عقد وفدا التفاوض في مفاوضات السلام الأفغانية المباشرة مساء اليوم (الأربعاء) اجتماعا عاما ناقشا خلاله المسائل الخلافية، وطلبا من مجموعتي الاتصال تقديم حل لها للتوصل لاتفاق نهائي بشأن القواعد الإجرائية في أقرب وقت. وقال عضو الوفد الحكومي للمفاوضات نادر نادري، في تغريدة على حسابه في (تويتر) "عقد مساء اليوم اجتماع بين فريق التفاوض لجمهورية أفغانستان الإسلامية مع الجانب الآخر"، في إشارة إلى حركة طالبان الأفغانية التي تفاوضها الحكومة في الدوحة. وأضاف نادري أن رؤساء وأعضاء الوفدين ناقشا القضايا المختلف بشأنها، وشددوا على أن تجتمع مجموعتا الاتصال مرة أخرى لتقديم الحلول. من جانبه، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة محمد نعيم ، على حسابه في (تويتر) "عقدت مساء اليوم جلسة عامة بين وفدي المفاوضات الأفغانية، وأوصى رؤساء الفريقين بأن يتم دفع عملية التفاوض إلى الأمام بطريقة جيدة". وأضاف نعيم أن النقاط الخلافية جرت مناقشتها مرة أخرى، وتم توجيه مجموعتي الاتصال للاستمرار في مناقشاتها من أجل حل الخلاف، ليتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن القواعد الإجرائية في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أنه بعد ذلك سيتم مناقشة جدول الأعمال. وكانت مجموعتا الاتصال للفريقين قد استأنفتا الاجتماعات الإثنين الماضي بعد أسبوعين من التوقف، وذلك سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن القواعد الإجرائية المعدة من أجل المباحثات الرسمية، لكن هذا الاجتماع الأخير انتهى أيضا دون نتيجة. واتفق الجانبان على 18 من أصل 20 بندا للقواعد الإجرائية، لكنهما لم يتفقا بعد على مسألتين هما الأساس الديني للمباحثات وعلاقة الاتفاق بين واشنطن وطالبان بالمفاوضات. وذكرت قناة (طلوع نيوز) الأفغانية اليوم نقلا عن مصادر من الفريق الحكومي أن فريق التفاوض الذي يمثل جمهورية أفغانستان الإسلامية قدم اقتراحات جديدة لكسر الجمود الحالي في المفاوضات. وبحسب القناة، فإن أحد الاقتراحات هو ترحيل النقاش بشأن القواعد الإجرائية المثيرة للجدل إلى المرحلة المقبلة من المفاوضات، وهناك اقتراح بإضافة قرار مجلس الأمن الدولي إلى جانب الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وطالبان ليكون جزءا من إطار المفاوضات. وبينما لم تقل طالبان أي شيء بخصوص البدائل المقترحة وقرار مجلس الأمن الدولي، إلا أنها تصر على الاعتراف بالاتفاق بينها وبين واشنطن كأساس لمفاوضات السلام الأفغانية، وتطالب باعتبار المذهب الحنفي الأساس الديني والقانوني الوحيد للمباحثات. ورغم مرور شهر منذ الجلسة الافتتاحية لمفاوضات السلام الأفغانية بالدوحة، إلا أنه لم تبدأ بعد مباحثات فعلية بين فريقي التفاوض، ولم يعقد الوفدان سوى اجتماعات تمهيدية لتشكيل مجموعتي اتصال، فيما أجرت مجموعتا الاتصال للفريقين ثمانية اجتماعات حتى الآن. وانطلقت في 12 سبتمبر الماضي بالدوحة مفاوضات سلام "تاريخية" مباشرة بين الأفغان، على أمل إنهاء أربعة عقود من العنف ووضع حد للحرب المستمرة منذ 19 عاما في أفغانستان.
مشاركة :