تشهد إسرائيل ارتفاعا حادا في مستوى البطالة وسط جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وجد حوالي مليون مواطن إسرائيلي أنفسهم بدون عمل منذ تفشي الفيروس في مارس. قبل ذلك، سجلت البلاد معدل بطالة منخفض بشكل قياسي، أقل من أربعة بالمائة. يعاني الاقتصاد الإسرائيلي للوصول إلى مستويات ما قبل المرض في التوظيف، بعد إغلاقين وفترة تخللتهما شهدت تعافيا محدودا للغاية. ولكن، يعتقد بعض الخبراء أن إسرائيل سوف تتعافى بمجرد انتهاء الجائحة. ويشمل مستوى البطالة المرتفع الذي يمثل حوالي 25 في المائة، أيضا الأشخاص الحاصلين على إجازات مفتوحة. وسوف يحصل الأشخاص العاطلين عن العمل على إعانة حكومية حتى يونيو 2021. واجهت هذه الخطة انتقادات من الأشخاص الذين يرون أن هذه الإعانة سوف تثني الأشخاص عن العودة إلى الوظائف إذا أصبحت متاحة. وفقا لخدمة التوظيف الإسرائيلية، فإن جزءا كبيرا من العاطلين عن العمل، هم من مساعدي المدرسين ومندوبي مبيعات المتاجر وعمال من قطاع المطاعم. وتقل أعمار حوالي نصف العاطلين عن العمل عن 34 عاما وأغلبهم من النساء اللاتي أجبر العديد منهن على البقاء في المنزل مع أطفالهن الذين لا يذهبون إلى المدارس، حيث إنها ما زالت مغلقة. وبالتالي، أدى المرض أيضا إلى انخفاض في عدد فرص العمل. وتبنت العديد من الدول الأوروبية خطة للحفاظ على الوظائف، حيث يحافظ العمال على وظائفهم مع تقليل ساعات العمل. وفي إطار هذه النماذج تتشارك الحكومة وأصحاب العمل تكلفة الأجور، مع تقليل نسبة من الرواتب. وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن الدول التي تبنت هذا النموذج "لم تشعر بعد بالتأثير الكامل للمرض". قد تبدو نسبة البطالة أقل، ولكن في الحقيقة الأشخاص يعملون أقل. قررت الحكومة في إسرائيل تبني نموذج الإجازة طويلة الأجل. عارض البعض هذا، لكن بعض الخبراء يعتقدون أنها ليست فكرة سيئة. قالت الأستاذة إليز بريزيس مديرة مركز أهارون مير للسياسة المصرفية والاقتصادية بجامعة بار إيلان، إن "هذا ليس خطأ، إنه في الحقيقة قرار جيد جدا، إسرائيل ترعي عمالها، ومع ذلك ربما تكون أقل سخاء من الدول الأخرى". وأضافت بريزيس لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في الوقت الحالي، قد يبدو أن الدول الأخرى لديها أعداد أفضل من إسرائيل، لكن هذه الدول تقدم الكثير من الأكسجين، وسوف تسقط في غضون سنوات قليلة وستكون إسرائيل في وضع أفضل. يرتكز الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل على حوالي 60 في المائة من الاستهلاك الخاص، مثل اقتصادات حديثة أخرى. وقال شلومو ماعوز اقتصادي إسرائيلي بارز يتولى مناصب بارزة في شركات خاصة ومناصب عديدة في الخدمة العامة، "إذا وقع المستهلكون تحت ضغط، فإن الاستهلاك المحلي سوف ينخفض وهذا سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، لهذا فإن إعانة البطالة تساعد في الحفاظ على الاستهلاك".
مشاركة :