أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن الوزارة اتخذت من التعايش والتسامح والأخوة والأمل والعمل، شعارات تحدد عناصر رسالتها إلى المجتمع والعالم، معرباً عن فخره واعتزازه بأن كافة هذه القيم والمبادئ تتلاقى جميعها مع ما تعلمناه من القائد المؤسس، من ضرورة التفاعل الواعي مع التعددية والتنوع في الأفكار والثقافات والمعتقدات، والسعي الصادق إلى التعارف بين البشر من أجل تحقيق الخير والنفع للجميع. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الافتراضي الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش أمس، بمناسبة انطلاق المهرجان الوطني للتسامح الذي تنطلق أنشطته في 9 نوفمبر الجاري وتستمر على مدى أسبوع تحت شعار: «على نهج زايد»، بحضور عدد كبير من الشركاء والمتعاونين والقيادات الفكرية والمحلية. وقال معاليه: إن مما يبعث على الاعتزاز حقاً أن لجنة الاستعداد للخمسين، قد أكدت أن الاهتمام بالقيم والمبادئ الإنسانية هو عنصر مهم في الاستعداد للمستقبل، بما يتضمنه ذلك من أن مبادئ التسامح والتعايش والتكافل والأخوة، باعتبارها أساساً قوياً لتأكيد قدرة الدولة على الاستجابة بكفاءةٍ وإتقان، للمتغيرات والتطورات المتلاحقة في المستقبل، بل وتأكيد قدرتها كذلك على تحقيق المشاركة الكاملة للجميع في مسيرتها، في إطار يحقق للمواطن والمقيم على حدٍ سواء، الاعتزاز والولاء والانتماء للإمارات الحبيبة. أوضح معاليه بأن هذا المهرجان السنوي الذي يعقد تحت شعار «على نهج زايد» يعبر عن حقيقة واقعة، هي أن المغفور له الوالد الشيخ زايد كان مثالاً ونموذجاً لرجل الحكمة، ورجل السلام، ورجل التواصل الإيجابي مع العالم، بل ورجل التقدم والنماء، ورجل التسامح والأخوة الإنسانية، الحريص على تحقيق الخير للإنسان، في كل مكان، والتي تتجسد الآن وبكل وضوح، في أعمال وأقوال وإنجازات قادة الدولة المخلصين، متقدماً بالشكر الجزيل إلى القيادة الرشيدة، ودعمهم القوي لمكانة الإمارات المرموقة في العالم في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية. وأشار معاليه إلى أنه وبسبب التحديات الصحية، التي يشهدها العالم الآن، نتيجة لتأثيرات فيروس كورونا، فإن المهرجان سيتم تنفيذه هذا العام، بطريقة افتراضية، من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة وأخذاً بأساليب التباعد الاجتماعي، وسيعمل على توفير متعة حقيقية لكافة المشاركين والمشاهدين، وينطلق المهرجان خلال الفترة من 9 – 16 نوفمبر 2020، واليوم الختامي للمهرجان 16 نوفمبر الذي يوافق اليوم العالمي للتسامح. وأضاف معاليه: أن المهرجان في دورته الرابعة، سيستمر في تحقيق عددٍ من الأهداف المهمة والتي تتمثل في التوعية برسالة وزارة التسامح والتعايش، ودورها في خدمة المجتمع والإنسان، بالإضافة إلى تركيز الضوء على القيم والمبادئ التي تقوم عليها مسيرة الإمارات العزيزة في الحاضر والمستقبل على السواء، وتوضيح ما تحظى به الدولة من مجتمع آمن ومتسامح، يعمل فيه الجميع معاً، من أجل تحقيق الخير للجميع، دونما أية تفرقة أو تمييز، فالإمارات نموذج رائد، للتعايش والسلام، ولنا أن نعتز به ونفتخر، أمام العالم كله. وقال معاليه: «إن دورة هذا العام تتألف من خمسة عناصر تتكامل جميعها مع بعضها البعض لتشكل أسس المهرجان لهذا العام، حيث يركز العنصر الأول على الأنشطة اليومية التفاعلية مع الجمهور العام، وتستمر هذه الأنشطة طوال أيام المهرجان، ويتم عرضها من خلال مجموعة من قنوات التواصل الإلكترونية المتاحة للجميع، والتي يتم الإعلان عنها بشكلٍ واسع ومكثف وتشمل هذه الأنشطة، حفل الافتتاح، مع تركيز خاص على نهج زايد، وعلى أهمية قيم التسامح والتعايش والأخوة والأمل والعمل، في الاستعداد للخمسين، سوف