أنقرة - تجد تركيا نفسها في مأزق حقيقي بسبب تتالي العمليات الإرهابية في أوروبا خاصة وان عديد الدول حذرت من العلاقة التي تجمع انقرة بعدد من التنظيمات المصنفة إرهابية على رأسها تنظيم الإخوان وهو ما امر يدفع القادة الأتراك للتنصل من تداعيات تلك العمليات. وفي هذا الصدد شدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على وجوب مواصلة الكفاح ضد أيديولوجية أولئك الذين يستغلون الدين الإسلامي في سياسة للتنصل من الدور التركي في تدعيم تلك الجماعات عبر العالم خلالا السنوات الاخيرة. وأدان تشاووش أوغلو في تصريح أدلى به الثلاثاء، الهجوم الإرهابي الذي وقع مساء أمس في العاصمة النمساوية فيينا. وشهدت فيينا مساء الاثنين هجوما مسلحا أسفر عن مقتل 5 أشخاص بينهم منفذ الهجوم وإصابة 17 آخرين، حيث اعلنت وزارة الداخلية النمساوية أن التحقيقات تشير إلى أن منفذ الهجوم "من أنصار تنظيم داعش الإرهابي". وحاول اوغلو استغلال قيام شخصين من ابناء الجالية التركية بانقاذ عدد من المصابين في الهجوم لكي يبرئ الحكومة التركية من تهم مساندة الارهاب قائلا "أدين بشدة الهجوم الإرهابي في النمسا، هناك إثنان من المواطنين الأتراك غامروا بحياتهما للتصدي للإرهابيين". وشدد تشاووش أوغلو على وجوب مواصلة الكفاح من أجل القضاء على أيديولوجية أولئك الذين يستغلون الدين الإسلامي الداعي للسلام. لكن اوغلو يتناسى بان بلاده ساندت التنظيمات المتشددة سواء في المنطقة العربية او في أوروبا حيث اتهمت أنقرة بنقل المتشددين السوريين والجهاديين الى بؤر التوتر في ليبيا وناغورني قره باغ.ورغم التحذيرات الدولية لتركيا من تبعات هذا الخيار على امن العالم وامن اوروبا والمنطقة لكن الرئيس رجب طيب اردوغان اختار نفس المسار بل واستعمل الظاهرة الإرهابية لابتزاز الأوروبيين. وفي وقت سابق اليوم، أشاد تشاووش أوغلو، بشابين تركيين أنقذا سيدة وشرطي خلال الهجوم الإرهابي. وقال تشاووش أوغلو في تغريدة عبر "تويتر" مخاطبا الشابين رجب طيب غولتكين، و ميكائيل أوزر "شكرا لكم، نحن نفتخر بكم". وأضاف "الليلة الماضية كان هناك في فيينا بطلين، قاما بفعل ما يتوجب على أي تركي ومسلم فعله. رجب طيب غولتكين، و ميكائيل أوزر، شكرا لكم، نحن فخورون بكم". لكن هذا الثناء والإطراء من قبل الحكومة التركية للشابين التركيين لن يؤدي الى تراجع الحكومات الأوروبية عن مكافحة التطرف داخل كل الجاليات الإسلامية بما فيها الجالية التركية ولن يمحي ترابط اسم تركيا بالجماعات المتشددة. وكانت الحكومة الفرنسية أعلنت الاثنين بانها قررت حل منظمة الذئاب الرمادية التركية القومية العنصرية بعد اشتباكات مع الأرمن الأسبوع الماضي إضافة الى حل جمعيات إسلامية على علاقة بتنظيم الإخوان الموالي للأجندات التركية. ومن المنتظر ان تنسج عدد من الدول الأوروبية على هذا المنوال لمواجهة التطرف الإسلامي الذي تم التغاضي عنه لسنوات ويدفع الامن الاوروبي ثمن تلك السياسات. وأصبح ينظر لتركيا في المنطقة والعالم بانها الدولة الحامية للتنظيمات المتشددة حيث تقدم انقرة الدعم لجماعات جهادية مرتبطة بالقاعدة وداعش سواء في مناطق شمال غرب سوريا او في الغرب الليبي. ودعت دول عربية لمواجهة هذه المخاطر وحملت تركيا المسؤولية الكاملة عن هذا الدعم السخي للمتطرفين.
مشاركة :