طالب سكان في أبوظبي بإيجاد حلول جذرية لمشكلة نقص الكوادر الطبية في القطاعين العام والخاص، التي تؤدي إلى طول فترة الانتظار، وتالياً تفاقم الحالة الصحية للمريض، موضحين أنهم يضطرون إلى أخذ موعد قبل أيام من مراجعة الطبيب، وقد تصل مدة الانتظار في بعض التخصصات إلى أكثر من شهر. من جانبها، عزت هيئة الصحة في أبوظبي، السبب في نقص الكوادر الطبية إلى أن 94.5% من الأطباء من خارج الدولة، والطبيب المقيم يبحث دائماً عن الوظيفة الأفضل والراتب الأعلى، لذا ربما ينتقل في أي وقت إلى العمل في إمارة أخرى أو حتى السفر خارج الدولة، تاركاً وراءه فراغاً يحتاج إلى وقت حتى يتم استقطاب البديل. إحصاءات أفادت هيئة الصحة في أبوظبي بأنه، وفق إحصاءات العام الماضي، بلغ إجمالي عدد الأطباء والممرضين والصيادلة والمهنيين المساعدين المرخصين في الإمارة 37 ألفاً و716 مهنياً صحياً، بينهم 9486 طبيباً، و6302 مهني مساعد، و17 ألفاً و79 ممرضاً وممرضة، و2836 صيدلياً، وذلك بزيادة ملحوظة مقارنة مع عام 2013، الذي سجل 31 ألفاً و993 مهنياً صحياً. وأضافت أن الأطباء المواطنين الذين يحملون التراخيص الطيبة بلغت نسبتهم 6.5 %، وفق إحصاءات العام الماضي. وأكدت قرب إنجاز 16 مستشفى في أبوظبي، توفر نحو 2859 سريراً، فضلاً عن أنه تم التعاقد مع 36 مركزاً معتمداً في عددٍ من البلدان العربية والأجنبية لإجراء امتحانات للراغبين في الحصول على ترخيص مزاولة المهنة. وتفصيلاً، قال المواطن محمد الحمادي، إن كثيراً من المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة في الإمارة تعاني نقصاً في عدد الأطباء، ويضطر المريض إلى الانتظار فترة طويلة قبل عرضه على الطبيب المختص، مشيراً إلى أن بعض التخصصات الدقيقة، مثل جراحة العمود الفقري، وأطباء عيون الأطفال، تحتاج إلى مدة انتظار أكثر من 30 يوماً حتى تتمكن من مقابلة الطبيب المختص. من جانبه، أكد أحمد الرواشدة، أن الفترات المسائية يكون فيها العجز في الكوادر الطبية أكبر مقارنة مع الفترة الصباحية، لاسيما في أقسام الطوارئ، وفي حال توافرت الكوادر الطبية، يجب على المريض أخذ رقم والانتظار الذي قد يطول ساعات، مشيراً إلى أن أزمة الانتظار تتزايد في الأعياد والمناسبات. وأضاف أن بعض أقسام الطوارئ في المستشفيات لا يوجد فيها سوى طبيب وممرضة، عليهما استقبال المريض، وقياس درجة حرارته، وطوله، ووزنه، مطالباً الجهات المختصة بإعادة النظر في هذا الأمر، وإلزام المستشفيات باتباع خطة مدروسة لتوفير كادر يتناسب مع طبيعة المستشفيات، خصوصاً خلال المناوبات المسائية. وأشار، ياسين مصطفى، إلى أنه تقدم بأكثر من شكوى إلى إدارة أحد المستشفيات الكبرى، بسبب معاناته خلال أوقات الانتظار، وأكد له مسؤولوها أن هناك نقصاً في عدد الأطباء والممرضين، وأن هذه الأزمة تعانيها أيضاً المستشفيات العالمية كافة، مشيراً إلى ضرورة تسخير الجهود من قبل الجهات المختصة لوضع حلول جذرية لتغطية النقص الحاصل في الكوادر الطبية على مستوى مستشفيات أبوظبي. وقال حمود المنصوري، إن نقص الكوادر الطبية يؤدي إلى طول مدة الانتظار، لاسيما في الحالات التي تحتاج إلى عمليات جراحية، إذ تصل مدة الانتظار إلى شهر أو شهرين، ويصبح المريض مضطراً إلى التعايش مع الألم حتى موعد العملية. في المقابل، قالت هيئة الصحة في أبوظبي، إن هناك نقصاً في أكثر من 10 تخصصات طبية دقيقة، في ضوء الطلب المتزايد سنوياً على المستشفيات، وهذا النقص يسبب تأخر تلقي المريض العلاج اللازم، مشيرة إلى أن من الكوادر التي تعاني نقصاً، أطباء الأورام الخبيثة، وجراحة القلب للأطفال، وجراحة العمود الفقري، والعلاج التأهيلي، وأطباء أمراض القلب، وأطباء زراعة النخاع العظمي، وأطباء جراحة الأعصاب، وأطباء أمراض العيون للأطفال، وأطباء الأعصاب للأطفال، وأطباء جراحة العمود الفقري للأطفال. وعزت السبب في نقص الكوادر الطبية إلى أن 94.5% من الأطباء من خارج الدولة، والطبيب المقيم يبحث دائماً عن الوظيفة الأفضل والراتب الأعلى، لذا ربما ينتقل في أي وقت إلى العمل في إمارة أخرى أو حتى السفر خارج الدولة، تاركاً وراءه فراغاً يحتاج إلى وقت حتى يتم استقطاب البديل. وأكدت سعيها إلى استقطاب أصحاب الكفاءات للعمل في قطاع الصحة والاحتفاظ بهم وتدريبهم، موضحة أنها تركز على الطلبة والموظفين المواطنين على وجه التحديد، مشيرة إلى أنها، في إطار رفع التوعية للمواطنين بضرورة دراسة المهن الطبية، عقدت اتفاقات تعاون مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، ومجلس أبوظبي للتوطين، وكليات التقنية العليا، لتدريب وتأهيل الباحثين عن العمل وتوظيفهم في القطاع الصحي في الإمارة. وأشارت إلى أنها تعاقدت مع 36 مركزاً معتمداً في عددٍ من البلدان العربية والأجنبية لإجراء امتحانات للراغبين في الحصول على ترخيص مزاولة المهنة، كما استحدثت 11 برنامجاً تدريبياً للأطباء لمعالجة النقص في الكوادر الطبية، حيث يتم تخريج نحو 100 طبيب سنوياً من البرامج التدريبية لسد النقص في مختلف جوانب القطاع الصحي. ولفتت إلى أن العمل جار لتنفيذ 16 مستشفى في أبوظبي، توفر نحو 2859 سريراً، وقد بلغت نسبة الإنجاز في معظمها أكثر من 80%، ومن المتوقع أن يشهد مطلع العام المقبل معالجة القصور الذي تشهده خدمات الرعاية الحرجة.
مشاركة :