عائشة البوسميط.. القصيدة التي شردت

  • 8/11/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

محمد عبدالسميع (الشارقة) نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أمس الأول، في مقر النادي الثقافي العربي في الشارقة، ضمن نشاط منتدى الشعر بالتعاون مع النادي الثقافي العربي، أمسية شعرية للشاعرة والإعلامية الإماراتية الدكتورة عائشة البوسميط تخللتها إضاءة للأديب محمد حسين طلبي حول تجربة الشاعرة، وقدمتها الشاعرة كريمة السعدي. وقالت البوسميط: الذاكرة لا تنسى من رافقوني خلال مسيرتي، وكان لهم تأثير على مشواري الأدبي هذا هو الانطباع الذي انتابني الآن ذكرني بتلك المواقف والعلاقات، التي ما زالت لا تفارق عقلي وفكري تنطلق عابرةً تلقائيا لا سلطة لحواسّي عليها، مخترقةً أماكن تراها مستقرة في الوجدان. اهتماماتي المتنوعة ما بين مصممة وشاعرة ورسامة أتاحت لي الارتباط بأطراف عديدة ولكن يبقى الشعر على رأس هرم اهتماماتي، فالشعر هو فكر وصنعة، رسالة وإبداع، واستشعار عميق الغور لقيمة الإنسان والكون والحياة والحساسية الوجدانية، التي يطوّرها الزمن ويصنعها التراكم. ومثل هذه اللقاءات تشجع وتحفز على التواصل والوجود، وتأخذني إلى الكتابة، إلى القصيدة، فأكتب وأحيا، وأستعيد دفء ذاكرة بأكملها. وأكدت أهمية كتابة الشعر والأدب خصوصاً في هذه المرحلة التي يمر بها عالمنا العربي، لأن الروح هي التي تعيد البناء ونحن عشاق للحياة. وبدأت البوسميط بقراءة قصيدة من ديوان «عودة شهرزاد» مهداة إلى مصر بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة، بعنوان «ليلة همس القاهرة»، تقول فيها: ما بين الشوارع والبيوت/‏‏ يصحو الفقراء/‏‏ وينام النبلاء/‏‏ ولكن أبا الهول أبداً/‏‏ يجلس متربصاً للمارين/‏‏ فوق قبور الفراعنة/‏‏ علهم يقرعون أجراس الحكمة/‏‏ يصلون للصبر/‏‏ أو يبكون على حائط الندم/‏‏ علهم يعرفون/‏‏ أن بلاداً لا تنثني/‏‏ تستحق أن تتوج أم الدنيا. وقرأت من نفس الديوان قصائد: ليلة صوت النساء، ليلة مواويل الجرح، ليلة لكل الدروب الضريرة، ليلة جنة الدنيا، ليلة العروس الجنوبية، ليلة باحة الورد. وقرأت من «سيدة الرفض الأخير» قصائد: النخلة، فنجان قهوة، اختلاف، مهرة القلب، سيدة الرفض الأخير: أما زالت دائرة الخوف السقيمة/‏‏ تنتشل أصابعها رويداً/‏‏ من أحضان الحلم؟/‏‏ وذاك الموصد/‏‏ يحمل بطاقة الصغر/‏‏ خمس زنابق متعانقة تشدو/‏‏ «طق المطر على طين/‏‏ الله يخلي فلسطين»/‏‏ تُرى.. سيدة الرفض الأخير/‏‏ هل يحاورك المطر؟/‏‏ يدعوه في سره/‏‏ أن تبقى فلسطين/‏‏ وهذه الكف الذابلة/‏‏ لا تعرف لون الحناء.

مشاركة :