يستعدّ الحزب الديمقراطي ليوم الانتخاب في الثالث من نوفمبر القادم رسمياً منذ أشهر، أما التمهيد لانتخابات العام 2020 فبدأ بعد أيام من فوز الرئيس ترمب في انتخابات العام 2016 أمام رفض ديموقراطي عريض لسلوك الرئيس ترمب وسياساته. فتقول الكاتبة الديموقراطية "ايمي بارنيس": "إن الأرقام والمؤشرات تشير بشكل مطلق إلى أن جو بايدن والحزب الديموقراطي فعل ما يكفي للفوز، أما الحقيقة فهي أن الحزب الديمقراطي متفائل بحذر وقلق من عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض بمفاجأة مدوية". وتتحدّث بارنيس عن عدّة عوامل تجعل ترمب أضعف في هذه الدورة الانتخابية على الرّغم من بعض نقاط القوة التي كسبها، فجو بايدن عمل بجد كبير ولوقت طويل للتأكيد على انتخابه في ولايات ميشيغان، ويسكنسن، وبنسيلفانيا التي أدت بشكل مباشر إلى خسارة هيلاري كلينتون في الانتخابات وذلك بسبب التوجه الديموقراطي العام لهذه الولايات، الأمر الذي دفع كلينتون إلى إهمالها في حملة العام 2016. وترى بارنيس أيضاً أنه من الممكن أن تكون استطلاعات الرأي لهذا العام أكثر دقّة من استطلاعات العام 2016 حيث أعلنت معظم كبار الشركات المستطلعة عن قيامها بتحسين وتحديث آلياتها للاستطلاع لأنها لا تريد أن تخفق مرة أخرى فتوجّه انتخابات العام 2020 الضربة القاضية لشركات الاستطلاع. من جانبه يقول الخبير الاستراتيجي الديموقراطي مايك موري، والذي عمل كمساعد سابق لتشاك شومر، زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ: "إن جمهور ترمب المتمسّك به والوفي له يجعل الديموقراطيين يشكّون بقدرتهم على الفوز حتى اللحظة الأخيرة". مضيفاً، "هناك معادلة جديدة هذا العام، فنعتقد أن سوء إدارة الرئيس ترمب باتت أمراً يعرفه الكثير من الأميركيين، بالإضافة إلى انتشار وباء كورونا على نطاق واسع حتى اليوم في الولايات المتحدة إلا أننا لا نعرف فعلاً إذا ما كان كل هذا سيترجم في صناديق الاقتراع". ويرى موري أن الرئيس ترمب منذ اللحظة الأولى لخوضه غمار السياسة، بنى لنفسه قاعدة شعبية تؤمن بعوامل تعمل لصالح ترمب، مثل عامل الترويج إلى أن "الاعلام المزيّف"، فإذا كان جمهور ترمب لا يثق بالإعلام أصلاً ولا يلقي بالاً لما ينقله الإعلام عنه طيلة أربع سنوات فلا نتوقع أن يقتنع هذا الجمهور مما يقوله الإعلام. يقول موري: "جو بايدن التزم بشدة بمسألة التباعد الاجتماعي والحرص على عدم إقامة تجمعات انتخابية كبرى كما جرت العادة، وقد يكون هذا عاملاً مساعداً لجو بايدن حيث سيشعر الأميركيون أن المرشّح الديموقراطي كان على قدر من المسؤولية، وقد يكون أمراً سلبياً يفضي إلى خسارة الديمقراطيين الكثير من الأصوات". ومع اقتراب يوم إغلاق صناديق الاقتراع، يقلّص الرئيس ترمب الفارق بينه وبين منافسه جو بايدن أكثر من أي وقت مضى في الولايات المهمة التي ستحسم السباق إلى ما يسمى بـ"احتمال نسبة الخطأ" ما يعكس تقارباً شديداً في السباق الرئاسي. من جانبه يقول المحلل الجمهوري جوردان شاشتيل لجريدة "الرياض": "إنه يلمس تفاؤلاً متصاعداً في أوساط حملة الرئيس ترمب لم يلمسه في الأسابيع الماضية مرجحاً فوز الرئيس ترمب".
مشاركة :