تحل اليوم ذكرى ميلاد رائد التنوير الأول رفاعة رافع الطهطاوي، وقدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة اليوم الخميس حلقة جديدة من حلقات "عظماء بلدنا" عبر الصفحة الرسمية للهيئة ضمن مبادرة وزارة الثقافة التي أطلقتها تحت شعار الثقافة بين إيديك. ولد رفاعة الطهطاوي في 15 أكتوبر عام 1801، بمدينة طهطا في سوهاج، حفظ القرآن الكريم من صغره، والتحق رفاعة بالأزهر وتتلمذ على يد علمائه العظام، كما درَّس فيه وكانت له طريقة في الشرح جعلت الطلبة يتعلقون به ويقبلون على درسه، ثم ترك التدريس بعد عامين والتحق بالجيش النظامي واعظًا لإحدى فرقه.في عام 1826 قررت الحكومة المصرية إيفاد أكبر بعثاتها إلى فرنسا، وكان الطهطاوي ضمن هذه البعثة لكنه لم يكن طالبًا من طلاب هذه البعثة، بل رُشح لكي يقوم لطلابها بالوعظ والإرشاد، ولم يكتف بذلك، لكنه نبغ في تعلم الفرنسية وأجادها وطلب الانضمام للبعثة كدارسٍ، فتم ضمه إليها لدراسة الترجمة.وبعد سنوات قدَم مخطوطة كتابه الذي نال شهرة واسعة "تَخْلِيصُ الإِبْرِيزِ فىِ تَلْخِيصِ بَارِيز"، ليعود بعدها إلى القاهرة عام 1832، فكانت أولى الوظائف التي تولاها بعد عودته مترجما بمدرسة الطب، وكان أول مصري يُعّين في مثل هذا العمل، ثم انتقل إلى مدرسة المدفعية كي يعمل مترجما للعلوم الهندسية والفنون العسكرية.وفي عام 1835 تم افتتاح أول مدرسة للغات في مصر على يد الطهطاوي، وكانت تسمى أول الأمر "مدرسة الترجمة"، ثم تغير اسمها بعد ذلك إلى "مدرسة الألسن" وهي الآن كلية الألسن التابعة لجامعة عين شمس بالقاهرة.تولى رئاسة تحرير أقدم مجلات العالم العربي الثقافية مجلة "روضة المدارس"، وألف الكثير من الكتب منها كتب في التاريخ "أَنْوار توفيق الجَلِيل فى أخبارِ مصر وتوثيق بَنىِ إِسماعيل"، وفي التربية والتعليم "مباهج الأَلباب المِصْرِية فِي مَنَاهِج الآدَابِ العَصْرِيَّةِ.. المُرْشِدُ الأَمِينِ للبَنَاتِ والبنَينِ"، وفي السيرة النبوية "نِهَايَةُ الإِيجَازِ فِى تَارِيخِ سَاكِنِ الحِجَازِ".قدم خدمات جليلة في مختلف حقول الثقافة والترجمة والصحافة، ولعبت إسهاماته الكبيرة على المستوى الثقافي دورا كبيرا، حتى توفي في 27 مايو 1873 عن عُمر ناهز ٧٢ عاما.
مشاركة :