أثار موقف الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون" حفيظة جميع المسلمين بالعالم، عندما أعلن عن اصراره على عرض الرسومات الكاريكاتيرية والمسيئة للرسول تحت مسمى حرية التعبير!!! وذلك على خلفية ذبح مدرس التاريخ " صامويل باتي " قام على يد ارهابي شيشاني.ومع رفضي لهذا العمل الوحشي والارهابي إلا أننى لا استوعب كيف تكون الاساءة حرية خاصة عندما تتعلق برمز أو معتقد ديني، ومن الحماقة أن يقوم الرئيس الفرنسي باستفزاز الارهاب، واعطاء الضوء الأخضر لتحويل أوروبا لساحة قتال بين النازحين من التنظيمات الارهابية واليمين المتطرف ربما يتعلق الأمر بستمالة أنصار اليمين المتطرف نظرا لاقتراب الانتخابات، لكن تصريحات ماكرون تسببت في زيادة حالة الاحتقان فبعد تلك الواقعة قام متطرفون "يمينيين" بطعن سيدتين مسلمتين تحت برج إيفل الإضافة إلى تمزيق حجابهن مع توجيه إهانات عنصرية وعبارات نابية ثم قامت الشرطة تزامنا مع تلك الواقعة باعتقال ثلاثة سيدات بعد إلصاقهن رسوما كاريكاتورية بمدينة تولوز، ولم تمر أيام قليلة حتى تم الاعلان عن عمل ارهابي بمدينة نيس أسفر عن ثلاثة قتلى منهم سقوط قتيلان داخل كنيسة نوتردام. لم يكن الرئيس الفرنسي موفقا في خطابه حينما تحدث عن الاسلام الراديكالي، حيث لم يكن واضحا في خطابه إلى جانب أن تمسكه بعرض الرسومات المسيئة يمثل تحديا صريحا لمشاعر ملياري مسلم حول العالم ، الأمر الذي جعل "أردغاون " يسعى لاغتنام الفرصة سياسيا والظهور بمظهر الفارس المدافع عن الاسلام ووصف ماكرون بأنه بحاجة إلى علاج من الاضطرابات النفسية، تزامنا مع دعوات المقاطعة للمنتجات الفرنسية.وقد انقسمت الآراء حول الحادث إلى رأيين، الأول يتوافق مع تصريح الرئيس الفرنسيوالذي يقول: "الإسلام دين يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم اليوم، ونحن لا نرى هذا في بلدنا فقط"، وهذا الرأي يؤكد على أن المشكلة تتعلق بكيفية تقديم أنفسنا كمسلمين، فجميع العمليات الارهابية ترتكبها عناصر تدعى الاسلام وتصيح "الله أكبر" أما الرأى الثاني فيحمل فرنسا جزءا عظيما من المسئولية، ليست فرنسا وحدها بل الدول الغربية كلها.. وإذا كان ماكرون قد قرر تكثيف تحركه ضد الاسلام الراديكالي واتخذ عدة خطوات كغلق حوالى 50 جمعية فرنسية يراها مقربة من "الإسلام المتطرف"، فلماذا سمح بتواجد تلك الجمعيات من الأساس ؟! ولماذا تم تعليق غلقها بحادث ارهابي تعرض له مواطن فرنسي؟!وتضامنا مع الرأي الثاني أرى أن فرنسا وغيرها من الدول تحاول التنصل من دورها ومسؤليتها بخلق ودعم وتمويل تلك الجماعات والتنظيمات الراديكالية والتي تهاجمها بدورها اليوم، وهى نفس الدول التي وضعت قوانين تسمح بتواجد العناصر المتطرفة والتمتع بحق المواطنة.وإذا كانت فرنسا جادة في محاربتها للتطرف الاسلامي، فعليها أن تتوقف عن دعم الجماعات الارهابية ولتكن البداية بمطالبة بعض الدول كانجلترا بعدم اعطاء حقوق المواطن للهاربين من التنظيم الاخواني والمساعدة على تسليم هؤلاء، مع النظر في علاقتها بدولة قطر فهى دولة اخوانية تضم ارهابيين وداعمة للتنظيمات الارهابية، أم أن المصالح ستجبر ماكرون على تجاهل دور قطر؟! حيث يبلغ حجم الاستثمارات القطرية فى فرنسا بحوالي 40 مليار دولار، كما إنها تستورد من فرنسا ما يقدر ب 2ملياردولار فى العام.ويجب أن يتراجع ماكرون ويعتذر عن حقوق الانسان المزعوم والمقصود به تنظيم الاخوان والمجرم في القانون المصري ولا يجب ان يتعاون الغرب مع رموزه الهاربين بأي شكل من الاشكال بل عليه دعم الرئيس السيسي في حروبه ضد الارهاب بسيناء ومد له يد العون.ولا أعتقد أن دولة فرنسا لقادرة على أداء هذا الدور وتهديد التنظيمات الارهابية المصنعة والتى ارتبط وجودها بالثورات العربية وخلق ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد من أجل برزغ نجمة اسرائيل، ففرنسا مجرد ضلع في ترس تحركه أمريكا، والتي لا يمكن غفل علاقتها بتفريخ الارهاب في العالم العربي وهو ما أكدته "ايميلات هيلاري كلينتون" واعتراف "جون ماكين" بتمويل أوباما لداعش، فهل يقوى ماكرون على مهاجمة الدور الأمريكى والذي لعبته بمهارة في منطقة الشرق الأوسط؟ لا أعتقد، وأظن أن تستمر محاولات الرئيس الفرنسي لاستغلال الحادث سياسيا على المستوى الداخلي، وفي النهاية سيمر الحادث كأى زوبعة أحدثت وقعا ثم هدأت بعد حين، وحتى هدوء العاصفة فإن فرنسا ستشهد الكثير من المناوشات والاضطرابات الداخلية نتيجة خطاب الكراهية الذي يبثه الاعلام الفرنسي استثمارا لخطاب ماكرون .
مشاركة :