منذ أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، انتشر مصطلح الإرهاب بشكل واسع وأصبح هذا المصطلح مطية لكثير من الجهات الدولية لتقوم بما تشاء وقتما تشاء كيفما تشاء، وفي المقابل حرصت جهات أخرى لتقديم تعريفات مختلفة للإرهاب فالبعض يرى بأن الإرهاب هو الأعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الخوف والقلق. والبعض حصر الإرهاب في أعمال العنف التي ترتكب ضد المدنيين والبعض وجد بأن الإرهاب هو في كل ما يخالف الأخلاق الاجتماعية ويمس الكرامة الإنسانية، ولذلك فقد بقي معنى الإرهاب مثار خلاف كبير بين الدول والأفراد والمنظمات، حتى أصبح تعريف الإرهاب يعود لاختلاف الأذواق والمصالح والظروف، فالكل يفسر الإرهاب بالمعنى الذي يحلو له، ووفق مزاجه الخاص، بل يقوم بعد ذلك بوضع قائمة بالأشخاص أو الدول أو المنظمات بناء على ذلك التفسير الذي يوافق مصالحه. ما نراه اليوم من قيام بعض الدول كروسيا وإيران بادّعاء محاربتها للإرهاب من جانب وتمويلها من جانب آخر لأعمال القتل والعنف ضد المدنيين في العديد من مناطق العالم هو أحد النماذج التي يمكن تقديمها لازدواجية تعريف الإرهاب لدى بعض الدول والذي يقوم في الدرجة الأولى على المصالح والمكتسبات قبل قيامه على حماية المدنيين والآمنين. هناك دول كبرى ما أن تسمع عن وجود عدد من الضحايا المدنيين لعمل ما في إحدى مناطق العالم ولو لم يثبت بأنه عمل إرهابي إلاّ وتهب لنجدة تلك المنطقة وتسخر لها المال والسلاح وكافة أشكال الدعم اللا محدود لإنقاذ المدنيين الموجودين هناك، وفي الوقت نفسه وعندما يقتل الآلاف من المدنيين من خلال أعمال إرهابية واضحة للعيان وعلى يد طاغية يشهد الجميع على طغيانه فتجدها تتباطأ في إنقاذ أولئك المدنيين، وتقوم بإيجاد الأعذار وإيجاد اللجان وإرسال الموفد تلو الآخر للتشاور وكل ذلك يحدث من أجل التبرير لمن يقوم بالأعمال الإرهابية. لقد أصبح الإرهاب في عصرنا اليوم مصطلحًا وهميًّا يمكن أن يطلق على كثير من الأشياء، وقد ساهمت منظمات مثل القاعدة وداعش وغيرهما من الجهات الأخرى على ترويج هذا المصطلح ليتم إلصاقه بكل من تود تلك الدول أن تفتك به من جهة أو لا تعترف بوجوده من جهة أخرى، ممّا جعل مصطلح الإرهاب يُعدُّ لغزًا للكثير يصعب إيجاد تفسير له. Ibrahim.badawood@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :