في الماضي كان مفهوم الإرهاب ينحصر في حوادث القتل أو الخطف أو التهديد وغيرها من الأساليب الأخرى، واليوم.. أصبحنا نطلق مصطلح الإرهاب على من يقوم بالتفجيرات الانتحارية أو تفجير السيارات المفخخة أو القيام بإعدام المدنيين والأبرياء، غير أنّ هناك أحداثًا أخرى لا نسمّيها إرهابًا بالرغم من أنّ نتائجها تشابه إلى حدّ كبير نتائج العمليات الإرهابية، فبعض الحوادث المرورية التي تقع أشبه ما تكون بالعمليات الإرهابية وينتج عن تلك الحوادث آلاف الضحايا سنويًا، وبعض الأخطاء الطبية تشبه العمليات الإرهابية فهي تحصد العديد من الضحايا سنويًا، والتهديد والتشهير من بعض الوسائل الإعلامية التي أخذت تصنّف المجتمع إلى تصنيفات متعددة، فمن ليس معها فهو ضدها، هو نوع من أنواع الإرهاب، والعنف الذي تجده المرأة والطفل وحرمانهما من حقوقهما هو إرهاب يمارسه البعض في المجتمع، والجدل والتهديد الذي نجده كل يوم في وسائل التواصل الإلكترونية هو إرهاب الكتروني، وتطاول الفساد في بعض الدوائر وعدم إمكانية مقاومته والكشف عنه هو إرهاب أيضًا وغيرها من الأحداث الأخرى المختلفة والتي تبثّ الرعب والخوف والقلق في نفوس الأبرياء ومع ذلك فلا نسميها إرهابًا!!. من صنوف الإرهاب الجديدة ما أصبح يسمى بظاهرة الإرهاب الفكري والذي يعمد إلى قلب الحقائق بحيث يصبح الحق باطلًا والباطل حقًا والمعروف منكرًا والمنكر معروفًا وأصبح ينادى بمعاقبة الأخيار وترك المفسدين والفجّار واتهام المعتدلين بأنهم عملاء وترك المتطرفين والنظر اليهم بأنهم شرفاء، وترى كل ذلك يتم من خلال غطاء ديني تارة، ومن خلال غطاء وطني تارة أخرى ، وهكذا ينتشر مثل هذا الإرهاب الفكري ليصل إلى عقول الجهلاء من عامة المجتمع والمغرر بهم ليعمل على تجنيدهم ليكونوا بين يوم وليلة من الارهابيين الذين يعمدون إلى التكفير والتفسيق وغيرهما من مظاهر الإرهاب الفكري المختلفة. محاربة الإرهاب اليوم يجب أن لا تنحصر في مجال دون آخر بل يجب أن تكون محاربة شاملة يتم من خلالها استهداف كل أنواع الإرهاب وبمختلف صوره وأشكاله التي تهدد سلامة وأمن كافة أبناء الوطن، وأن نسعى إلى تسمية الأمور بمسمياتها ونواجه نقاط الضعف بمختلف أنواعها لنتمكن من المحافظة على أمن وسلامة مجتمعنا وحماية وطننا من شرّ كل حاسد وحاقد. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :