بين التفجير والوسوم - د. محمد ناهض القويز

  • 8/10/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

المشهد: تكفيري داعشي قاعدي نُصروي يدخل المسجد والمصلون يستعدون للصلاة ثم ينتظر إلى أن يستغرقوا في صلاتهم فيفجر نفسه مكبرا ليقتل أنفسا حرمها الله، ويكبر أنصاره والمتعاطفون معه. النتيجة المبدئية: خمس عشرة نفسا أزهقت بغير حق. نسأل الله أن يكونوا مع الشهداء والصديقين. والبشارة جاءت من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد قال عن أجداد داعش "طوبى لمن قتلهم أو قتلوه". أربعون جريحاً نسأل الله لهم الشفاء العاجل. انتحار التكفيري ونسأل الله أن يكون في الدرك الأسفل من النار، فقد أزهق الأرواح ومنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ولم يسعَ في خراب بيت الله فقط فقط بل خربه. مجتمع مصدوم بأبنائه، الذين انجرفوا إلى أقصر الطرق إلى جهنم بإذن الله. ولكن نحمد الله الذي أظهر ضلالهم فوالله لم يكن بخافٍ علينا منذ أن نشأوا، وقد توقعنا أن يتمادوا وعندما فجروا مساجد الشيعة قلنا غداً سيفجرون مساجد السنة، وكلاهما مساجدنا. بل أجزم أنهم سيفجرون بعضهم في المساجد كذلك. نحمد الله الذي أظهر ضلالهم للناس عامة ولشيوخ التطرف خاصة فلأول مرة أرى تغريدات لهم تصفهم بالخوارج وتتحدث عن حرمة الدم. كل ما أرجوه أن تكون هذه الحادثة فرصة لتوبة شيوخ الضلالة والتراجع عن دعمهم المعنوي للتكفيريين. ولمن أراد أن يرى تطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم" فليستمع للشريط الذي بُث للهالك وهو يسرد الآيات ليبرر حربه لله وعباده وتخريبه لبيوت الله. بل لقد نقلهم الشيطان نقلة نوعية فبعد أن كانوا يحاربوننا أصبحوا يحاربون الله "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ماكان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم"البقرة 114 ونحمد الله كذلك أن منّ على المجتمع بالتماسك شيعته وسنته برغم وجود فئة في الطائفتين يودون لو أججوا الخلاف ويحاولون نقل ما يحدث في العراق وغيره، وقد فاتهم أن العراق مات ولم تمت الطائفية. والفضل في هذا التماسك يعود لله أولا ثم للمسؤولين الذين ضربوا بيد من حديد على من استغل الظروف وللشعب الذي أدرك المخاطر التي تحاك له واتعظ بمصير جيرانه. ولكن داعش أذكياء ولهم ناشطون إعلاميون فبعد التفجير مباشرة انطلقت وسوم "هاشتاقات" أو نشطت من جديد لتخفف الضغط على داعش وكان لهم نجاح جزئي، وهذه أمثلة "للهاشتاقات": #أهالي_ضحايا_تفجير_عسير_لم_يقوموا_بمظاهرات. في إشارة إلى ما حدث بعد تفجير القديح، متناسين ماهو أهم وهو أن الشيعة سارعوا لاستنكار تفجير مسجد الطوارئ. #راقبوا_الخمس. وبرغم ظاهر هذا "الهاشتاق" إلا أنه طائفي لأن المفترض أن يراقب الخمس وكل التبرعات الأخرى. لأن التكفيريين يستغلون طيبة الشعب السعودي وتدينه فيجنون منه من حيث لايدري مصادر تمويل إضافية وبالذات تنظيم القاعدة الذي يعاني ضائقة مالية بعد أن سحبت داعش منه بساط التكفير. للأسف انتشرت هذه "الهاشتاقات" وتبادلها الشباب بحماس وتناقلتها الرسائل من دون أن يعوا أن لهم عدوا واحدا حاول زرع الفتنة بالتفجير فلما جاءت بنتيجة عكسية جرب حرب "الهاشتاق". وخير رد عليهم أن نتبنى وسوماً "هاشتاقات" مضادة، لابد من مواصلة الضغط الإعلامي عليهم. #داعش_تحارب_الله_وتخرب_بيوته #داعش_عدو_السعوديين #كلنا_جنود_الطوارئ يبقى دور الخطباء في الدعاء على الدواعش بأن يعجل الله الخزي الذي وعدهم إياه في الدنيا، والدعاء لجنودنا البواسل بالمغفرة لمن قُتل منهم وبالحفظ والسلامة للأحياء منهم.

مشاركة :