«فن الصوت الخليجي في الإمارات».. كتاب الذاكرة

  • 11/10/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

صدر للفنان والباحث علي العبدان كتاب جديد بعنوان «فن الصوت الخليجي في الإمارات - البدايات والنهايات»، وقام العبدان أمس الأول بتوقيع كتابه في جناح معهد الشارقة للتراث الجهة الناشرة للكتاب، بمعرض الشارقة الدولي في دورته الحالية، التاسعة والثلاثين. وتكمن أهمية هذا الإصدار في بحثه التفصيلي والموسّع حول بدايات ظهور فن الصوت الخليجي في الإمارات، وكذلك التعريف بأهمّ مؤديه من الفنانين الإماراتيين، وتقديمه تحليلات لبعض الأصوات التي سجّلها هؤلاء الفنانون، كما أن الكتاب يوثّق لجانب كبير من تاريخ الطرب الشعبي في الإمارات خاصّة وفي الخليج عامة. ويحتوي الكتاب على ثلاثة فصول هي: «فن الصوت الخليجي»، و«فن الصوت في الإمارات»، و«مطربو فن الصوت في الإمارات». ويذكر الدكتور عبدالعزيز المسلّم في مقدمة الكتاب أن هذا الإصدار يعتبر من البحوث النوعية لرسم طريق واضح للثقافة الشعبية، من خلال ربط النصوص المدوّنة بالصور الموثقة للملامح والتفاصيل البصرية، انطلاقاً من أهداف معهد الشارقة للتراث في حفظ آدابنا وفنوننا الشعبية، وترسيخ مبادئ الهويّة الوطنية كي تتنامى في الروح والوجدان. وعن منطلقات وحيثيات تأليفه لهذا الإصدار النوعي في محتواه والمشوّق في شروحاته وإضاءاته، أوضح علي العبدان أن فكرة الكتاب نبعت من رغبته في توثيق جانب من تاريخ الطرب الشعبي في الإمارات بشكل خاص وفي الخليج بشكل عام، حيث حوّل تلك الفكرة إلى مقالة مقتضبة في العام 2008، ومع مرور الأيام تحولت المقالة إلى بحث، جمع فيه الكثير من المعلومات والتسجيلات الصوتية والنصوص والصور والأسطوانات، مضيفاً أنه تواصل خلال بحثه مع الكثير من مؤدي فن الصوت في الإمارات، منهم الفنان الإماراتي والمطرب الشعبي القدير: سعيد سالم المعلّم، وكذلك الفنان المرحوم عبدالله عبد الحميد، والفنان جمعة موسى البقيشي، والأديب محمد صالح القرق، إضافة لعبدالعزيز أحمد، وعبدالرحمن سيف بوشلّال، والفنان عبدالله القطامي، وغيرهم. وأوضح العبدان أن مما يميّز كتابه الجديد وجود التحليلات الموسيقية، وحفظ أسماء الفنانين الإماراتيين الذين أدّوا فن الصوت لإثبات العرفان والتقدير والاحترام لإبداعات كانت وما زالت مصدر إمتاع وإطراب كبيريْن، ويقول العبدان: كنت أخشى أن يمضي الزمن دون أن نذكرهم، أو نذكر فضلهم الفني والأدبي، وقد لا يخفى على القارئ المتابع ما ذكره بولس أنطون في كتابه: «خليج الأغاني» من أن الخليج هو: «أرض نسيان القدماء». ويرد في فصل «فن الصوت في الإمارات» بالكتاب أن الفنانين الإماراتيين تعرّفوا إلى فن الصوت بالاستماع إليه عبر الأسطوانات الغنائية الأولى التي جاءت إلى بعض مدن الإمارات الساحلية خاصة، مثل أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة وخورفكان، وغيرها، والتي كانت تستقبل المنتجات التجارية عبر موانئها، حيث كان أهل البحر والسفر والمدن الساحلية سابقين إلى معرفة مختلف المنتجات والصناعات والمعارف والفنون الوافدة، وكذلك من خلال الإقامة في أحد بلدان الخليج المعروفة بهذا الفن، والاستماع إليه مباشرة من مؤدّيه المحترفين. ويضيف العبدان أنه في المدّة الواقعة بين عقدي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين جاءت بعض العوامل الأخرى التي أدّت لانتشار المعرفة بفن الصوت في الإمارات والإعجاب به في الكثير من مدن الساحل الإماراتي، ومن تلك العوامل -كما يؤكد العبدان- عامل رئيس دون منازع، وهو انتشار استعمال آلة الحاكي أو «الغرامافون» أو ما يسمّى في الخليج بآلة «البشتخته» التي تُسمع عليها «الغوانات» أي الأسطوانات، موضحاً أن انتشار آلة «الغرامافون» ساعد في سرعة التعرف إلى فنون الغناء الاحترافي، سواء في الأصوات الخليجية أم الأدوار اليمنية أم البستات العراقية، وقال العبدان: «إنّ أوّل ذكر لهذه الآلة في الإمارات أعرفه هو ما ورد في رواية الفنان حارب حسن، حين استمع إلى أسطوانة من النوع القديم Cylinder records في مدينة خورفكان في الثلاثينيات من القرن الماضي».

مشاركة :