يتم كذلك تنظيم بطولة دولية في الرياضة الإلكترونية بالاشتراك مع الاتحاد الدولي واتحاد الإمارات للرياضة الإلكترونية، وتنظيم حفلات لكورال التسامح والتعايش الذي تكفله الوزارة، بالإضافة إلى عدد من العروض الفنية الأخرى والمسابقات اليومية للجمهور العام وفق جدول زمني تفصيلي، كما أن هناك مبادرة مهمة تتمثل في «داءٍ التسامح»، يشترك فيه الجميع، في تمام الدقيقة السادسة عشرة، يوم السادس عشر من نوفمبر (يوم التسامح العالمي) للتعبير عن الدعم القوي، لمبادئ التسامح والتعايش على مستوى العالم. وأكد معاليه أن العنصر الثاني للمهرجان أنه يركز على الأنشطة والمبادرات التي يقوم بها شباب المدارس والجامعات، وسوف يشترك في أنشطة المهرجان هذا العام، أكثر من 6000 طالب وطالبة، من (81) مدرسة حكومية وخاصة من مختلف إمارات الدولة، وذلك بالتنسيق الكامل مع وزارة التربية والتعليم، ومجالس التعليم المختلفة، وهناك خطة تفصيلية لأنشطتهم ستتاح للجميع، كما يشترك في أنشطة المهرجان كذلك، طلاب وطالبات (40) جامعة حكومية وخاصة، وسوف يساهم هؤلاء الطلبة في ورش وندوات للحوار والنقاش، ومسابقات فكرية متعددة، بالإضافة إلى البدء في الإعداد لبرنامج تليفزيوني حول: «قيم مجتمع الإمارات»، يشترك فيه هؤلاء الطلاب والطالبات ليكون، برنامجاً أسبوعياً يعرض أثناء العام باسم الوزارة، في تليفزيونات الدولة. وعن أهمية دور الإعلام، أوضح معاليه أنه من المهم للغاية أن يكون هناك إعلام جيد عن كافة عناصر المهرجان، في ضوء الطبيعة الإلكترونية للمهرجان هذا العام، وفي هذا السبيل، فإن الوزارة أنشأت موقعاً إلكترونياً، يضم كافة المعلومات عن المهرجان، كما أن لدينا خططاً واضحة لإطلاق حملة إعلامية مكثفة، من خلال وسائل الإعلام، التقليدية والحديثة على السواء، هذه الخطة الإعلامية عن مهرجان هذا العام، والتي نهدف من خلالها إلى نقل كافة فعاليات المهرجان على شبكات التواصل الاجتماعي للوزارة، ولكافة شركاء الوزارة من الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة، بالإضافة إلى الإفادة من إسهامات مجموعة متميزة، من المؤثرين في كافة وسائل الإعلام، والإعلان اليومي الفعال عن برنامج المهرجان، عبر الصحف والإذاعات ومحطات التلفزيون المحلية والعالمية، إضافة إلى نشر الروابط الإلكترونية للدخول ومشاهدة الأنشطة والاشتراك فيها، وحضور الملتقيات والمؤتمرات، على نطاق واسع، ومتابعة وتقييم آراء المشاركين والجمهور العام، وتطوير العمل نحو الأفضل، بصفةٍ مستمرة. واختتم معاليه كلمته بالإعراب عن حرصه على أن يتم تنظيم هذه الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للتسامح والتعايش على نهج زايد على أكمل وجه، وبما تمتلكه الوزارة من خطط جيدة للتنفيذ ومشاركات نشطة من جميع فعاليات المجتمع، مثمناً حضور كافة وسائل الإعلام وآملاً أن تكون علاقاتنا معاً دائماً، تجسيداً لسعينا الدائم، نحو الهدف الواحد، وهو تمكين الإنسان والحفاظ وعلى الهوية الوطنية، والحفاظ على قيم المجتمع ومبادئه، والحرص على أن تقوم علاقة ثقة واحترام متبادل من أجل خدمة المجتمع والإنسان. التجمع السنوي وأعلن معاليه عن أن العنصر الثالث في المهرجان يركز على تنظيم عدد من الملتقيات والمؤتمرات، يساهم فيها فعاليات المجتمع وقادة الفكر في الدولة والعالم، ويشمل ذلك، ملتقى «التسامح في الرياضة الإلكترونية»، الذي يشترك فيه ممثلون عن الاتحادات الوطنية للرياضة الإلكترونية، حول العالم، ومشاركون من المواطنين والمقيمين في الدولة، بالإضافة إلى تنظيم «التجمع السنوي الأول للجان التسامح في الوزارة والهيئات الحكومية»، الذي يشترك فيه أعضاء (40) لجنة تم تشكيلها في الوزارات والهيئات الحكومية، كجزء من المبادرة الوطنية:«الحكومة