جاء في هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال..خمس كتبت على ساق العرش..لا حيلة في الرزق . ولا شفاعة في الموت. ولا رادا لقضاء الله .ولا سلامة من ألسنة الخلق .ولا راحة في الدنيا . صدق صلى الله عليه وسلم.في هذا الحديث النبوي الشريف أشار النبي الكريم إلى أمور خمس قدرها الله تعالى بعلمه من قبل خلق الخلق تجري بأقداره سبحانه واقعة لا محالة وليس لأي كائن القدرة على تخطي واحدة منها أو تجاوزها أو أن يغير أمر منها..الأمر الأول يتعلق بالرزق وهو الهم الأكبر لمعظم البشر إن لم يكن لهم جميعا وهو الشغل الشاغل لهم وخاصة أنه يتعلق بحياتهم ومعايشهم والبشر بحكم طبيعتها وما جبلت عليه من الضعف والعوز والإحتياج دائما في حال قلق وخوف على أرزاقهم ومع علمهم بأن الرزق مقسوم ومقدر أزلا والضامن له والمتكفل به هو الله سبحانه وتعالى و أنه لا حيلة فيه مهما إجتهد الإنسان في الأخذ بالأسباب إلا أن الخوف والقلق لا يفارقا البشر بإستثناء القلة القليلة من أهل الإيمان واليقين.. وكم من آيات أنزلها الله تعالى في قرآنه ليطمئن قلوب العباد على أرزاقهم ..منها قوله تعالى( أليس الله بكافِ عبده )..وقوله عز وجل..وفي السماء رزقكم وما توعدون..وقوله سبحانه.(.إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )..وقوله جل جلاله(..وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )..وقوله سبحانه..(من كان رزقه على الله فلا يحزن) ..وقوله سبحانه ..(ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم)..وفي آية أخرى..نحن نرزقكم وإياهم ..وذلك للتأكيد وآيات أخرى كثيرة أنزلها الله عز وجل بمثابة رسائل طمأنينة للنفوس والقلوب بالنسبة لمسألة الأرزاق ..هذا وكم من أحاديث نبوية نطق بها الصادق المصدوق الذي ما نطق عن الهوى صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آله ..منها..ما كان لفكيك فلميغضاه..وقوله..ما كان لك فسوف يأتيك .. إن الرزق يفر خلف العبد كما يفر أجله من خلفه فكما لا يخطئه أجله لا يخطئه رزقه ..هذا والإنسان منا يتقلب في رحلة حياته الدنيوية بين رزق مقسوم لا حيلة فيه وأجل مقدر محتوم لا مفر ولا مهرب منه ..هذا بالنسبة للأمر الأول من الحديث وأما عن الأمر الثاني منه وهو ..ولا شفاعة في الموت فهو أمر يشير إلى حقيقة ويؤكدها وهي أن لكل أجل كتاب فيه ميقات زمني لا شفاعة فيه بمعنى لا شفاعة لأحد في زيادته أو تقديمه أو تأخيره وصدق تعالى إذ قال..(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.). وكلنا يعلم ذلك ونجهل متى وأين وكيف ينتهي الأجل..من هنا يجب على الإنسان المؤمن العاقل أن يجعل أوقاته كلها في طاعة وإستقامة وذكر لله تعالى وان يكن في حال إستعداد دائم للموت ولقاء ربه تعالى ومولاه ..هذا بالنسبة للأمر الثاني..أما بالنسبة إلى الأمر الثالث من الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله..ولا رادا لقضاء الله.. فهو أمر حقيقي فكل البشر بل كل الكائنات تتقلب في أقدار الله وقضائه وقدره سبحانه ولا ولن يتجاوز كائن ما كان قضاء الله وقدره أبدا لا بزيادة ولا بنقصان..ومعلوم أن الأقدار والقضاء..أي الذي قدره سبحانه ينقسم إلى قسمين ..قضاء معلق بين المحو والإثبات أي بين أن يمحوه الله وبين أن يثبته..وقضاء مبرم ثابت لا محو فيه يقول عز وجل..يمحوا الله ما يشاء ويتبت وعنده أم الكتاب ..أي عنده ما آل إليه أمره وحكمه بعد المحو والإثبات..من هنا يجب على العبد المؤمن أن يعلم أن دوائر الأسباب لن تغير شئنا في القضاء والقدر ويجب عليه أن يسلم لله في القضاء ويرضى به حتى يكتب له الرضا والرضوان ويدخل في زمرة من قال الله تعالى فيهم ..:(رضي الله عنهم ورضوا عنه..)هذا ولسوف نستكمل شرح الحديث بمشيئة الله تعالى في المقال القادم ..
مشاركة :