«برّاد» مدينة الصدر المفخخ يهز حزمة إصلاحات العبادي ويضيف مطلبًا جديدًا لمظاهرات الجمعة

  • 8/14/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي تنام وتستيقظ فيه العاصمة العراقية بغداد منذ نحو أسبوع على وقع حزم الإصلاح الحكومية والبرلمانية على خلفية المظاهرات الجماهيرية الضخمة المطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد، فقد استيقظت بغداد فجر أمس على وقع انفجار هو الأعنف من نوعه منذ أسابيع. وطبقًا لما أعلنته وزارة الداخلية العراقية فإن الانفجار وقع في (علوة) سوق خضار جميلة التابعة لمدينة الصدر شرق بغداد من خلال شاحنة مفخخة «برّاد» أوقع أكثر من 150 قتيلاً وجريحًا، بالإضافة إلى 25 مفقودًا استمرت عمليات البحث عنهم تحت الأنقاض طوال ليلة أمس. تنظيم داعش الذي يواجه مأزقًا صعبًا في المعارك الحالية حاليًا في محافظة الأنبار غرب العراق، وبالذات في مدينتي الرمادي والفلوجة تبنى في بيان له نقلته بعض المواقع التابعة له تفجير جميلة. وطبقًا لوكالة «أسيوشييتد برس» في خبر لها، أن «تنظيم (داعش) نشر على موقعه في (تويتر) بأنه استهدف تجمعًا شيعيًا بشاحنة مركونة في سوق جميلة شرق بغداد». ويعد تفجير جميلة بغداد ثاني أكبر تفجير يتبنى تنظيم داعش القيام به بعد تفجير ناحية خان بني سعد في محافظة ديالي، والذي راح ضحيته أكثر من 250 مواطنًا بين قتيل وجريح. وفي الوقت الذي تستمر فيه المظاهرات الجماهيرية الحاشدة للأسبوع الثالث على التوالي في بغداد فإنها وطبقًا لما أعلنه الناشط المدني وأحد منظمي المظاهرات حميد قاسم لـ«الشرق الأوسط»، أن «تفجير جميلة سوف يضيف عنوانًا جديدًا لمظاهرات الجمعة وهو ضرورة إحالة الفاسدين والمفسدين في الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حياة المواطنين كإحدى الأولويات الأولى قي برنامج الإصلاح الحكومي». وأضاف أن «هذه الأعمال الإجرامية وأنها تزيدنا تصميمًا في مواصلة الدرب من أجل إصلاح المنظومتين السياسية والأمنية إلا أنه لا يمكن الاستمرار في منطق الإدانة فقط مع بقاء ذات القيادات الفاشلة تمسك بالملف الأمني». في سياق ذلك، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية محمد الكربولي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «تنظيم داعش وبعد سلسلة هزائمه في معركة الرمادي أراد أن يثبت أنه قادر على الاستمرار في المواجهة بطرق وأساليب مختلفة من بينها أساليبه المعروفة باستهداف الأماكن والتجمعات المدنية والشعبية من أجل إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر ومحاولة جر العراقيين إلى مربع الفتنة الطائفية الذي غادروه»، مبينا أن «العراقيين باتوا يعرفون أن تنظيم داعش وأنه يحاول التركيز في هجماته في بغداد على مناطق معينة ومن مكون معين (في إشارة إلى الشيعة) في مناطق شرق بغداد فإنه قتل ولا يزال يقتل أضعافًا مضاعفة من المكون الآخر (في إشارة إلى السنة) في المناطق الغربية من البلاد». وأوضح الكربولي، أن «هذه التفجيرات الإجرامية لا تزال تشير إلى عنوان واحد وهو فشل الأجهزة الأمنية، لا سيما ضعف الجانب الاستخباري وهو ما يستدعي المزيد من المحاسبة». إلى ذلك، أدان نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي تفجيرات مدينة الصدر. وقال في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «إذ يدين ويستنكر بأشد العبارات قوة هذه الجريمة الكبرى يدعو الحكومة والأجهزة الأمنية إلى الارتقاء بالجهد الاستخباري وكشف حلقات الموت التي تتربص بشعبنا، والضرب بشدة على الإرهاب المعادي للحياة والإنسان». من جهتها، فقد وصفت الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية (حشد) جريمة تفجير منطقة جميلة شرق بغداد بأنها جريمة ترقى إلى مصاف جرائم الإبادة الجماعية. وقالت الحملة في بيان صحافي، إن «الجماعات الإرهابية ارتكبت جريمة بشعة بحق السكان المدنيين بإحدى الأسواق الشعبية الكبيرة في مدينة الصدر شرق العاصمة بغداد بتفجير شاحنة مفخخة أدى إلى استشهاد المئات من المدنيين». ودعت الحملة «السلطات إلى وضع حد للعمليات الانتحارية والتفجيرات التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان والأسواق الشعبية بعد تصاعدها مؤخرًا». وأشارت إلى أن «هذه الجريمة ترقى لأن تكون في مصاف جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية كونها تستهدف المناطق المأهولة بالسكان، مطالبة المجتمع الدولي بإدانة هذه الجريمة النكراء واعتبارها جريمة إبادة جماعية».

مشاركة :