برلين – أصبحت العديد من الأسر العربية تركز على الرحلات التي توفر إمكانية التجوّل في الطبيعة والمشي لفترات طويلة، حيث صار هذا النوع من الرحلات الخيار الأول للكثير من الأشخاص والأسر التي تسكن المدن وتريد الابتعاد قليلا عن الأجواء الصاخبة والازدحام الشديد، إذ توفر لها الطبيعة الأجواء الهادئة التي تريحها من مشاق النسق السريع لحياتها اليومية في المدينة. كما يرتبط خيار منح الأولوية للرحلات في الطبيعة بتلك التي تتميز بكثرة المرتفعات إذ تغير بشكل وثيق أسلوب حياة الأسر العربية وتجعلها منفتحة على أساليب حياة وتفكير جديدة. في فصل الصيف أصبح الكثيرون يفضلون التخييم في أماكن تتميز بطبيعة تمزج بين البحر والجبل، فيستفيدون من السباحة في البحر وقضاء وقت عائلي ممتع على الشاطئ وفي نفس الوقت تتاح لهم الفرصة عندما تنخفض درجات الحرارة مع اقتراب نهاية اليوم للمشي بين أحضان الجبال وشحن الجسم بالطاقة الإيجابية والهواء النظيف. وتعد رحلات التجوّل في أحضان الجبال لا نظير لها خلال قضاء عطلة مع الأسرة بالنسبة إلى بعض الأشخاص. يجب على الآباء عند قضاء ليلة في الجبال أن يظلوا على ارتفاع أقل من ألفي متر في حال كان معهم أطفال دون العامين ومن المسموح بالطبع للأطفال الصغار المشاركة في الرحلة. يقول الخبير في أمراض القلب لدى الأطفال هيرمان يوسيف كاهل، من الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والشباب، إن هذا الأمر يعني أن الآباء بحاجة إلى أن يأخذوا الكثير من المياه ويقضوا استراحات لتناول الطعام. حتى إذا ما بدا الأطفال مفعمين بالطاقة، وفي الحقيقة إنهم يستخدمون مخزونهم بسرعة أكثر من البالغين. وإذا ما نزل الأطفال سريعا في منحدر فإنه يمكن أن يصابوا بدوار المرتفعات. وهذا يمكن أن يحدث عند الارتفاعات التي تتراوح بين ألفين وألفين وخمسمئة متر عندما لا يعود بمقدور الجسم التأقلم بشكل ملائم مع الضغط وقلة الأكسجين. وتشمل علامات الإجهاد، التنفس الواضح وتغيرات في عادات اللعب أو الأكل، وكذلك القيء والغثيان وفقدان الشهية والشعور بالضعف لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن تسع سنوات. ويحذر كاهل من أن الأطفال الذين لديهم عدوى تنفسية وأمراض قلبية وأمراض مزمنة في الرئة، معرضون للخطر بشكل خاص. ويجب على الآباء الذين سوف يقضون ليلة في الجبال أن يظلوا على ارتفاع أقل من ألفي متر في حال كان معهم أطفال دون العامين وأقل من ثلاثة آلاف متر بالنسبة إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العامين والعشرة أعوام. ويؤكد خبير أمراض القلب لدى الأطفال أنه لا يمكن سوى للأطفال الذين تفوق أعمارهم 14 عاما أن يصلوا إلى ارتفاعات مجهدة.
مشاركة :