الأسرى ومعركة الكرامة

  • 8/14/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا ينفك الكيان الغاصب عن فرض قوانينه الجائرة على الشعب الفلسطيني عموماً، والأسرى خصوصاً، في حين يعلن الأسرى عن مجموعة إجراءات وخطوات تصعيدية ضد الصلف الصهيوني المتصاعد ضدهم. يلوح الاحتلال وسلطات معتقلاته بإجراءات وقوانين معدومة الحس، كقانون التغذية القسرية، وهو قانون طرح قبل ردح من الزمن إلا أنه أقر قبل نحو أسبوعين، ليجبر الأسرى المضربين على تناول مكملات غذائية دون إرادتهم، وهو ما يخالف الأعراف الدولية والإنسانية كافة. بدأت فصول قصة المعتقلين منذ أن وطأ المحتل الإسرائيلي أرض فلسطين عام 1948، حيث نكل بهم وأذاقهم الويل والهوان، فيما أشارت إحصائيات منذ أن أكمل الكيان احتلاله للأرض المقدسة عام 1967 أن ربع سكان فلسطين قد دخلوا معتقلاته، أي ما يقرب من 800 ألف فلسطيني، وهذا يشكل رقماً مهولاً، يفضح عقلية الاحتلال الأمنية التي تعبث بحريات الناس وأمنهم. يخوض الأسرى في الوقت الراهن حرب إرادة مع السجان الإسرائيلي بخطوات تصعيدية ثابتة، وصلت إلى التهديد بحرق الغرف، والبدء بإضراب مفتوح عن الطعام، وهذه الخطوة ليست جديدة وطارئة، فقد سبقتها خطوات خلال سنوات الاحتلال سطر بها الأسرى بطولات جمة بأمعائهم الخاوية، وحققوا انتصارات عجزت الأمة جميعها عن المشاركة بها، ليكشفوا بذلك ضعف الأمة، التي عجزت عن نصرتهم والوقوف معهم في محنتهم، ما خلا بعض التصريحات الجوفاء التي لم تنصفهم، ولم تقلب معادلات القوى لصالحهم. أكثر من ستة آلاف معتقل فلسطيني، من الرجال والنساء والأطفال، يقبعون في المعتقلات الصهيونية، يحرمون من حريتهم وحقوقهم الإنسانية والقانونية، ويناضلون الآن من أجل استعادتها، التي استولت عليها إدارات المعتقلات تحت حجج واهية وعنصرية، ولهذا فإن مطالب الأسرى مشروعة في كل ما يناضلون من أجله، ولا بد من دعمهم في كل الميادين وعدم تركهم وحدهم، كما لا بد من الضغط على عدوهم للإفراج عنهم، والتلويح بخطوات فاعلة ضد الكيان للتراجع عن همجيته وعنجهيته تجاههم. قضية الأسرى ليست جديدة ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال، ولهذا فإن تعذر إزالة الاحتلال، فلا بد من معالجة أعراضه، والتخلص منها، وهذا لا يكون بوقفات تضامنية هنا أو هناك، بل بخطة دبلوماسية متكاملة الأركان، ودعم مادي ومعنوي على المستويات كافة، وأن تكون النوايا جادة، وغير تخديرية بهدف إيقاف مد الغضب الشعبي. فالعرب والمسلمون من خلفهم قادرون على التأثير بمجريات الصراع، وباستطاعتهم دفع العدو للوراء، وتكبيله في كل الميادين. كما المطلوب اليوم من منظمات حقوق الإنسان، والمنظمات الدولية، الوقوف ضد الإجراءات الإسرائيلية التعسفية، ومع قضايا الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها قضية الأسرى، الذين يخوضون اليوم معركة الكرامة والعزة عن الأمة جمعاء، في حين لا بد للإعلام العربي وعلى رأسه الإعلام الفلسطيني التركيز على قضية الأسرى، والبدء بتغطية مفتوحة لفضح ممارسات الكيان، وإنصاف الأسرى والوقوف معهم حتى يتم إخراجهم من بين أنياب المحتل الغاصب. aliqabajah@gmail.com

مشاركة :