تعتبر اللغة المنتشرة داخل المجتمع العربي تعبر عن انعزال الأفراد عن بعضهم، وهذه إحدي المشكلات الكبري التي يواجهها الفرد العربي عامة وفئة الشباب خاصة، لأن اللغة هي الوجه الثقافي الأساسي الدال عن هوية الفرد باعتبارها أداة الاتصال الأساسية بين أفراد المجتمع.ويتضح ذلك جليا علي سبيل المثال يظهر هذا الانعزال ما يسمي" لغة الشباب"، التي اقتحمت حياة الشباب بشكل مفاجئ دون أن نعرف مصدرها الذي تسبب في ظهورها، وما يؤسف زحفها علي لغتنا العربية، واعتراف الشباب بها دون قواعد واضحة.ولا ننكر أن أهم مرحلة في حياة البشرية والحضارات هي عندما تنتج العلم والمعرفة الذي يتحول إلي قوة بشرية علمية قوية في شتي المجالات تسهل عملية صناعة الوعي لدي الفرد والمجتمع. والأوضاع الحالية في مصر الآن تتطلب أن تقوم الجامعة بواجبها المنوط بها في حسم معركة تنمية الوعي لدي الشباب.عادة ما يصنع الوعي فئة وسطى من المدرسين وأساتذة الجامعة، والكتاب والصحفيين، حيث ينقلون الأفكار من قيمة استعلائية مجردة ينتجها المفكرون إلي قيمة تداولية، تصل إلي تحققها علي مستوي السلوك، ويتمثل ذلك في علاقة طردية ؛ فعندما تنحدر ثقافة تلك الفئة تنحدر الثقافة العامة لأنهم الطبقة التي تحافظ علي الوعي ككل، وتشكله بدءا من الأسرة الصغيرة كوحدة وصولا لكل طبقات المجتمع وشرائحه. منذ ظهور عصر الصورة" السينما والتليفزيون" و سيادة ثقافة المشاهدة يسهم الفنانون " الممثلون والمطربون"، والرياضيون، ونجوم البرامج الحوارية في صناعة الوعي وتشكيله.وفي وقتنا المعاصر يتم تشكيل وعي الشباب الصغير عبر ما يقدم في التليفزيون والسينما والسوشيل ميديا كافة، بما تتضمنه هذه الأعمال والفيديوهات أحيانا من نماذج طفيلية غريبة بالنسبة للأجيال الكبيرة.وكما قال وزير الأوقاف " مختار جمعة" : "وإذا كان من حاولوا السطو علي ذاكرة أمتنا قد استخدموا المغالطات الدينية والفكرية والثقافية والتاريخية للاستيلاء علي هذه الذاكرة فإن واجبنا مسابقة الزمن لكشف هذه المغالطات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان أوجه الحق والصواب بالحجة والبرهان من خلال نشر الفكر الوسطي المستنير مع اعتبار العمل علي خلق حالة من الوعي المستنير واسترداد ذاكرة الأمة التي كانت مخطتفة أولوية المرحلة الراهنة، مع التكثيف والإلحاح المستمر علي مفردات هذا الوعي".وكما أشار وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار إلى تأكّيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، سواء في اجتماعات عامة أو متخصصة على أهمية قيام مؤسسات التعليم وفي مقدمتها الجامعات، بتأدية دورها في نشر الوعي وتحصين المجتمع وخاصة الشباب ضد دعوات ومحاولات هدم الدولة ونشر الشائعات والأكاذيب.وأكّد أيضا وزير التعليم العالي، اهتمام القيادة السياسية البالغ بضرورة مواجهة التأثيرات السلبية لوسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على فكر الشباب خاصة والوعي المجتمعي عامة، مشيرًا إلى أنَّ التوجيهات الرئاسية أكّدت أهمية مشاركة أساتذة الجامعات المصرية بما لهم من خبرة وعلم ووعي، في توعية وتثقيف الشباب ومحاربة الشائعات والأفكار الهدامة التي تستهدف الدولة المصرية، وذلك من خلال منهج علمي يهدف إلى اظهار الحقائق وبيان زيف وادعاءات من يهدف إلى اسقاط الدولة المصرية.وفي تقديري أن بناء الوعي السياسي يأتي من التواصل بين الشباب وبين مختلف المؤسسات المعنية بالدولة، وأن يكونوا، كما تحرص القيادة، مساهمين في صناعة القرارات التي تخصهم، وهو ما ينقلهم إلى مستوى أرفع من الإدراك، الذي يحملهم بالمسؤولية الاجتماعية، التي تهدف الحفاظ على مكتسبات الوطن، والمشاركة في منظومة العمل والتنمية.خلاصة القول: في ظل التحديات التي تواجه الدولة المصرية نحو التقدم والتنمية وصناعة الوعي إلا أن أساتذة الجامعات يقع علي عاتقهم دور مهم جدا نحو مزيد من الوعي والاستنارة لشباب هم مستقبل هذا الوطن.
مشاركة :