حاضنة للتسامح»، مضيفاً أنه سوف تشترك مؤسسات القطاع الخاص بالدولة، في فعاليات هذا التجمع، بصفة مراقب، استعداداً لإطلاق مبادرة مشابهة، حول التسامح والتعايش في القطاع الخاص. وأشار إلى التنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي لتنظيم لقاء مع سفراء الدولة حول العالم لمناقشة نهج زايد في التسامح والتعايش، باعتباره جزءاً من القوة الناعمة للدولة في العالم ودور ذلك في تشكيل المستقبل والاستعداد للخمسين، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر آخر حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل القيم الإنسانية، بالتنسيق مع مكتب وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومع ممثلي شركات التقنية العالمية، ومايكروسوفت، كما يزخر المهرجان بالعديد من اللقاءات الفكرية التي تناقش قضايا التنمر على الإنترنت، وأبعاد التعدد الثقافي في الدولة والعالم وغيرها. وقال معاليه: إن العنصر الرابع في المهرجان يركز على الأنشطة التي تجسد دور الابتكار والإبداع في تعميق مبادئ التسامح والتعايش في المجتمع، ويشارك في هذه الأنشطة مجموعة من الفنانين والأدباء والرياضيين من خلال فعاليات ومبادرات محددة، بما في ذلك إطلاق، المفوضية العالمية للتسامح في الرياضة الإلكترونية وتنظيم «المنتدى الدولي لتبادل الخبرات بين برامج فرسان التسامح في العالم»، بالإضافة إلى مبادرات «شعراء التسامح» و«التسامح والفنون» و«ومدونات التسامح». وأضاف معاليه: أن العنصر الخامس في المهرجان يركز على مبادرات وزارات وهيئات الدولة للاحتفال مع الوزارة بالمهرجان الوطني للتسامح والتعايش، إذ أن التسامح والتعايش، هو مسؤولية الجميع من أجل تحقيق الخير للجميع، هناك أكثر من (100) جهة في الدولة تشمل الوزارات والهيئات الاتحادية، بالإضافة إلى الدوائر المحلية والمؤسسات العامة والخاصة، سوف تقوم كلها بمبادرات وأنشطة خلال فترة المهرجان، تعبيراً عن اعتزاز كل جهة بقيم التسامح والتعايش في الإمارات. هوية المهرجان وتناول ياسر القرقاوي، مدير إدارة البرامج والشراكات بوزارة التسامح والتعايش، عدة نقاط مهمة تتعلق بطبيعة المهرجان ورسالته، أكد فيها أن المهرجان الوطني للتسامح والتعايش الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش سينطلق بحضور عدد كبير من الشركاء والمتعاونين والقيادات الفكرية العالمية والمحلية، كما تشاركنا الفعاليات 81 مدرسة و40 جامعة على مستوى الدولة، إضافة إلى 44 وزارة وهيئة اتحادية من خلال أنشطة لجان التسامح بكل منها، وبسبب التحديات الصحية، التي يشهدها العالم الآن، نتيجة لتأثيرات فيروس كورونا، فإن المهرجان سوف يتم تنفيذه هذا العام، بطريقة افتراضية، وإن كان يتم تنظيمه والمشاركة فيه عن بُعد، فإننا نتمنى أن يكون مجالاً ناجحاً لعرض المواهب وتوصيل رسائل مهمة للمجتمع والعالم، عن التسامح والتعايش في الإمارات. وأوضح القرقاوي أن هوية المهرجان هذا العام تحمل هذه القيم: على نهج زايد:«تسامح، تعايش، أمل، عمل»، ستنطلق كافة أنشطة وبرامج المهرجان عبر محاور خمسة، محاور الأنشطة التفاعلية مع الجمهور باستخدام مجموعة قنوات التواصل الإلكترونية، فعاليات الشباب (المدارس والجامعات): تم التحضير المسبق مع المدارس والجامعات: لدينا 81 مدرسة حكومية وخاصة من مختلف إمارات الدولة تشارك في الفعاليات المتنوعة، الملتقيات والمؤتمرات: سيتم تنظيم 5 ملتقيات ومؤتمرات بمشاركات عالمية واسعة، فعاليات الابتكار والإبداع (تسامح وتعايش): فعاليات متنوعة بمشاركة مختلف فئات المجتمع، وبمشاركة مجموعة من الفنانين والأدباء والرياضيين والشباب، المبادرات المشتركة (إعلامية): هذه المشاركات تتم من خلال الجهات المختلفة في الدولة والشركاء.
مشاركة :