أوروبا تعلق آمالها على الديمقراطيين لإصلاح العلاقات

  • 10/30/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بصفته رئيساً منتخباً تحت شعار "أميركا أولاً"، لم يكن دونالد ترامب شريكاً سهلاً لأوروبا، ولهذا السبب إذا فشل في إعادة انتخابه والفوز بولاية جديدة، فمن المحتمل ألا يكون هناك الكثير من الوجوه الآسفة أو الحزينة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. وكتب أولريش سبيك، الزميل البارز في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة في برلين، في موجز سياسي حديث، "ترحب معظم الدول الأوروبية بشدة بفوز المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن"، موضحاً أن هذا يرجع إلى "شعورهم المشترك واسع النطاق بأن رئاسة ترامب تمثل أدنى نقطة للعلاقات عبر الأطلسي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية". وقالت ناتالي توتشي، مديرة مركز أبحاث "معهد الشؤون الدولية" في روما والمستشار الخاص لمنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، لوكالة الأنباء الألمانية: "إن صورة العلاقة الحالية عبر الأطلسي كارثية حقاً، ولا أعرف كيف أصفها غير ذلك". ومزقت رئاسة ترامب اتفاقات دولية يدعمها الاتحاد الأوروبي مثل اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني، كما انسحبت من منظمة الصحة العالمية ومقرها جنيف وسط جائحة فيروس كورونا، وشككت في جدوى حلف شمال الأطلسي "الناتو". كما فاجأ الرئيس الأميركي أوروبا ووضعها في موقف سيئ بتعامله مع عملية السلام في الشرق الأوسط وسورية، وأثار نزاعاً بشأن العقوبات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، ووصف الاتحاد بأنه "عدو" على قدم المساواة مع الصين وروسيا، وقال إن لديه "مشكلة كبيرة مع ألمانيا"، أكبر اقتصاد في القارة. وردا على طلب لذكر مجال تعاونت فيه أوروبا والولايات المتحدة بنجاح في الأعوام الأخيرة، حاولت توتشي جاهدة الرد، قبل أن تقول، إن قضايا الناتو "لم تسر بالسوء الذي كان يمكن أن يسير به... ربما لأن ترامب لم يتابع الملف شخصياً". وكان من الصعب أن يحدث توافق بين نهج ترامب القائم على الانفراد والقومية والتذبذب إزاء السياسة الخارجية ربما السياسة بشكل عام وبين النموذج متعدد الأطراف التدريجي الذي يؤيده الاتحاد الأوروبي. وتابعت توتشي: "كل آراء وتوجهات الاتحاد الأوروبي، بالتعريف الحرفي للكلمة، تتعارض مع رؤية ترامب للعالم، والمشكلة ليست فقط كراهيته العميقة للتعددية، التي يمثل الاتحاد الأوروبي أفضل تعبير عنها، ولكن أيضا كراهيته العميقة بنفس القدر لألمانيا". في المقابل، من المتوقع أن يكون بايدن وهو رئيس سابق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ونائب الرئيس لفترتين ويتمع بخبرة في السياسة الخارجية لعدة عقود، أكثر تفهماً للحساسيات الأوروبية. وكتب بايدن، في مجلة "فورين أفيرز"، أن أجندته السياسة ستعيد الولايات المتحدة إلى رأس الطاولة ، في وضع يمكنها من العمل مع حلفائها وشركائها للقيام بعمل جماعي بشأن التهديدات العالمية. ومن المتوقع أيضاً أن تكون رئاسة بايدن أكثر تعاوناً مع أوروبا على جبهات أخرى مختلفة، بدءاً من تغير المناخ بالعودة إلى اتفاقات باريس، وتجديد الالتزام بحلف الناتو. وقال بايدن لصحيفة "ستار آند سترايبس"، التابعة للقوات الأميركية، "أول شيء سأفعله سأجرى اتصالات برؤساء دول الناتو وأقول لهم إن أميركا عادت، ويمكنكم الاعتماد علينا". ويرى ديفيد أوسوليفان، وهو سفير سابق للاتحاد الأوروبي في واشنطن، أنه لا يمكن لأي رئيس أن يتجاهل "الشعور السائد بأن أميركا بحاجة إلى الابتعاد لبعض الوقت عن إدارة العالم وقضاء المزيد من الوقت لرعاية وتحقيق رفاهيتها الخاصة". وكتب في تعليق لمركز السياسة الأوروبية: "نحن أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة يجب أن نفهم أيضاً أنه سيكون لدينا دور لنلعبه وسينبغي علينا بذل المزيد من الجهد لتحمل المسؤولية عن دفاعنا وأمننا". وأعربت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل عن رأي مماثل في يناير بأن "أوروبا تحتاج إلى القيام بدورها الجيوسياسي الخاص بها، إذ إن تركيز الولايات المتحدة على أوروبا آخذ في التراجع. وسيكون هذا هو الوضع مع أي رئيس".

مشاركة :