عندما. جاء الإسلام وعزز بعضاً من أخلاق العرب وعاداتهم كالكرم والشجاعة ، وإغاثة الملهوف والشهامة . وحرم كثيراً من العادات المقيتة كشرب الخمر والميسر ووأد البنات. كل هذه العادات السيئة ربما يكون لها دافعاً من الغريزة أو العدوان ولكن لو توقفنا نفسياً عند وأد البنات، ما الدافع إليه؟ وماهذا الدافع الذي تفوق على دافع غريزة حنان الأب وعاطفته؟ حيث يأخذ طفلته ليدفنها حيةً دون الالتفات لصوت مشاعره من الداخل؟ هل نظرة الناس أقوى ؟ أم أنها أوهامٌ وأفكار … عن الشرف والعار …شوهتها شياطين الإنس والجان ، فجعلت منها هاجساً ومخاوف تجعل الأب في جنح الظلام يتخفى عن الأنظار …ليخفي ذلك العار … ومرت الأيام والسنين … ورزق الكثير بالبنات والبنين … صلاةٌ وصيام … صدقةٌ وقيام …. ونوافل كثيرة والتزام… وتبقى هذه الآية دليلاً قاطعاً على بعض الأعراب ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم) قد تنال ولادة البنت الأولى شيئاً من السرور والذي يتلاشى بولادة الثانية وبالسوء حظها لو كانت الثالثة وما بعدها . البعض يعلم جيداً أن وأد البنات وقتل النفس كبيرة ويتعاظم ذلك ولا يتصور في يومٍ من الأيام أن يقوم به ، ولكن للأسف هو ابتعد عن الوأد الجسدي ونراه وغيره يمارسون الوأد الفكري والمعنوي والروحي للمرأة. نراهم وقد سنّوا قوانين ما أنزل الله بها من سلطان. محرمٌ عليها إبداء الرأي والاجتهاد … تأييداً كان أو انتقاد . ويحرم عليها اتخاذ القرار … سراً كان أو جهار . ولو لهم سلطةً على تفكيرها لدخلوا عليه ومنعوها من الأفكار . ( النساء شقائق الرجال ) صلى الله على قائلها وسلم أفضل الصلاة والسلام . في العبارة كم هائل من اللطافة ِ والرحمة بالمرأة. يامن تتبعون سنة نبيكم : أليس هو من قال هن شقائق لكم؟ ولماذا النظرة الدونية ُ إذاً لماذا النظرة للمرأة على أنها جسد فقط وليست فكراً ولا روحاً ؟ لماذا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا استشار أم سلمة رضي الله عنها وأخذ برأيها فكانت خير من استشار . وللأسف لازالت عند البعض ثغرة فارغة … وفجوة مانعة … من أن تنال المرأة كامل الحقوق لها رغم الاعتراف والإلزام بكل الواجبات عليها وغير الواجبات . ومن حسن حظ المرأة في عصرها الذهبي، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان أن نالت المرأة مالم تنله من قبل وقيض الله لها حكومةً رشيدة دستورها الكتاب والسنة وأعطت المرأة حقوقها كاملة. ومكنتها من ممارسة كينونتها كإنسان مثلها مثل أشقائها الرجال . بدون أن ينقص ذلك من كونها امرأة مسلمة تحافظ على حجابها وسترها. ما المانع أن تقود المرأة سيارتها بحجابها وعفافها . وما المانع من أن تعول المرأة أسرتها بدل أن تكون عالةً عليهم ؟ رأينا المرأة اليوم في كل القطاعات تمارس أعمالها بكل احترام ووقار ، فلا يجرؤ أحد كائناً من كان على إيذائها وقد وضعت الحكومة أعزها الله العقوبات الصارمة لمن يقوم بذلك حمايةً وتشريفاً لها وليلجم أفواه وعقول القاصرين الذين ينظرون للمرأة جسدا بلا روح. كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :