النجاح ليس محطة وليس هدفاً بل النجاح غاية وهو أمر يعشقه الكثير من الناس ، فكثيرٌ مِنا يتمنى أن يكونَ ناجِحاَ في حياته ، فالطالب يتمنى أن ينجح ويتفوق في مدرسته ، والموظف يتمنى أن ينجح ويتميز في عمله ، والزوج والزوجة يتمنيان أن ينجحا في علاقتهما الزوجية ويكونا أسرة سعيدة ، والتاجر يتمنى أن ينجح في تجارته والمسؤول يتمنى أن ينجح في إدارة منشأته ، وهكذا يعتبرالنجاح غاية يتمناها الجميع ويحرص إلى الوصول اليها . من يسعى للنجاح كمن يكون لديه حلم ما فتجده دائماً يحلم به ويفكر فيه ويتحدث عنه وإذا رأى أو قرأ شيئاً تذكره وإن وضع هدفاً أو خطة ما جعل النجاح غايته وإن تحدث فلاحديث له إلا عن حلمه وكلما حقق نتيجة معينة سعى إلى أن يواصل عمله وجهده ليحصد المزيد من النتائج الإيجابية ويتفوق ، كما تجد الناجح يحاسب نفسه باستمرار ويستفيد من وقته بشكل يحرص من خلاله إلى أن ينجح ، كما أن الناجحين لايصاحبون إلا الأشخاص المميزين والناجحين أيضاً ليتعلموا منهم طرقاً جديدة للنجاح فالنجاح بالنسبة لهم رحلة طويلة لها محطات مختلفة وقد يكون فيها شيء من التعثر إلا أنها في مجملها تسعى نحو النجاح . أجمل أنواع النجاح العملي ذلك الذي ينجح الإنسان فيه بدون أن يظهر اسمه أو شخصيته فهو نجاح ناتج من فريق عمل متكامل وليس من فرد واحد ، وهو نجاح يظهر في حديث الجمهور وعامة الناس من خلال شعورهم بتميز مايقدم لهم وجودة مايعرض عليهم ، وهو نجاح يحتار الكثير في معرفة كيف تم وبهذه الجودة دون أن ينسب إلى فرد واحد ، ومن مميزات مثل هذا النجاح أنه ينسب الفضل للمجموعة لا للأفراد ، ويزيد من قوة الترابط مع فريق العمل ويجعل الجميع متآلفاً ومتحاباً كما يؤكد بأن العمل لايعتمد على فرد أو مجموعة أفراد بل يعتمد على فريق متكامل ، كما إنه يبعد الحساد والحاقدين الذين يستهدفون بعض الأفراد الناجحين إذا مارأوا نجاحاً أو تميزاً أمامهم ، إذ إن ذلك العمل سيكون كالشجرة المثمرة القوية الجذور ولن يكون غصناً ضعيفاً يمكن أن يكسر ، كما إن مثل هذا النجاح القائم على فريق العمل يحمي من الغرور الذي قد يصيب بعض الأفراد الناجحين والذي يطلق عليه البعض وصف (مقبرة الناجحين )، فهو نجاح يعزز الثقة في النفس ولايقود للكبرياء وهو نجاح يعترف بالتقصير والنقص دائماً ولايدعي الكمال وعدم الخطأ . في تاريخنا العديد من الأمثلة لأفراد كان البعض يعتقد أنهم ناجحون في مؤسساتهم ولكن ما إن تركوا مناصبهم إلا وظهرت سلبيات أعمالهم وأصبحوا هدفاً للنقد وفي المقابل هناك أناس عملوا بكل جد واجتهاد ونجحت جهودهم بفريق العمل معهم فبرز نجاح أعمالهم ولم تبرز أسماؤهم فغادروا مناصبهم في حين بقي إنجازهم ونجاحهم شاهداً على نجاحهم ونجاح فريق العمل معهم . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :