عرف توماس مالتوس بنظرياته المؤثرة حول التكاثر السكاني وفقد لاحظ مالتوس تزايد كل من السكان والموارد الغذائية مع مرور الزمن، ولكنهما لا يتزايدان بنفس المعدل. ويؤدي هذا الاختلال في معدل الزيادة إلى ظهور المظالم الاجتماعية. ولإبراز فكرته، عمد مالتوس إلى تشبيه زيادة السكان بمتوالية هندسية في حين أن زيادة المواد الغذائية تكون في شكل متوالية عددية. وأشار مالتوس إلى أن السكان قادرون على المضاعفة مرة كل 25 عامًا إذا لم تقم عقبات تحول دون ذلك مما يتطلب ضرورة تدخل عوامل خارجية من شأنها إعادة التوازن بين نمو السكان ونمو المواد الغذائية، وأن هذه العوامل تتكون مما أسماه بالموانع الإيجابية مثل الحروب والمجاعات والأوبئة والأمراض.وكلام توماس ربما يتفق مع الكاتب والمحاضر الانجليزى "ديفيد أليك" والذى صرح فى لقاء له أن الحاجة لاستبدال النظام عالمى بآخر جديد هو الهدف الرئيسى والدافع وراء خلق وباء الكوفيد 19 أو الكورونا من خلال وضع الناس فى شرانق إذا لزم الأمروالحد من مزاولة أعمالهم والانتقال ومنع تداول العملات الورقية من أجل السيطرة على الفرد والتحكم فيه واعداده بما يناسب الوضع العالمى الجديد، وذلك بالتركيز كلية على كبار السن، والذين يواجههون مشاكل صحية خطيرة وكل من لديه ضعف بالجهاز المناعى . وكأننا أمام تطبيق عصرى لنظرية داروين فإن استمرارالأفراد الذين يمتلكون خصائص ملائمة مع بيئاتهم نسبتهم أكبر من أولئك الذين يمتلكون خصائص أقل ملائمة نظرا لضعف أجهزتهم المناعية أو لعدم قدرتهم على مقاومة الوباء مما يعرضهم لخطر الموت، وهو ما يمثل الانتقاء الطبيعى أو بقاء الأصلح.. وربما ما يحدث الآن من هيمنة عائلات روتشيلد وروكفلر على العالم والمؤسسان لمنظمة الصحة العالمية المسيطرةعلى السياسة الصحية والتى تواجه الانتقادات بشأن التأخير في التحذير من فيروس كورونا المستجد وترددها قبل أن تصف الوضع بالوباء واخفاقها في تنسيق الرد الدولي، وهو ما عرضها للتهديد من قبل ترامب بوقف تمويلها ، وهو أيضا ما ذكرنى برواية 1984 لجورج أورويل بتحويل الأفراد إلى مجرد أرقام فى جمهورية الأخ الكبير الذى يراقب كل شئ ويعرف كل شيء حيث يمثل حكمه الحكم الشمولى.. وويقول أورويل فى كتابه على لسان أحد أبطال رواياته:"لاتتصور أنك ستنقذ نفسك مهما كان استسلامك لنا مطلقًا، فما من امرئ انحرف مرة عن جادة الصواب ثمّ أبقينا على حياته، وحتى لو اخترنا أن نتركك تعيش إلى أنْ ينقضي أجلك فتموت ميتة طبيعية، فلن يمكنك أبدًا أنْ تُفلت من قبضتنا وماحدث لك هنا سيعيش معك إلى أبد الدهر، فعليك أنْ تعي ذلك سلفًا، إننا سنسحقك إلى درجة لايمكنك بعدها أن تعود بحياتك إلى سيرتها الأولى، وستحدث لك أشياء لن يمكنك أن تبرأ من آثارها حتى لوعشت ألف عام، وأبدًا لن تقدر ثانية على الشعور بما يشعر به الأحياء، إنّ كل شيء سيموت بداخلك ولن تعود قادرًا على الحب أو الصداقة أو الاستمتاع بالحياة أو الضحك أو حب الاستطلاع أو الشجاعة أو الاستقامة، ستكون أجوف لأننا سنعصرك حتى تصبح خواء من كل شيء ثمّ نملؤك بذواتنا.."وأعود إلى ديفيد أليك والذى يرى إنه لا مجال لما يسمى بالصدفة بل هو أمر يتم تدبيره، واستخدام " الوباء " أحد تلك التدبيرات وسيكون هناك المزيد من الفحص التكنولوجى للناس لمعرفة درجات الحرارة وكل هذه المعلومات عنهم مع المراقبة الصارمة لهم كما فى الصين، وسيتم معرفة دخل الفرد وطريقة صرفه للنقود، فقد بات لا يسمح له بلمسها خوفا من العدوى و سيتم النظر إلى المتوسط العالمى لمعظم البلدان وعدد الأشخاص الذين تأثروا بشدة بهذا الأمر مقابل كل أولئك الذين لم يتأثروا، وسيكون الجميع تحت السيطرة حتى مع رافضى اللقاحات سيرضحون فالنهاية كما رضخ "وينستون سميث" بطل مجتمع أورويل.إن الوباء المستشرى الآن يجبرالأفراد على الاعتناء بأنفسهم والاهتمام بجهازهم المناعى حتى يصيروا أكثر ملائمة للبيئة من أجل البقاء على قيد الحياة بعد أن أصبح الفرد منهم رقم فى منظومة الأخ الكبير.
مشاركة :