عيد المعتمد بن عباد - عبد الله الجعيثن

  • 7/23/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

هو أبو القاسم الملقب بالظاهر حاكم إشبيلية (-ه) كان شجاعاً كريماً وشاعراً مبدعاً وصاحب موقف، ومن سوء حظه أنه كان في عهد (ملوك الطوائف) بالأندلس والذين تنازعوا فذهبت ريحهم. غلبت على المعتمد العاطفة في حياته الاجتماعية والسياسية. ومن الأدلة أنه تزوج جارية لمجرد إكمالها بيت شعر، وجعلها زوجته المفضلة، فقد كان يتنزه مع وزيره (ابن عمار) في (مرج الفضة) بجانب النهر فقال: (صَنَع الريحُ من ماءِ الزَّردْ) وانتظر أن يكمل الوزير ولكنه عجز، فقالت امرأة تغسل الملابس بجانب النهر: (أيُّ درعٍ لقتالٍ لو جَمَدْ)! فأُعجب بها وتزوجها وكانت المقربة!.. على أن عاطفته نبيلة جداً ولكن في زمن غير نبيل، فقد تكالب عليه أمراء الطوائف وعرض عليه بعض قادة الإفرنج المساعدة فرفض وقال عبارته الشهيرة: (رعيُ الجِمال خيرٌ من رعي الخنازير) واستعان (بابن تاشفين) فنصره ثم أسقطه وسجنه، وهو نفس المصير الذي كان سيلقاه لو استعان بالإفرنج، وقسا عليه (ابن تاشفين) فأذله ولم يأذن لبناته برؤيته إلا يوم العيد، دخلن عليه في ملابس رثة وحالة مزرية، فحين رآهن على تلك الحال قال: فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا وكان عيدك باللذات معمورا وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ فساءك العيد في أغمات مأسورا ترى بناتك في الأطمار جائعةً في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ يغزلن للناس لا يملكن قطميرا برزن نحوك للتسليم خاشعةً عيونهنّ فعاد القلب موتورا قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً أبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا يطأْنَ في الطين والأقدامُ حافيةً تشكو فراق حذاءٍ كان موفورا قد لوّثت بيد الأقذاء واتسخت كأنها لم تطأ مسكا وكافورا لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره وقبلُ كان بماء الورد مغمورا أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ فعاد فِطْرُكَ للأكباد تفطيرا

مشاركة :