منار دُهل – جازان أتودد دائمًا للأيام أن تجلب لي أشياء واضحة مثل زُرقة الفجرولكن .. لم اعرف أن هناك منارة تظهر بين الظلام الدامس وأنها تتكفل دائمًا برسم طريق واضح بسبب ضوءها ، كنت أرى هذا الفراغ الأزرق في نهاية اليوم له سمة الاتساع ، له طبيعة الغرق وله منارة في نهاية الفراغ كأنها عكازُ الشارع لليل الأعمى ، كأنها أيضًا يدًا دافئة تتمسك بك لتقطع الطُرق ثم أيقنتُ أن هناك ضوء خافِت في الليل ،وهناك هدوء عارم أحصد فيه ما ليس في استطاعة الفجر ، أيقنتُ أن الضوء لا يقتصر للنهار فقط ، لذلك أنا كائن ليلي بسبب ذلك النور الذي يجلب لي الوضوح في الليل ، كما أنه الوشاح الدافئ في ليالي نوفمبر ، ما أردته دائمًا هو؛ أن يتمسك بي هذا النور الخاص بي الذي وجدته خفِية ، أن تكون شجرة البيت الجهنمية في الليل ترتوي بالمطر في شهر نوفمبر ، من محاسن الليل الدفء الذي لا ينتهي !الذي يملؤ كأس الشاي بالنعناع يعبق برائحة الطمأنينة أحمله مختصر بين أصبعين دافئين ولِحاف المحشو بالقطُن ..كل ما أحبه أن اصنع من مظاهر الطبيعه شيء خارق للعاده صعب الحصول عليهيمكنني أن أظل ممُتن للأبد للكتاب الوحيد الذي ليس به سوى صفحات بيضاء ولكني أستمتع بثقله عندما أمسك به في أطراف الليل . هذا النور الذي لا أملك صديقًا دونه هو منارة الظلام .
مشاركة :