رمضان البيه يكتب: مجاهدة النفس وتزكيتها‎

  • 11/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الإنسان في  دنياه ورحلة حياته مختبر ومبتلى بالشر والخير . يقول سبحانه  (  كل نفس ذائقة الموت ولنبلونكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون )  والإنسان في صراع دائم ما بين هوى نفسه وغلبة شهواته وما بين أوامر ونواهي ربه تعالى..هوى نفسه يطالبه بحظوظ نفسه وإطلاق العنان لشهواتها وتحقيق كل ما تميل إليه وتهوى دون ضابط ولا رابط ..وأمر ربه عز وجل يطالبه بتقييد هوى النفس وإحكام شهواتها ويطالبه بمخالفة نفسه والتحكم في غرائزها وشهواتها ووعده سبحانه بالجنة وحسن المقام في الآخرة..يقول تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوى ). ولا يتحقق ذلك إلا بتغليب جانب الروح على جانب النفس والعقل هنا هو  الفيصل وله دور شريطة أن يكن عقلا راشدا مستنيرا خاليا من دخنة النفس والأهواء فهو قائد مملكة الإنسان ومديره  .. من هنا وجب على الإنسان العاقل الرشيد أن يغلب أمر ربه على هوى نفسه ويلزم لذلك مجاهدة النفس ومخالفة هواها وهو الأمر الذي ليس بالهين وخاصة لدى أصحاب النفوس المريضة الضعيفة  الأمارة بالسوء ولأجل ذلك أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله إلى جهاد النفس أنه الجهاد الأكبر .. هذا ومما يعين على جهاد النفس والتغلب على أهواءها وغرائزها وشهواتها وميلة طبعها مصاحبة وملازمة الصالحين الذين أخلصوا وجهتهم لله تعالى والذين شهد الله عز وجل لهم بالإخلاص حيث يقول تعالى  ( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعدوا عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فأتبع هواه وكان أمره فرطا ) ..امره فرطا هنا إشارة إلى تفرق رباعية مملكة الإنسان خزائن أسرار المملكة ومحور مدارها وهي النفس والعقل والقلب والروح . أي يغلب هوى النفس ويتحكم ويغيب نور العقل ويضل وتطمث عين بصيرة القلب وتحجب وتحار الروح بينهم ولا تجد لها ناصرا ولا معينا .. وعند ذلك يكن حال الإنسان أسوء  بكثير من حال البهائم والأنعام كما أشار عز وجل بقوله  ( كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) ..هذا ومما يعين على ذلك أيضا مخالفة هوى النفس وقلة الطعام لإضعاف جانب الشهوة والتريض بالصيام ولو يومين في الأسبوع وقلة الكلام إلا في ذكر الله تعالى ومجانبة أصحاب السوء وأهل الغفلة والإبتعاد عن مواطن الفتن وغض البصر والإستجابة إلى نداءات الله تعالى وخاصة نداءه عز وجل للصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر هذا وبالإضافة إلى ذلك.. الإجتهاد في ذكر الله تعالى وخاصة الإستغفار والصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وقول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم  مع كثرة الرجاء والدعاء وطلب الإعانة من الله عز وجل.  ويعين على ذلك كله  تذكر الموت والقبر والحساب والمآل والجنة والنار .. ومن المهم جدا مصاحبة الصالحين وتربية النفس وتهذيبها على يد أحدهم من أطباء الأنفس والقلوب من المشايخ الكمل أصحاب البصائر والخبراء في أمراض النفس البشرية وعللها مع ملازمته بالأدب والطاعة .والله تعالى هو الموفق والمعين .

مشاركة :