حضّ 45 برلمانياً أميركياً في رسالة نشرت الأربعاء إدارة الرئيس دونالد ترامب على مقاطعة قمّة مجموعة العشرين المقرّر عقدها في الرياض في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر ما لم تتّخذ المملكة فوراً إجراءات لتحسين سجلّها في مجال حقوق الإنسان. وتأتي هذه الرسالة بعد عريضة وقّعها 65 نائباً أوروبياً وطالبوا فيها الاتّحاد الأوروبي بعدم المشاركة في قمّة الرياض التي ستعقد عبر الفيديو يومي 21 و22 تشرين الثاني/نوفمبر، أو على الأقلّ بخفض تمثيله في القمّة، معلّلين طلبهم بأنّ "انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان تُرتكب" في المملكة. وتشكل هذه الدعوة مصدر إحراج للمملكة، الرئيس الحالي لمجموعة العشرين، حيث تستعد لاستضافة قادة العالم عبر الفيديو الشهر المقبل في ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حدث حاسم للدبلوماسية السعودية الدولية. من بين جملة المطالب، دعا أعضاء في الكونغرس الرياض إلى إطلاق سراح النشطاء المسجونين ومن بينهم العديد من النساء، وإنهاء حملتها العسكرية في اليمن المجاور، والمحاسبة على مقتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول العام 2018. وقال أعضاء الكونغرس الـخمس والأربعون هؤلاء في رسالتهم إلى وزير الخارجية مايك بومبيو "بصفتها رائدة عالمية في الديموقراطية ومروّجة لحقوق الإنسان، يتعيّن على حكومتنا أن تطالب بتغييرات جذرية في سجلّ المملكة العربية السعودية السيء" في مجال حقوق الإنسان. وأضافوا "إذا لم تتّخذ الحكومة السعودية إجراءات فورية لمعالجة هذا السجلّ، فعلينا الانسحاب من قمّة مجموعة العشرين والتعهّد بجعل إصلاحات حقوق الإنسان شرطاً لجميع التعاملات المستقبلية مع الحكومة السعودية". ولم تعلّق الإدارة الأميركية ولا الحكومة السعودية في الحال على دعوة هؤلاء البرلمانيين. - مؤتمر وانتقادات- وبالتزامن مع هذه الرسالة انطلق في الرياض الأربعاء مؤتمر افتراضي باسم "مجموعة تواصل المرأة 20" يستمرّ يومين ويرمي لتعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، في مبادرة انتقدتها منظّمات حقوقية تأخذ على المملكة اعتقالها عدداً من الناشطين السعوديين، بينهم لُجين الهذلول. وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمة أمام المؤتمر ألقاها بالنيابة عنه وزير التجارة ماجد القصبي إنّ "رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين أولت اهتماماً خاصاً بمناقشة السياسات المتعلّقة بالمرأة". وأضاف العاهل السعودي أنّ "المملكة انطلقت في رحلة إصلاحية غير مسبوقة، بشهادة المجتمع الدولي، لتمكين المرأة ودعم مشاركتها في التنمية الوطنية"، مشيراً إلى أنّ بلاده "تفتخر بالعمل المميّز لمجموعة تواصل المرأة 20 من خلال مساراتها المختلفة وترحّب بتوصيات المجموعة في هذا المجال والتي تلائِم نهجها الشمولي في تمكين المرأة". لكنّ المؤتمر الافتراضي تعرض لانتقادات من نشطاء حقوقيين جراء استمرار اعتقال العديد من الناشطات السعوديات، من بينهن لجين الهذلول. وأعربت منظمة هيومن رايتس ووتش عن أسفها لأنّه "في الوقت الذي تتعرّض فيه النساء الشجاعات للتعذيب بسبب أنشطتهن السلمية، فإنّ الحكومة السعودية تسعى لتأكيد نفسها على الساحة الدولية كقوة إصلاحية". وأضافت المنظمة "على الحاضرين في المؤتمر رفض لعب دور في جهود تبييض صورة السعودية". وفي وقت سابق وقع 65 عضوا في البرلمان الأوروبي على رسالة تدعو الاتحاد الأوروبي إلى خفض مستوى حضوره في اجتماعات مجموعة العشرين. وقد يعني خفض التصنيف أن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال لن يشاركا في القمة إذا استجابا لنداء المشرعين. والسعودية هي أول دولة عربية تستضيف قمة مجموعة العشرين، وقد أعدّت لقمة كبرى تعرض من خلالها خطة عصرنة المملكة التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. لكنّ جائحة كوفيد--19 قوّضت تلك الآمال إذ بات متعذّرا إقامة قمّة بالحضور.
مشاركة :