مسرحيون يطلقون صرخة استغاثة لإنقـاذ «أبو الفنون»

  • 8/10/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

المسرح، أو كما يطلقون عليه أبو الفنون يزدهر، ويطلق زغاريد الفرح حين يجد الاهتمام والدعم، والمهرجانات التي تعنى به والتي تجمع المثقفين والجمهور إبداعاته. لكننا لا ننفك نتفاجأ في أوقات أخرى بعيدة عن مواعيد وأوقات تلك الفعاليات، ومتكررة، بسماع أنين الوجع من همومه التي جعلت البعض يهجره، فالأجور زهيدة والثقة لم تعد موجودة والاستسهال أصبح سيد الموقف، لنجد صرخة قادمة من قلوب أحبت المسرح بصدق دون انتظار مقابل، تناشد بأهمية إنشاء معهد أكاديمي متخصص في فنون وشؤون المسرح في الدولة، ليسهم في تخريج وتأهيل فنانين مسرحيين وكوادر متخصصة في شتى فنون وتقنيات المسرح، وعلى سوية فنية وثقافية تخصصية عالية، ويعمل على اكتشاف المواهب الوطنية الشابة في المسرح. وتؤكد نخبة فنانين عريقين في هذا المجال، أن دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ترفد المسرح العربي بإكسير الاستمرار والحيوية، وتعزز فرص نموه وارتقائه. كما يرى متخصصون كثر، أن واقع شح النصوص واستشراء الاستسهال في الإبداع المسرحي، بموازاة ابتعاد الفنانين عن الحقل، عوامل أدت إلى تأجج حالة التدهور التي يعانيها المسرح العربي، ومن ضمنه الإماراتي. نوعان تطالب الفنانة سميرة أحمد بإنشاء معاهد مسرحية أكاديمية تعمل على صقل المواهب الشابة وإبرازها، خاصة أنها ترى أنه من بعد جيل حبيب غلوم وعمر غباش وحسن رجب؛ وغيرهم من جيل هذه المجموعة المتميزة، لم يأت جيل مثقف يمسك براية المسرح عن دراية ووعي. وتقول سميرة أحمد: طالبنا كثيراً بإنشاء معاهد متخصصة أو حتى دورات أكاديمية يشرف عليها متخصصون، ولكن لم يحدث ذلك، فللأسف دور جمعية المسرحيين أصبح محصوراً في الإدارة فقط، ولا تسعى للتطوير؛ فنحن لسنا في السبعينيات أو الثمانينيات من القرن الـ20، نحن في عام 2015، والممثل يفتقد الخبرة والاحتكاك بالمسارح العالمية، لنجد اليوم جيلاً من مخرجين وممثلين يظنون أنفسهم محترفين، ولكنهم للأسف ليس لهم علاقة بالمسرح. وتتابع : هناك نوعان من الممثلين؛ الأول يحب المسرح بصدق، والآخر يلهث وراء الأضواء، وإدارات المسارح في وقتنا الحالي تهتم بإظهار هذه الأنماط التي تسعى للشهرة. وتضيف سميرة أحمد: على مستوى الكتابة لا يوجد سوى عدد قليل من المؤلفين المخضرمين، والنصوص أصبحت تكتب للرجال، وكأن هناك عداوة بين كتاب النصوص وبين المرأة، وهذا بالتأكيد ليس في صالح المسرح، فأنا على الرغم من ابتعادي عن المسرح، إلا أنني أتابعه بشغف لأنه جزء مني، حتى لو لم أشارك في أعمال مسرحية. أما فيما يخص الأجور فتقول سميرة : إدارات المسارح لا يوجد عندها مصدر دخل سوى دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. سياسة الاستسهال يقول د. حبيب غلوم: على الرغم من الدعم غير المحدود الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للمسرح ورعايته ودعمه الكبير لأيام الشارقة المسرحية، إلا أن المسرح بصورة عامة لايزال يعاني، فهموم المسرح لم تتغير منذ 20 عاماً، وهناك للأسف ضعف في كل شيء، ولا يوجد من يساند الفنون والثقافة