الرحلات المشتركة لا تخفي السباق الأميركي الروسي إلى الفضاء | | صحيفة العرب

  • 10/15/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ إنشاء محطة الفضاء الدولية تشترك روسيا والولايات المتحدة في تنظيم الرحلات الفضائية وكان آخرها الرحلة المأهولة التي تمت في ثلاث ساعات فقط، هذا الانجاز لا يخفي التنافس الفضائي بينهما، فقد رفضت موسكو مؤخرا المشاركة في محطة فضائية حول القمر تعتزم واشنطن إنشاءها. ألماتي (كازاخستان)- وصل رائدا فضاء روسيان ورائدة فضاء أميركية إلى محطة الفضاء الدولية بعد رحلة سريعة على متن مركبة “سويوز” في مهمة مشتركة لا تخفي الصراع القائم بينهما حول الفضاء في الماضي والمستقبل. ووفقا لمركز التحكم الواقع بالقرب من موسكو، استغرقت الرحلة زمنا قياسيا منخفضا بالنسبة لرحلة فضاء مأهولة، حيث استغرقت ثلاث ساعات وثلاث دقائق فقط. والتحمت المركبة الروسية الصنع الخميس بمحطة الفضاء الدولية وفق الخطة المرسومة أصلا، محطمة رقما قياسيا جديدا بشأن السرعة. ومن المتوقع أن يظل رواد الفضاء الثلاثة في محطة الفضاء الدولية حتى ربيع عام 2021. وذكرت وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” في بيان لها، أن المركبة “سويوز أم.أس – 17” التي تنقل رائدة الفضاء كاثلين روبينز وسيرغي ريكوف وسيرغي كود – سفيرتشكوف، قد التحمت بالمحطة المدارية. وأشارت روسكوسموس إلى أن الرحلة سجلت “رقما قياسيا جديدا، وقد بلغت الفترة الإجمالية الفاصلة بين انطلاق مركبة سويوز والتحامها 3 ساعات و3 دقائق”. وكان الرقم القياسي السابق للمركبات الفضائية المأهولة هو 6 ساعات تقريبا من خلال الرحلة التي بدأت منذ سبع سنوات عن طريق أربع دورات حول كوكب الأرض حيث كانت الرحلات قبل 2013 تستخدم خطة من حوالي 30 دورة حول كوكب الأرض في رحلة تستغرق يومين. وفي أحد أوجه التعاون القليلة المتبقية بين الروس والغربيين رغم التنافس المتواصل على إطلاق رحلات فضائية واكتشاف المزيد خارج كوكب الأرض، ينضم رواد الفضاء الثلاثة إلى زملاء لهم يشغلون المحطة حاليا وهم كريس كاسيدي (ناسا) وأناتولي يانيتشين وإيفان فاغنر (روسكوسموس) والذين من المقرر أن يعودوا إلى الأرض في 22 أكتوبر. هذه الرحلة المشتركة لا تخفي التنافس الشديد بين الدول حول الفضاء، فالرحلة على متن صاروخ “سويوز” حصلت بين عمليتي إطلاق نحو محطة الفضاء الدولية لصاروخ أميركي تابع لشركة “سبايس إكس” يتيح مجددا للولايات المتحدة إرسال رواد إلى الفضاء. وحتى رحلة روبرت بنكن ودوغ هورلي في 30 مايو الماضي من مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا، كانت صواريخ “سويوز” الروسية الوسيلة الوحيدة لإرسال رواد إلى محطة الفضاء الدولية. وقد عاد هذان الرائدان إلى الأرض في الثاني من أغسطس. ومن المقرر تسيير رحلة “سبايس إكس” المقبلة إلى محطة الفضاء الدولية الشهر المقبل، وسيكون على متنها ثلاثة أميركيين وياباني. وإثر توقيع “سبايس إكس” و”بوينغ”، وهما مجموعتان من القطاع الخاص، اتفاقات شراكة مع “ناسا”، ثمة تكهنات متزايدة عن عودة السباق الفضائي بين بلدان عدة. غير أن الرواد الثلاثة الذين انطلقوا الأربعاء ركزوا على قدرة الرحلات الفضائية في جمع بلدان متخاصمة سياسيا، من أجل هدف مشترك. واكتفت كاثلين روبينز بالقول