علمتني الوفاة…د. عزة الرحيلي

  • 4/13/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كثيراً مانسمع عبارة (علمتني الحياة) ونرددها وتتردد على مسامعنا ولكن لو نظرنا بنظرةٍ دقيقة لوجدنا أن الحياة لاتعلم ، يقول الله تعالى : ( إنما الحياةالدنيا لهوٌ ولعب ) وقال عنها ( حياة الغرور) بالعكس هي تفسد ماتعلمه الإنسان من قيم وأخلاقيات عندما تتزين له وتغويه . إنّ المعلم الحقيقي هو الموت ، في كل يوم نرى أعداداً من الوفيات تغادر هذه الحياة إلى حياةٍ أخرى لانعلم عنها إلا القليل. (علمتني الوفاة) أن الإنسان مهما بلغ من المنصب والجاه والمال سيغادر وحيداً فريداً خالياً بعمله إما أن تصعد روحه إلى عليين أو تهوي في سجين . ( علمتني الوفاة) أن الظالم سيذهب وحيداً وسيلقى الله هو وخصمه المظلوم ليقتص منه. (علمتني الوفاة) أن الراحمون سيرحمهم الرحمن (علمتني الوفاة) أن طريق التوبة والاستغفار مفتوحٌ للإنسان يعود إليه كلما تفرقت به السبل . إن الأحداث والمصائب هي رحمةٌ من الله حين يرى عبده قد غوى فتعيده إلى مساره الصحيح ، وقد يعود الإنسان بدونها عندما يكون وخز الضمير أقوى وخوفه من الله أعلى . (إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه) يبتليه ليعيده إلى معدنه الأصيل لتعلو نفخته الروحانية على تكوينه الطينيّ. الإسلام دين الوسطية لا إفراط اليهود فيه ولاتفريط النصارى ، ضمن للإنسان احتياجاته النفسية والجسدية ضمن إطارٍ من الكرامة في ظل تعاليم شرعية لايتعداها ولا يتخطاها. ( كفى بالموت واعظاً ) لأنه هو المعلم الحقيقي الذي يعيد الإنسان إلى المسار الصحيح ولكن للأسف مانراه اليوم من اعتياد الناس على تلقي أخبار الوفيات للكثير ممن حولنا وكأنه خبرٌ اعتياديّ ومانراه من الواقفين على القبور لدفن الأموات وكأنهم يقومون بعملٍ مسلٍ لارهبة فيه ولاخوف وربما تحدثوا في أمور الدنيا وهم في أعظم موقف تعليمي يعلمهم ويخبرهم أن الحياة فانية وأن لابقاء إلا لوجهه الكريم ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) نسأل الله الاستقامة وحسن الخاتمة .   كتب في التصنيف: خبر عاجل , مقالات كتاب بلادي    تم النشر منذ 12 دقيقة

مشاركة :