خاضوا معارك عديدة ولم ينتظروا جزاء ولا شكورا، في معركتهم الأخيرة التي ما زالت رحاها مشتعلة، حيث طاحونة الموت تحصد الملايين، اتحد الجميع، وشهد لهم بالنضال والشجاعة، الأعداء قبل الأصدقاء.المعركة كانت حربا بكل ما تعنيه الكلمة، حوت انقلابات على المفاهيم الطبية وثورة على الأعراف الصحية، وإطاحة بكل المفاهيم العلمية.في زمن الصراعات لزم معشر الأطباء النضال والكفاح لحماية البشر، واتحدت الفرق الصحية لمقاومة الوباء الذي أعلن العصيان والتمرد، وبكل وقاحة نادى بالاحتلال، فماذا أصاب الفرق الصحية؟بعد مرور عدة أشهر على انتشار الوباء، لا يزال العاملون الصحيون يموتون بمعدلات مروعة، في بلدان مثل المكسيك والبرازيل وأمريكا، بينما يظهر الانتشار السريع للعدوى في جنوب إفريقيا والهند.لمنتصف سبتمبر 2020م وصلت الحصيلة العالمية لوفيات العاملين الصحيين بسبب كورونا إلى 7000 على الأقل، وفقا لتحليل أجرته منظمة العفو الدولية، أيضا أفاد المجلس الدولي للممرضات في أوائل يونيو أن أكثر من 600 ممرضة في جميع أنحاء العالم توفوا بسبب كورونا.يقول ستيف كوكبيرن، رئيس العدالة الاقتصادية والاجتماعية بمنظمة العفو الدولية: إن وفاة أكثر من سبعة آلاف شخص أثناء محاولتهم إنقاذ الآخرين يمثل أزمة على نطاق مذهل، ويضيف أن كل عامل صحي له الحق في أن يكون آمنا في العمل، ويجب أن يكون هناك تعاون لضمان حصول العاملين الصحيين احتياجاتهم من المعدات لرعاية المرضى مع الحفاظ على سلامتهم.البلدان التي لديها أعلى أرقام وفيات مقدرة للعاملين في الرعاية الصحية هي: المكسيك 1،320 – الولايات المتحدة 1،077 – المملكة المتحدة 649 – البرازيل 634 – روسيا 631 – الهند 573 – جنوب أفريقيا 240 – بيرو 183 – إندونيسيا 181 – إيران 164 – مصر 159، ومن المرجح أن الأرقام أقل من الواقع بكثير، بسبب نقص الإبلاغ من قبل العديد من البلدان.تضحيات جمة يقف أمامها الجميع عاجزين، يجابهون عدوا لا يُرى، حُفرت آثار الكمامات والنظارات الواقية على وجوههم، ألا يستحقوا الشكر الجزيل؟في بلدي وبالرغم من بعض الأصوات الشاذة هجوما على الأطباء ومناداة بعض ضعاف النفوس بمحاربتهم، إلا أن إشادات الجميع بجهودهم وفي مقدمتهم خادم الحرمين وولي العهد، كانت نعم المعين والسند.
مشاركة :