بين مقالتين عن الصحة - د. محمد ناهض القويز

  • 1/8/2015
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

كتبتُ عن الشأن الصحي كثيرا. وقد وفقني الله في السابق في إنقاذ أكبر صرح طبي إذ استجابت القيادة بعد أن تبينت لها الحقيقة. كما قام المغفور له الأمير سلطان بن عبدالعزيز بإعادة برنامج زراعة الكبد لمستشفى القوات المسلحة بناء على مقالة كتبتها تتحدث عن واقع زراعة الكبد حينها مدعمة بالإحصاءات. وفي الأسبوع الفائت كتبت مقالين: الأول بعنوان يا وزارة الصحة طال انتظارنا. وهو يتناول الوضع الصحي بشكل مختصر والمشاكل المزمنة ويتحدث عن الاستراتيجية والأولويات. أما المقال الثاني فكان بعنوان ألهذا الحد يا وزارة الصحة. وهو يتحدث عن حالة مأسوية لمقيم كان ضحية حادث ناتج عن إهمال شركة مقاولات. تبعه أحداث مأسوية في واحد من أكبر مستشفيات وزارة الصحة. وقد وعدني المسؤول بأن نسمع خيرا. أتمنى ذلك، ولكن المريض سافر إلى بلاده وتم إجراء العملية له خلال ساعات من وصوله هناك وهو بخير والحمد لله كما أكد لي مكفوله. وللإنصاف لابد من الإشارة إلى أنه تم نشر المقالين في موقع وزارة الصحة وهذا تصرف لم نتعود عليه مع الوزراء السابقين. ثم تم الاتصال بي لمعرفة ملابسات الحالة التي وردت في المقالة الثانية وتم تزويدهم باسم وهاتف صاحب القضية. وإن كنت أشكر الوزارة على تفاعلها مع الحالة الثانية لمأسويتها ولسوء الأداء على شتى المستويات الذي استدعى المبادرة لمعرفة الخلل وعلاجه، إلا أنني كنت أتمنى أن يكون لهم تفاعل مع المقالة الأولى لأن تحقق ما تطمح له المقالة الأولى هو ضمانة لبلوغ مستوى من الجودة في الأداء يحول دون تكرار مثل مأساة المقالة الثانية التي لها أحداث مماثلة في مختلف مستشفيات المملكة. بقي أن أنبه أن تعاملي المباشر مع العديد من مستشفيات وزارة الصحة في مختلف مناطق المملكة أظهر لي أن هناك: قدراً كبيراً من اللامبالاة على شتى الأصعدة يفتقد المهنية ويتنافى مع الدور المنوط بهم، وهذا لايتنافى مع وجود موظفين أكفاء رائعين كما أشرنا بالاسم لاثنين منهما في المقالة الثانية. سوء تعامل يصل إلى حد الجدال والخصام مع المريض ونبرة تحد تتنافى مع الدور المنوط بمن يباشر صحة الناس. ضعف كبير في الطاقم الطبي أو في تخصصات معينة كطب الطوارئ والعناية المركزة والعظام والأطفال تستدعي تدخلا عاجلا. ضعف على مستوى المختبرات والتجهيزات للتعامل مع الحالات الطبية من الدرجة الأولى والثانية. ولا نطالب وزارة الصحة بتوفير الرعاية الثلاثية وما فوق لأن ذلك منوط بالمستشفيات التخصصية. لابد من الإشارة إلى أن المباني لاتعالج، فيجب أن يتحول الاهتمام من البناء ومزيد من البناء إلى تقوية الطاقم وتحسين الأداء والاستفادة من الإمكانات بأكبر قدر ممكن. لابد من التدريب لتقوية الطواقم المساندة. وعلينا أن ندرك أن وزارة الصحة في دول مجاورة ميزانيتها لاتتعدى ميزانية إحدى مستشفياتنا استطاعات أن تحقق مستوى عاليا من الأداء . الوزير الجديد لايتحمل أياً مما ذكرنا ونرجو التوفيق للوزارة في طاقمها الجديد وتجاوز سلبيات الماضي.

مشاركة :