أو حتى يضع خطة لتقدمها، ففي الماضي كنا نعاني عدم ثقة الجهات المعنية بالمسرح، أما اليوم فأصبحت المشكلة أكبر لأن ثقة المبدعين أنفسهم أصبحت تقل مع الوقت بالمسرح لنجدهم في النهاية ينصرفون عنه. ويضيف غلوم: دائماً نتحدث عن الكويت، وإمكاناتها الفنية لأنها تمتلك معهداً للفنون المسرحية وآخر للموسيقى، فتجد جيلاً مثقفاً مدركاً للمعنى الحقيقي للفن، الأمر الذي يجعلها دائماً في المقدمة، ونحن نكتفي بتقديم الورش غير الأكاديمية، فقلما تجد محاضراً متخصصاً بها . مواصلة ورؤية جديدة يؤكد الفنان إبراهيم سالم أهمية التعليم الأكاديمي على مسار الحركة المسرحية، التي تزخر بالعديد من المهرجانات المهمة على مستوى الدول العربية. ويقول سالم: العلم يؤدي إلى التطور، ويعمل على صناعة جيل مثقف، وعدم وجود معاهد يؤدي إلى تراجعنا عن الركب الثقافي والحضاري، ففي ظل مهرجانات المسرح التي تقام في الدولة، تجري استضافة مسرحيين من دول أخرى شقيقة لإدارة الندوات، لقلة الوجوه الأكاديمية، فالجيل القديم لن يظل طويلاً، ولابد من وجود جيل مثقف وواع لحمل الراية..وهذا لن يصبح واقعاً إلا بإنشاء معاهد تعنى بهذا الأمر. ويناشد سالم المؤسسات المعنية ورجال الأعمال المهتمين بالشأن الثقافي أن يكون لهم دور فعال في الحقل المسرحي، ويبادرون إلى إنشاء معاهد أكاديمية متخصصة. إصرار أجري في المسرح لا يغطي تكلفة بترول سيارتي؛ هكذا بدأ الفنان عبدالله بو عابد حديثه. وواصل : الفنان المسرحي يتقاضى أجراً زهيداً لا يكفي حتى لتناول الخبز، وفي أحيان كثيرة يجلب الفنان وجبات طعامه معه، لأن المنتج لا يوفر له ذلك، وعلى الرغم من هذه المعاناة إلا أنني لا أستطيع التخلي عن المسرح؛ فهو يجري في دمي، فخشبة المسرح التي وقفت عليها منذ 30 عاماً لا يمكنني الاستغناء عنها، وهناك رعاية كبيرة نتلقاها من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. إفرازات يؤكد الناقد محمود أبو العباس أهمية إنشاء معهد أكاديمي في الإمارات متخصص بالمسرح، لما سيكون له من أثر إيجابي على تطوير المواهب والقدرات الفنية، لاسيما وأن المسرح في الإمارات له حضور قوي. ويقول أبو العباس: يوجد معهد متخصص في الشارقة للفنون المسرحية، وهو في طور الإعداد حالياً، وأعتقد أن هذه بادرة جيدة، ولكنها غير كافية، نظراً إلى عدم تفعيلها حتى الآن؛ فالإمارات تعيش نهضة كبيرة في كل المجالات، ووجود معهد سيعزز دورها في المسرح. ويضيف أبو العباس: عدم وجود معاهد أدى إلى غياب النقد الذي يعد أهم مقومات العملية المسرحية، فالأقلام التي تتجه إلى الكتابة عن المسرح من دون دراسة تنحصر زاويتها في الوصف أو السرد أو التأثر بالجلسات النقدية التي تطرحها الندوة التطبيقية بعد عرض المسرحية، فتكون أشبه بعملية إعادة للأفكار التي طرحت، أما الناقد فهو يحلل العمل للغوص في أبعاد الفكرة ورؤاها، ويكون ملماً بكل الأمور المتعلقة بالمسرحية، والتي تشمل الجانب البصري والتشكيلي والتقني وفن التمثيل والموسيقى التصويرية. مأزق يثمن الباحث والناقد في المسرح، يحيى الحاج، المجهودات الصحافية الطيبة عن المسرحيات التي يجري تقديمها، ولكنه في الوقت نفسه لا يدرجها تحت سقف النقد، وإنما يراها