مازالت قطر ترفض الالتزام بالشروط التي أعلنتها دول الرباعي العربي، وتصر على الاستمرار في سياساتها الداعمة للجماعات الإرهابية، والتحريض ضد دول المنطقة لاسيما بلادنا.. شاهدت ندوة تلفازية في قناة خليجية يجترح ضيوفها حلولاً للمشكلة الخليجية، أي مقاطعة الرباعي العربي لدويلة قطر. وقد اختزل المتحدثون الأزمة في (الحرب الكلامية والتراشق الإعلامي) بين مواطني الدول المقاطِعة ودويلة قطر، متجاهلين السبب الحقيقي للمقاطعة عندما نفد الصبر وفاض الكيل، فلقد اعتراني العجب كثيراً من جماعة (لكن) أولئك الذين يبصرون الْقَذَاةَ في عيوننا، ولا يبصرون الجذع في عيون القطريين! يتجاهل هؤلاء أن قطر سلكت سلوكًا تآمرياً ضد بلادنا، ولقد سمع كثيرون تلك المحادثة بين أمير قطر حمد بن خليفة ومعمر القذافي، اعترف فيها بالتخطيط لإسقاط االحكم في السعودية خلال اثني عشر عاماً، وقال في التسجيل: "لولا ارتفاع أسعار النفط الذي حدث في السبع سنوات الماضية، ما كان ليكون هناك شيء اسمه السعودية"، مؤكداً أن "قطر هي أكثر دولة سببت إزعاجًا للسعودية"! وقد اعترف في التسجيل أنهم من يمول المارق سعد السفيه وزميله المسعور، وقناة الحوار في لندن، وقناة الجديد في لبنان. يكفي بلادنا شرفًا أنها تسامت عن البذاءات ونأت بنفسها عن النزول إلى المستوى الذي انحدرت إليه قطر، وأن مواطنيها هم من يتصدون للدفاع عنها، فلماذا على مواطنينا الكف عن الرد على القطريين دفاعاً عن بلادهم، في الوقت الذي تستأجر فيه قطر شذاذ الآفاق لكيل الأكاذيب على بلادنا وقادتنا؟ حتى إنه لو تعثرت امرأة في طريقها إلى الحرم، لقالوا إن محمد بن سلمان لم يأمر بتعبيد الطريق لها! فما الذي يجعل مواطناً مغربياً أو جزائرياً أو موريتانياً أو حتى مهاجراً في أصقاع الأرض يهاجم بلادنا لولا أن قطر اشترته بمالها الحرام، بل إنها وظفت المال السياسي نفسه وشركات العلاقات العامة في أميركا ودول الغرب للنيل من سمعة بلادنا ومصالحها في تلك الدول، واستقطبت الرموز الإخوانية السعودية وأغدقت عليهم الأموال ليشاركوها في تنفيذ تآمرها على بلادنا، وهيأت ملاذًا آمنًا للذين يسمون أنفسهم معارضة ومنحتهم جنسيتها. لهذا فلكم أعجب ممن ما زالوا مصرين على الإنكار، واعتبار كل ما حدث من قطع للعلاقات افتراء على دويلة اكتسبت أهميتها من المؤامرات التي ترتكبها بأموالها القذرة، تلك الدويلة التي لا تساوي في مساحتها حياً من أحياء الرياض، إنها أزمة المساحة التي سببت عقدة نفسية عند العاق لوالده، حتى إننا حين ذهبنا نبحث عن اسم قطر في المعاجم العربية وجدنا لسان العرب وهو من أكبر المعاجم العربية يقول عنها: قطر موضع في البحرين! وكأن ابن منظور يعلم ما يسببه اسم البحرين من غيظ وكمد لحمد! لهذا فعندما نتحدث عن كل تلك الشرور التي يرتكبها حكام قطر لا نعجب، فقديماً قيل: معظم النّار من مستصغر الشرر، لكن الجرح الذي سببته قطر كبير وغائر، لن تنفع معه المسكنات بل لابدّ من بتر العضو المريض، فهنالك شروط يجب تحقيقها، وإلا فإنه لا مصالحة. ما يخيّب آمال قطر أنّها لم تجد مواطنين سعوديين شرفاء يتآمرون معها على بلادهم، بل وجدت بعضاً من الغوغاء والسفهاء الذين ليس لديهم مشروع حقيقي، فلا يعدو ما يفعلونه الصراخ والشتائم والأكاذيب؛ بدءاً من كبيرهم (السفيه) وزميله (المسعور) وليس انتهاء بأبواق جديدة تُستدرج للغاية ذاتها، يجدون فيهم خسة ونذالة، ويجعلون الهجوم على بلادنا وسيلة للتكسب؛ فعندما يعلن أحدهم أنه هارب سعودي سرعان ما تتحسن أحواله المادية، ويصبح ملء السمع والبصر في القنوات الإعلامية التي تمولها قطر، لكن ذلك لن يطول فعاجلًا أم آجلًا ستكتشف تلك الدويلة أن أولئك المرتزقة يشكلون عبئاً عليها، وسرعان ما تلقي بهم إلى مزبلة التاريخ، ولعلنا نذكر السيدة التي ادعت أنها سعودية، وعندما كفوا عن الصرف عليها رأيناها تتسول على أبواب الكنائس في العاصمة الأميركية. إنّ الدور الذي يمارسه حمد بن خليفة هو الدور ذاته الذي كان يمارسه (حسن بن علي الصباح الحميري زعيم طائفة الحشاشين)، تلك الطائفة التي احترفت القتل والاغتيال لأهداف سياسية ودينية متعصبة، فأسس أقوى منظمة إرهابية شهدها ذلك التاريخ عاثت فساداً وإرهاباً في دول المنطقة العربية، وهذا لا يختلف عمّا يفعله حمد؛ فالأسلوب والأهداف واحدة وإن بعُد الزمن. لقد دأبت قطر على نشر الإرهاب في دول العالم قاطبة، وقد وصفَ ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب في العام 2014 قطر بأنها تعمل على توفير بيئة متسامحة لتمويل الإرهاب، كما ذكر مسؤولون في الولايات المتحدة أن قطر تبرعت بالكثير من الأموال لجماعات متشددة، فقد دعمت مؤسساتها الخيرية، تنظيم القاعدة وابن لادن وساعدته على نقل الأموال وغسلها، كذلك دعمت (داعش) من تبرعات شخصيات من الأسرة الحاكمة القطرية، ومنحت جوازات سفر للعديد من الهاربين من أوطانهم، وأودعت مليون دولار في حساب بنكي لتمويل تنظيم القاعدة في العراق. كما لعبت دور الوسيط في الإفراج عن عشرات الأسرى لدى جبهة النصرة أبرزها إطلاق سراح 45 من قوات حفظ السلام الذين خُطفوا في العام 2014، وتبادل أسرى بين التنظيم وحزب الله اللبناني في العام 2015، فدفعت قطر فدية بلغت ملايين من الدولارات لاسترجاع الرهائن لدى الجبهة. ختامًا، مازالت قطر ترفض الالتزام بالشروط التي أعلنتها دول الرباعي العربي، وتصر على الاستمرار في سياساتها الداعمة للجماعات الإرهابية، والتحريض ضد دول المنطقة لاسيما بلادنا.
مشاركة :