مقالة خاصة: عيادة توفر ملجأ مجانيا لرعاية الحيوانات وعلاجها في الأراضي الفلسطينية

  • 10/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ينشط الطبيب البيطري الفلسطيني راكان السلعوس داخل عيادة من الصفيح في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية لتقديم العلاج للحيوانات من إصابات تعرضت لها. ويعمل الطبيب السلعوس (31 عاما)، في العيادة التي أقيمت منذ عام 2011 كفرع لجمعية (الملجأ الآمن للحمير في الأراضي المقدسة)، التي تنشط في بريطانيا بهدف مساعدة الحيوانات وتوفير الخدمات العلاجية المجانية لها. وتعد العيادة الملجأ الوحيد من نوعه في الأراضي الفلسطينية الذي يقدم الرعاية والعلاج للحيوانات العاملة من الفصيلة الخيلية مثل الحمير والبغال والأحصنة، وتقديم التوعية والإرشاد لأصحاب الحيوانات من أجل العناية والرفق بها. ويقدم السلعوس الحاصل على بكالوريوس في الطب البيطري ودورات تدريبية في بريطانيا والأردن، العلاج لقرابة 600 حيوان أسبوعيا أغلبها من الحمير. ويقول السلعوس بينما يمسك بكلتا يديه رأس حمار لفحصه من جرح تعرض له، إن العيادة "تتلقى الحيوانات المريضة أو المصابة بجروح وتقوم بفحصها بشكل كامل وتقديم الأدوية اللازمة لها مجانا". ويضيف أن "مبادئ العيادة العاملة في الأراضي الفلسطينية ترتكز على الجمعية الأم في بريطانيا القائمة على الرأفة بالحيوانات خاصة الحمار". وتضم العيادة إسطبلا يحتوي على سبعة عنابر تتسع لحيوان أو أكثر، وتقدم خدمات بيطرية لتقليم أظافر وحوافر الخيول والحمير وبرد أسنانها، وغرفة عمليات مجهزة لإجراء العمليات الجراحية الطارئة للحيوانات. ويشير السلعوس إلى أن الخدمات الطبية والعلاجية تستهدف كافة شرائح المجتمع التي لديها حيوانات لاسيما المزارعين في الضفة الغربية، لافتا إلى أن نسبة 80 في المائة من المشاكل التي تواجه الحيوانات ناجمة عن قلة اهتمام، و20 في المائة هي مشاكل بيطرية. ويعمل السلعوس داخل العيادة مع شخصين آخرين مختصين بقص حوافر الحيوانات مدة يومين أسبوعيا، بينما يقضون بقية الأيام في تنظيم جولات تشمل قرى ومدن الضفة الغربية لتقديم العلاج والدورات الثقافية للتجمعات السكانية. ويشير إلى أن الإقبال على العيادة في بادئ الأمر كان ضعيفا بسبب قلة الخبرة لدى أفراد المجتمع ولكن مع مرور الوقت أصبح هناك حضورا كبيرا لاسيما المزارعين لإجراء الفحوصات والاستشارات الطبية اللازمة. ويوضح السلعوس، أن الوعي المجتمعي ارتفع بشكل كبير لدى المجتمع الفلسطيني وتزايد الإقبال على العيادة من المواطنين فور إصابة حيوان بجرح أو كسر أو مرض لتقديم العلاج له. وينبه إلى أن العمل في العيادة قد يمتد حتى ساعات الليل في حال وجود حالة طارئة تريد العلاج، لافتا إلى وجود غرف مبيت للحيوان في حال لم يستطع صاحبه توفير بيئة آمنة له وعدم المقدرة على تطبيبه على أن يتم تسليمه بعد انتهاء فترة العلاج. ويحصل السلعوس والفريق معه على راتب شهري من الجمعية الأم في بريطانيا، علما أنه حاصل على ترخيص مزاولة المهنة من قبل وزارة الداخلية الفلسطينية في الضفة الغربية. وبدت السعادة على وجه المزارع ثائر زواتية (43 عاما) من نابلس، بعد أن وجد ضالته في علاج حصانه الذي تعرض لحادث ما أدى إلى حدوث جرح غائر في رأسه. ويقول زواتية الذي عانى طويلا في علاج الحيوانات لـ ((شينخوا))، "عانيت كثيرا في السابق من أجل علاج الحيوانات لكن العيادة تقدم الخدمات في أي وقت سواء كانت علاجية أو إرشادية وثقافية". ويضيف أنه لم يستطع التوجه إلى طبيب بيطري خاص لعلاج حصانه كونه "لا يقدر على دفع التكاليف بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي نواجهها". وفضلا عن خدمات العيادة، فإن السلعوس يقدم دورات ثقافية وتوعوية تستهدف المزارعين باعتبارها المفتاح للرأفة بالحيوان، تضمن معلومات حول نظام الأكل وعدد ساعات العمل للحفاظ على صحة الحيوان. كما تستهدف الدورات الطلبة في المدارس ما بين 10 حتى 13 عاما ونفس الفئة غير المتعلمين من أجل رفع نسبة الوعي لديهم وعدم التعرض للحيوانات بالضرب أو التعذيب. ويؤكد السلعوس أن إغلاق إسرائيل المتكرر للمناطق يشكل أكبر عوائق أمام عمل العيادة ويمنعهم من التحرك بين المدن والقرى "ما يضطرنا لتقديم العلاج عبر الهاتف قدر الإمكان". كما يبرز حاجة العيادة للمزيد من المعدات والأجهزة الطبية المتنوعة التي يمكنها من الكشف والتشخيص المبكر عن الأمراض التي تتعرض لها الحيوانات مثل أجهزة التصوير بالأشعة (X Ray)، ومختبر لإجراء التحاليل الطبية لها. ويطمح السلعوس إلى المزيد من توسع عملهم في الضفة الغربية وإقامة عيادة في غزة قريبا من أجل توفير العلاج للحيوانات في القطاع، مشيرا إلى تلقيه اتصالات ومراسلات عبر الانترنت من غزة بهدف تقديم الاستشارات الطبية والنصائح العلاجية.

مشاركة :