سيدني – أظهرت دراسة حديثة وجود صلة بين انقطاع التنفس أثناء النوم ومرض الزهايمر، وذلك بعد الكشف عن علامات متطابقة لتلف الدماغ في كلتا الحالتين. ونُشرت نتائج الدراسة التي أجراها باحثون أستراليون وأيسلنديون بقيادة جامعة “آر.أم.آي.تي” في مجلة “سليب”، حسب وكالة الأنباء الأسترالية. وكشفت الدراسة عن انعكاسات واسعة النطاق على واحد من كل أربعة رجال في أستراليا فوق سن الـ30 عاما يعانون بدرجة ما من انقطاع التنفس أثناء النوم، وهي حالة خطيرة تحدث عندما ينقطع تنفس الشخص بشكل متكرر أثناء النوم. ولا يزال سبب الإصابة بمرض الزهايمر غير معروف حتى الآن. إلا أن الباحث الرئيسي في الدراسة، ستيفن روبنسون، قال إن العلماء يعلمون بالفعل أن ثمة ارتباطا إلى حد ما بين انقطاع التنفس أثناء النوم والزهايمر. وأضاف “نحن نعلم أنه إذا كنت تعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم في منتصف العمر، فمن المرجح أن تصاب بمرض الزهايمر عندما تكبر، وإذا كنت مصابا بمرض الزهايمر، فمن المرجح أن تعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم أكثر من غيرك من الأشخاص الذين يماثلونك سنا”. دراسة: من يعانون من توقف التنفس أثناء النوم ظهرت لديهم مشاكل في الذاكرة والتفكير، قبل من ينامون دون صعوبات بعقد كامل وكشفت دراسة سابقة نشرت في دورية “علم الأعصاب” أن من يواجهون صعوبة في التنفس أثناء النوم أكثر عرضة لمواجهة مشاكل في الذاكرة لاحقا. ودرس العلماء القائمون على الدراسة قاعدة بيانات تضم 2.400 شخص تزيد أعمارهم على 55 عاما. وأظهرت الدراسة أن من يعانون من توقف التنفس أثناء النوم ظهرت لديهم مشاكل في الذاكرة والتفكير، قبل من ينامون دون صعوبات بعقد كامل. ويجري المزيد من البحث بخصوص الصلة بين النوم والذاكرة. وهو ما يمثل دليلا جديدا على الآثار الصحية السلبية الناتجة عن قلة النوم. والبحث هو جزء من مشروع بحثي ضخم عن الزهايمر. وركز الباحثون على دراسة من يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، وهي حالة ترتخي فيها العضلات المحيطة بالحلق، وقد تسد مسارات الهواء مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس. وقد ينتهي الحال بالمرضى إلى الشخير بصوت عال، والاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل. ويهتم الباحثون بالحالات التي قد تؤثر هذه الحالة على أعضائهم الحيوية – بما في ذلك المخ – خشية ألا تستقبل الأكسجين الكافي. واكتشف العلماء أن من يعانون صعوبات التنفس أثناء النوم يواجهون مشكلات في الذاكرة والتفكير في أواخر السبعينات من أعمارهم، أي قبل عشر سنوات من أولئك الذين ينامون جيدا. وقال سيمون ريدلي، من مركز أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة، إن البحث “يضيف دليلا آخر إلى الأدلة التي تشير إلى أن اضطراب التنفس أثناء النوم قد يكون عنصرا خطرا على الذاكرة والقدرة على التفكير عند التقدم في السن. لكنه لا يثبت وجود علاقة سببية”. وأضاف “توافر الأكسجين للمخ أمر ضروري للحفاظ على صحته، ومن المدهش أن يكون علاج مشاكل التنفس أثناء النوم على صلة بمشكلات الذاكرة والتفكير عند التقدم في العمر”. مرض الزهايمر أكثر من مجرد نسيان الأشياء من حين لآخر، إذ يمكن للجميع أن ينسوا في بعض الأحيان مكان ترك كوب الشاي أو أسماء بعض الأشخاص. فنسيان الأشياء يمثل أيضا جزءا لا يتجزأ من الشيخوخة الطبيعية. ولكن هذه الأمور ليست بالضرورة علامات على الإصابة بمرض الزهايمر أو أي شكل آخر من أشكال الخرف. مرض الزهايمر أكثر من مجرد نسيان الأشياء من حين لآخر، إذ يمكن للجميع أن ينسوا في بعض الأحيان مكان ترك كوب الشاي أو أسماء بعض الأشخاص لكن فقدان الذاكرة هو أكثر خطورة وغالبا ما يكون واحدا من أولى علامات الإصابة بالمرض. وعادة ما تتأثر الذاكرة قصيرة المدى، مما يتسبب في نسيان الناس ما فعلوه قبل 10 دقائق أو نسيان حديثهم قبل دقائق. ويمكن أن تؤدي مشكلات الذاكرة أيضا إلى أن يكرر الأشخاص ما فعلوه من قبل، أو عدم تذكر الأحداث التي وقعت مؤخرا أو مواجهة المهام اليومية المعتادة، مثل اتباع وصفة معينة أو استخدام بطاقة مصرفية. فمثلا يعد تحضير كوب من القهوة أو الشاي بالأمر البسيط ولا يتطلب الكثير من التفكير، ومع ذلك، يمكن أن يتحول إلى مهمة صعبة بسبب الزهايمر، مما يؤدي إلى معاناة الكثير من الناس لمعرفة ما يجب القيام به. وغالباً ما تكون التغييرات بسيطة ولا يمكن ملاحظتها، ولكنها قد تصبح شديدة بما يكفي للتأثير على الحياة اليومية. وقد يلاحظ الشخص أو عائلته كم يعاني أثناء استخدام الهاتف أو أنه ينسى بانتظام تناول أدويته. كما يمكن الأمر أن يتطور لتصبح هناك مشكلات في الكلام واللغة، مثل صعوبة إيجاد الكلمات المناسبة. ويذكر أن تشخيص الإصابة بمرض ألزهايمر يتم الآن عن طريق فحوص للذاكرة ومسوحات للمخ، ولكن بعد أن تظهر الأعراض عند المصابين. ومن المعروف أن التشخيص المبكر لمرض الزهايمر يتيح فرصا أكبر لعلاجه.
مشاركة :