بحث الرئيس التونسي قيس سعيد، سبل تعزيز علاقات بلاده مع فرنسا وتطورات الملف الليبي، مع وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الموجود حاليا بتونس في زيارة رسمية. وقالت الرئاسة التونسية في بيان، إنه تم التطرق خلال هذه المحادثات إلى "متانة العلاقات التونسية-الفرنسية وعراقتها، وضرورة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وتنويعه في شتى المجالات ولاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف". وأشارت إلى أن الرئيس قيس سعيد، ندد بهذه المناسبة، بالعملية الإرهابية الأخيرة بفرنسا، معربا عن استنكاره الشديد لها، ودعا إلى اعتماد مقاربة جديدة ترتكز أساسا على معالجة الأسباب العميقة لهذه الظاهرة في كافة أنحاء العالم. وأعاد في هذا السياق، التذكير بأن تونس تعاني بدورها من مظاهر التطرف، مستنكرا في نفس الوقت من يقف وراء هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الأعمال التي لا يرتقي وصف للتعبير عن فظاعتها. وتم خلال هذه المحادثات التطرق أيضا إلى الأوضاع في ليبيا، حيث أشار الرئيس قيس سعيد إلى "نجاح الدبلوماسية التونسية في احتضان حوار بين الفرقاء الليبيين في شهر نوفمبر المقبل". وأكد في هذا الصدد، ضرورة أن يتولى الليبيون بأنفسهم البحث عن الحلول التي تعبر عن إرادة الشعب الليبي وحده، لافتا إلى أنه "في حال وجود ضرورة لتتدخل دول أخرى فليس في هذه المرحلة، لأنه كلما زاد عدد المتدخلين ازدادت الأوضاع تعقيدا". وجدد من جهة أخرى، التأكيد على أن تونس ترفض رفضا قاطعا تقسيم ليبيا، مبينا أن بلاده، إلى جانب الشعب الليبي، هي من أكثر الدول تضررا من الوضع داخل القطر الليبي. من جانبه، نوه وزير الخارجية الفرنسي بـ"المستوى المتميز الذي بلغته علاقات الشراكة بين البلدين، وبنجاح التعاون بين البلدين في مجلس الأمن والمتمثل في المصادقة بالإجماع على قرار مجلس الأمن 2532 حول مكافحة مرض كوفيد-19"، بحسب بيان الرئاسة التونسية. ودعا إلى مواصلة التنسيق بين الجانبين حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة خلال فترة ترؤس تونس لمجلس الأمن الدولي في يناير 2021. ووصل وزير الخارجية الفرنسي إلى تونس مساء الأربعاء، في زيارة رسمية تستغرق يومين.