادة للنفس، يحقق فيه الإنسان رسالته في الحياة (عمارة الأرض) ويحقق فيه ذاته ويسعد بملاحقة أهدافه النبيلة وإنجاز واجباته الكريمة.. إن الأثرياء، الذين بنوا ثرواتهم بالجد والعمل المتواصل المثابر، لم يتوقفوا عن مواصلة العمل حتى آخر العمر، مع أن لديهم ما يكفي أحفاد أحفادهم، لكنهم قارنوا بين العمل الكريم والفراغ المخيف فوجدوا من الفرق ما بين الغرب والشرق، فالعمل يبني النفس ويُجَمّل الوقت ويملأ الخلايا والحنايا بالرضا والسعادة. أما الفراغ -لمجرد وجود المال- فهو أشباح من الملل والفساد والتفاهة وسرعان ما تخرب العقول والأذواق والأجساد.
مشاركة :