خلال مؤتمر صحافي قبل الإطلاق “أنا محظوظة جدا بالتأكيد لأني سأكون على المحطة”، متفادية التطرق إلى “سبايس إكس”. ورغم الاشتراك في الرحلات الفضائية بين موسكو وواشنطن، إلا أن هناك تنافسا لم يعد خفيا، فروسيا تتجه إلى عدم المشاركة في مشروع المحطة الفضائية في مدار القمر التي تعتزم الولايات المتحدة جمعها اعتبارا من 2023، في منحى لإنهاء عقدين من التعاون الاستثنائي في محطة الفضاء الدولية. وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية ديمتري روغوزين في إشارة إلى مشروع المحطة الفضائية قيد التطوير في مدار القمر، إن خطط ناسا لإعادة الناس إلى القمر هي مركزة للغاية على الولايات المتحدة، ولا تستطيع روسيا المشاركة فيها، ورغم أنه ينتقد البرنامج، إلا أنه يقول الآن إن روسيا ستكون منفتحة على المشاركة فقط إذا كانت خطط القمر أكثر تركيزا على التعاون الدولي. وأضاف أن محطة الفضاء الدولية المشيدة من البلدين والتي يشغلها روس وأميركيون بشكل متواصل منذ العام 2000، كانت “مشروعا دوليا حقيقيا”، وذلك خلال المؤتمر الفضائي الدولي بدورته الواحدة والسبعين التي انطلقت افتراضيا الاثنين. وتشارك أوروبا وكندا واليابان أيضا بمحطة الفضاء الدولية. وصمدت محطة الفضاء الدولية في وجه تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن، إذ تتعاون “روسكوسموس” ونظيرتها الأميركية “ناسا” في تشغيل المحطة كما أن رواد الفضاء الأميركيين يتوجهون إليها منذ 2011 على متن صواريخ روسية. غير أن عمر محطة الفضاء الدولية يقترب من النهاية في فترة لا تتعدى 2030، كما أن “ناسا” أطلقت بصورة أحادية برنامجها للمهمات الفضائية إلى القمر، من دون التشاور مع شركائها التاريخيين. فضاء وقال روغوزين “نرى من وجهة نظرنا أن (لونار غايتواي) أو البوابة القمرية بشكلها الحالي متمحورة للغاية على الأميركيين”، مؤكدا في وقت لاحق أنه من “المحتمل ألا تشارك روسيا على نطاق واسع في المشروع”. ولكن مع ذلك، قال روغوزين إنه يأمل في أن يكون للبوابة منفذ لرسو السفن يسمح للمركبات الفضائية الروسية المستقبلية بالالتحاق بالمحطة إذا لزم الأمر، مضيفا “إذا بنت روسيا نظام النقل الفضائي الخاص بها، فنحن بحاجة إلى فرصة الالتحام بالبوابة”. وجرى الإعلان عن مشروع المحطة الفضائية هذه خلال عهد الرئيس دونالد ترامب، وهي ترمي لمواكبة عودة الرواد الأميركيين إلى القمر اعتبارا من 2024 للمرة الأولى منذ 1972، في برنامج سمي “أرتيميس”. ومن المزمع توسيع المحطة المستقبلية تدريجيا على مر السنوات، من دون أن تبلغ يوما حجم محطة الفضاء الدولية. وتؤكد ناسا باستمرار أن المشروع له طابع دولي، وهي تسعى بقوة للتعاون مع وكالات فضاء أخرى. ووقعت كندا واليابان وإيطاليا اتفاقات تعاون مع “أرتيميس”. وقال جيم بريدنشتاين، مدير ناسا، إن مشروع بوابة القمر سيستخدم نفس الإطار القانوني الذي تم تطويره لمحطة الفضاء الدولية من أجل تشغيل البوابة. وأضاف أن شركاء ناسا الدوليين وافقوا على تشغيل البوابة في إطار مماثل من خلال سلسلة من العقود غير الملزمة تسمى مذكرات التفاهم. ولم يستبعد رئيس وكالة الفضاء الروسية في المقابل التحام مركبات روسية مستقبلا في المحطة، ما يستدعي توحيد قواعد الهبوط كما الحال في محطة الفضاء الدولية.

مشاركة :