انطباعات صحفية، إما أن تشيد بالعمل المسرحي وترفعه للسماء أو أن تغطس به إلى أعماق المحيط، أما الناقد فهو يكتب دراسة عن العرض المسرحي بشكل تحليلي، مشيراً إلى أن نسبة النقاد المسرحيين في الدولة لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، فالكتابات الصحافية تعمل على سد الفراغ الموجود إلى أن يتم ملؤه بالطريقة الصحيحة. فنانون عرب:علاقته الوثيقة بالجمهور ضمانة يؤكد عدد من المسرحيين العرب، أن هذا الحقل الإبداعي في مجتمعاتنا العربية، بات يعاني بوضوح، مهدداً بالتلاشي تماماً، خاصة في ظل ضعف الإقبال عليه من الجمهور والفنانين والكتاب. ويقترح هؤلاء، مجموعة مبادرات وأعمال في الصدد، يمكنها إنقاذ المسرح العربي الذي هو في النزع الأخير، وتخليصه من حالة الموات التي يقبع فيها. وبرأيهم أن أول الحلول والأدوية، تعميم ثقافية المسرح مجتمعياً وتقوية علاقته بالناس، بجانب ترسيخ المسرح كجزء من المنهج التدريسي. شرط المسرح جزء من حياة الفنان المصري نور الشريف؛ فبدايته كانت من خلال مسرحية الشوارع الخلفية، لتتوالى بعدها سلسة من الأعمال. ويحلم الشريف بأن تهتم الحكومات العربية بالمسرح المدرسي، ومن بعده المسرح الجامعي؛ وذلك لإعداد الكوادر المسرحية المستقبلية، ويوجه نور نصيحة إلى النجوم الشباب قائلاً: يجب على الفنان أن يمثل في المسرح حتى لا يصيبه الجمود أمام الكاميرا، فالتمثيل على خشبة المسرح وسط تفاعل الجمهور يمنح الممثل نوعاً من الحيوية. مؤكداً أنه يشعر بسعادة كبيرة حينما يدعى إلى حضور أيام الشارقة المسرحية ومهرجان المونودراما في الفجيرة. احتضار المسرح الإماراتي حقق قفزات نوعية. تلك هي وجهة نظر الفنان السوري رشيد عساف. ويقول: المسرح يحتضر منذ زمن طويل، ولا يجد من ينقذه، فالجمهور غاب عنه وتوجه إلى التلفزيون، الأمر الذي جعل الممثل بدوره يتجه هو الآخر إلى التلفزيون لتأمين مستقبله، فالعلاقة بين المسرح والجمهور ليست مبنية على أسس قوية لأسباب كثيرة، على الرغم من أن المسرح بدأ قبل سنوات طويلة في العالم العربي. لا اهتمام يقول الفنان محمد صبحي مشخصاً حالة المسرح في مصر: المسرحيون في مصر تخلوا عن أبو الفنون فمات حزناً فهو في حاجة إلى ابن شرعي لا يتخلى عنه، فالابن هرب وذهب إلى التلفزيون لأن أجره هناك أربعة أضعاف المسرح، إضافة إلى عدم وجود مسارح مجهزة، إذ جرى الاستغناء عن 28 مسرحاً في الفترة الماضية حولتها الحكومة إلى مخازن ومراكز تسوق، فأزمة المسرح كانت أزمة موازية لأزمة رغيف العيش، ولكن الحكومة المصرية السابقة لم تعر الأمر اهتماماً. عبد الإله عبد القادر:الفرق تنتج بالمهرجانات فقط يقول الناقد والباحث المسرحي، عبدالإله عبد القادر: وجود معاهد مسرحية متخصصة ينبغي أن يواكبه حركة مسرحية ناضجة بقدر كبير، ووجود فرق مسرحية لها مواسمها المتواصلة وعروضها المسرحية على مدار السنة، إضافة إلى وجود فرص عمل لخريجي هذه المعاهد. ويبين أن أن الفرق المسرحية أصبحت أسيرة في نتاجها للمهرجانات.. كما أن المدارس والجامعات مغلقة أمام خريجي المسرح لعدم وجود نشاط ثابت ولا مادة مسرحية للتعليم أو التعلم، أما الفضائيات فإن أبوابها مغلقة أمام الفنانين المتميزين أصحاب