أمير الشعراء.. علامة بارزة في تاريخ الأدب

  • 10/16/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وصلت اللغة العربية إلى كبوتها في جميع البلدان العربية إبان الحكم العثماني الذي جرَّف الأقطار من الكفاءات والمهرة والعلماء، وواصل طريقه في إضعاف البلاد وإماتة لغتها وثقافتها، حتى ظهر الشاعر محمود سامي البارودي الذي حاول النهوض بالقصيدة العربية، وتبعه شعراء كبار من بعده أمثال أمير الشعراء أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد محرم وغيرهم.وكان أمير الشعراء أحمد شوقي - المولود في مثل هذا اليوم 16 أكتوبر من عام 1868م- محافظا على تقاليد القصيدة القديمة من حيث الشكل وأيضا من حيث إدراج الموضوعات تحت أنواع مثل شعر الغزل أو المديح أو الوصف أو الحماسة، وأضاف بصورة كبيرة للمسرح الغنائي، حيث كتب "أسواق الذهب" و"قيس وليلي" و"مصرع كليوباترا" و"أميرة الأندلس"، فاستحق شوقي عن جدارة أن يكون علامة فارقة في تاريخ الشعرية المصرية بل والعربية أيضا، فقد استطاع أن يعود إلى العصر العباسي أزهى عصور الأدب العربي بكل تشكلاته وثرائه من حيث الموضوعات والأحداث وأيضا اللغة، فكانت عودته مناسبة وملائمة جدا لمثل تلك اللحظة التي ظهر فيها، وكان من السهل أن تتقبل الذائقة آنذاك تلك المفردات التي استمدها شوقي من تراثنا العربي والإسلامي، فنهض باللغة وبعث الحياة في الشعر من خلال الشكل الكلاسيكي للقصيدة.وانتبه المطرب وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لتك الطاقة الكامنة في لغة وشعر شوقي فلحن وغني له العديد من القصائد فكانت أغنيات مثل: "اللي يحب الجمال، ودار البشاير، وردت الروح، غاير من اللي هواك، قلب بواد الحمى، قلبي غدر بي، الليل بدموعي جاني، منك يا هاجر دائي، يا جارة الوادي، يا ليل الوصل، يا نائما رقدت جفونه، بلبل، تلفتت ظبية الوادي، سجى الليل، علموه كيف يجفو، في الليل لما خلي، مجنون ليلى، النيل نجاشي، يا شراعا وراء دجلة، دمشق، السودان، مضناك جفاه مرقده، جبل التوباد، مقادير من جفنيك.كما انتبهت أيضا سيدة الغناء العربي أم كلثوم لقصائد شوقي فغنت له قرابة التسع قصائد، ولحنها السنباطي، ودعمت تلك القصائد وجودها كأعظم مطربة في تاريخ الغناء العربي، وساهمت هي أيضا في نشر حكم من قصائده على ألسنة المستمعين، فغنت قصيدته الدينية "ريم على القاع" وغنت "ولد الهدى" وغنت "إلى عرفات الله" ثم غنت " بأبي وروحي الناعمات الغيدا" وذلك عقب جلاء الاحتلال الإنجليزي عن مصر.ومن كلمات قصيدته "نهج البردة" يقول: "ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ /أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ/ رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا/ يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ/ لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً/ يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي/ جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي/ جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ". وفيها تظهر قوة العبارة، وجزالة المفردات، ومدى تبحر شوقي في اللغة المعجمية التي ميزت عصورا قديمة.رحل "شوقي" عن عالمنا يوم 14 أكتوبر من عام 1932م، عن عمر يناهر الـ64 عامًا، تاركًا خلف إرث كبير من الشعر البليغ والرائع.

مشاركة :