التجارب الإبداعية. فرص التطبيق ويضيف عبدالقادر: هل يمكن أن تفتح معاهد لنخرج أناساً عاطلين عن العمل لا يجدون فرصاً لتطبيق دراساتهم، ثم ان الشباب ومنذ زمن طويل لم يذهب أحدهم لدراسة المسرح أكاديمياً، رغم توافر الفرص أمامهم لدراسة المسرح في أكبر الأكاديميات العربية أو الأجنبية، واكتفى المسرح بالجيل الأول الذي أكمل دراسته ولم يبادر بعد ذلك إلا القليل جداً. والحل برأيي يكمن في أنه لا بد من إكثار إيفاد الشباب لدراسة المسرح أكاديمياً ليشكلوا قاعدة تدريس في هذا المعهد، وفتح أبواب المدراس بتعيين مشرفين مسرحيين لكل مدرسة ضمن كادر المدرسة، كذلك تشجيع محطات التلفاز على تعيين هؤلاء الخريجين. مجاملة وتلميع ويواصل عبد القادر حديثه: غياب النقد يعني غياب عامل التطور في الحياة المسرحية. وكانت هناك محاولات لكتابة النقد في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنها قُبِرت أمام عاملي الخوف أو المجاملة، وذهب معظم من حمل قلماً نقدياً إلى تحجيم رأيه وقلمه واحترام نفسه، أو انخراطه في حقل من حقول المسرح، وبالتالي فقدنا الصوت النقدي الذي كان ينبغي أن يواكب العملية المسرحية، لأن النقد هو السلطة الأساسية في الرؤية المتكاملة، أما الندوات التطبيقية التي تواكب المهرجانات فهي كارثة بحق المسرح لأنها أولاً انطباعية في أحسن ظروفها وثانياً معظم ما يطرح للمجاملة ولتلميع بعض الشخصيات. الحركة المسرحية 1958 أول عمل مسرحي في الإمارات، كان بعنوان نهاية صهيون، كتبه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في عام 1958، وعرض في نادي الشعب بالشارقة. 1972 بدأت فكرة تأسيس فرقة المسرح القومي للشباب عام 1972، وأعلنت في 1973 أول مؤسسة فنية في دولة الإمارات، إذ انتدب 75 فناناً للانضمام إليها، قدموا أوبريت الاتحاد. 1972 أسهمت فتاتان من الإمارات، في تمثيل مسرحية غلطة بو أحمد عام 1972، التي عرضت في ليبيا. ومن ثم عملت، بعد ذلك، فتيات عديدات في المسرح. ولكن غالبيتهن تركت العمل المسرحي، لاحقاً. 1975 أول مشاركة لمسرح الإمارات في المهرجانات بمسرحية غلطة بو أحمد عام 1975، التي عرضت في ليبيا، ثم شارك المسرح نفسه في مهرجان قرطاج بتونس. 1979 بدأت فكرة إصدار مجلة متخصصة عام 1979 لدى بعض شباب مسرح الشارقة الوطني، ولم تكن الظروف المادية والبشرية تسمح بذلك، لذا صدرت كنشرة شهرية مطبوعة بـالرونيو وبشكل أنيق. 1980 حاول إبراهيم جلال عام 1980، أن ينسق مع وزارة التربية لتشكيل معهد مسرحي متوسط، يتولى مهام تنمية مهارات الكوادر المسرحية وتأهيلها، ولكن هذا المشروع لم يرَ النور. 1982 افتتحت الدورة التدريبية المسرحية الأولى عام 1982. وسبق الافتتاح اجتماع موسع لمسؤولي المسارح، من أجل ترشيح أسماء المنتسبين وتقسيمهم إلى مجموعتين. 1983 في الأسبوع الأخير من عام 1983، بدأت أيام الشارقة المسرحية، مقتدية في مضامينها بشعار دعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إلى الالتزام به آنذاك: يكفينا ثورة الإسمنت ولنبدأ ببناء الإنسان. 1983 مثلت السلطان أول مسرحية محلية يضاء عليها في مادة صحافية خاصة، إذ نشر مقال حولها ضمن مجلة(الرولة- العدد الثالث عام 1983)، المتخصصة بالمسرح، التي كان يصدرها مسرح الشارقة الوطني. 1985 صدر أول كتاب عن مسرح الإمارات، للباحث عبد الإله عبد القادر، قدم فيه رؤيا نقدية وتحليلية لـ17 مسرحية عرضت على مسارح الدولة ما بين عامي 1982 و1948، وكتبت عنه الكثير من الصحف العربية. * المعلومات الواردة، مستقاة من كتاب تاريخ الحركة المسرحية للكاتب عبد الإله عبد القادر مكانة معهد الفنون .. تأهيل متطور يرنو إلى الارتقاء بالتجارب المحلية يضم معهد الشارقة للفنون المسرحية بين جدرانه، مسرحين هما على أحدث طراز، ويتسعان لـ 475 متفرجاً، وتقام فيه العروض المسرحية والدورات التدريبية والورش والمختبرات المسرحية، فضلاً عن الدراسات الأكاديمية. وينظم المسرح عدداً من البرامج والأنشطة على مدار العام، دعماً لدور المسرح كأداة تثقيفية وتربوية، فضلاً عن نشر ثقافة المسرح في المجتمع الإماراتي، ويستضيف المؤتمرات المتخصصة وتقدم على خشبته المسرحيات الخاصة بالمدارس المختلفة. ولابد من الإشارة في الصدد، إلى أن معهد الشارقة للفنون المسرحية، يعد تجربة مهمة متطورة من بين مجموعة المعاهد المسرحية العربية، التي تأسست في ستينيات القرن العشرين، باستثناء مصر التي تأسس فيها معهد الفنون المسرحية في الأربعينيات من القرن ذاته. المونودراما تحفّز الفنانين والكتاب يشكل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، الذي يقام كل سنتين، مناخاً فاعلاً ومثمراً، للارتقاء بذائقة الجمهور الفنية، فهو يوجه الأنظار إلى هذا الحقل ويرسخ حضور فن يعتمد على الممثل الواحد، ويعمل على تحفيز الكتاب والباحثين والفنانين والجماعات المسرحية إلى تبني ودعم المونودراما، وهي فن يواجه في العالم العربي إهمالاً وتجاهلاً. وينهض مسرح دبا الفجيرة بشرف تنظيمه وإخراجه للنور. مهرجان بريق الأيام رسخ مكانة الشارقة عاصمة للمسرح العربي عشاق المسرح هم على موعد في كل عام، مع العرس الثقافي مهرجان أيام الشارقة المسرحية، والذي تتسابق فيه الفرق المسرحية فيما بينها لتقديم الأفضل. وتشكل لهذه التظاهرة لجان إدارية وفنية لتسيير أمورها والإشراف على إعدادها وتنظيمها بالإضافة إلى لجنة تحكيم ومشاهدة للعروض المسرحية المشاركة والتي تضم في عضويتها نخبة من المبدعين المسرحيين من داخل وخارج الدولة، وتختتم التظاهرة بإعلان لجنة التحكيم نتائج مشاركات الفرق المسرحية وتوزيع الجوائز الفنية الفائزة على المشاركة، ويتوج الاحتفال في ختام المهرجان بتكريم الفنان العربي الفائز بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي وتكريم أحد رواد الحركة المسرحية المحلية. وتبوأت أيام الشارقة المسرحية موقعاً متميزاً بين التظاهرات الثقافيّة والعربية، وظل لدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الدور كله في أن تحظى بهذه المكانة المشرفة. إذ رعاها سموه، دورة إثر دورة، ووجه بالمحافظة عليها وتمكينها بكل ما من شأنه أن يطورها ويرتقى بها، إيماناً بالدور الكبير الذي يلعبه فن المسرح في النهوض بالمجتمعات وإثرائها بالمعرفة ودفعها إلى التعاون والتقدم. واحتفلت فعاليات الشارقة المسرحية باليوبيل الفضي هذا العام، لتتوج الشارقة بذلك عاصمة للمسرح العربي.

مشاركة :