قال تعالى: "قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ". تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون قبل أيام تُعبر عن حقده وعداوته للدين الإسلامي، وهي ليست شراء لأصوات اليمين المتطرف الفرنسي بل تعبير عن رأيه وأفكاره المعادية للإسلام، فقد أثار قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حول ملف اتهام نمساوية بازدراء الدين الإسلامي، ردود فعل متباينة من جانب رجال القانون والمختصين في ملفات التمييز وحرية التعبير، وذلك بعد أن قررت المحكمة الأوروبية أن الإدانة الجنائية ضد سيدة نمساوية أطلقت تصريحات مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، وتغريمها 480 يورو؛ لا تعدّ انتهاكاً لحقها في حرية التعبير، وقالت المحكمة الأوروبية إن حكم الإدانة الذي صدر بحق المواطنة النمساوية بوصفها «أساءت لمعتقدات دينية» لا يتعارض مع المادة «10» من الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان المتعلقة بحرية التعبير، كما أن وسائل الإعلام في بروكسل اهتمت بردود فعل شخصيات قانونية أوروبية في الجامعات البلجيكية. وقال جوكوم فريلنك، الأستاذ بجامعة سان لويس في بروكسل والمختص في قانون التمييز وحرية التعبير، إن الأمر عندما يتعلق بمسألة حرية التعبير، فإن كل دولة لديها هامش كبير من تقدير الأمور في مثل هذه القضايا، «وبعبارة أخرى يمكن لكل دولة أن تقرر بنفسها ما تشمله حرية التعبير، فمثلا في النمسا ازدراء الأديان لا يدخل في إطار حرية التعبير، وهذا الأمر قد أدى دورا كبيرا في القرار القضائي»، وأضاف في تغريدة له على «تويتر» تعليقا على قرار المحكمة الأوروبية إنه «في حال وجود أي شكوك حول مدى انتهاك الحق في حرية التعبير، فإن المحكمة تراعي بشكل أكبر مصلحة الدولة، خصوصا إذا ما كانت السلطات تنظر إلى الأمر بوصفه قرارا قد يؤدي إلى اضطرابات في المجتمع»، لذلك معلوم للجميع أن حرية التعبير تقف وتنتهي عندما يكون ذلك التعبير فيه إساءة وتعدّ على الآخرين. إن الرئيس الفرنسي لم يقبل تصريحات الرئيس التركي إردوغان واعتبرها تطاولاً عليه وسحب السفير للتشاور، والفارق بين التصريحين كبير، فالرئيس التركي يدافع عن دين الإسلام والرسول، صلى الله عليه وسلم، والرئيس الفرنسي يعبر عن الحقد والكراهية التي في صدره، فهل ما يسمى التطاول على الرئيس الفرنسي أمر غير مقبول، والتطاول على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حرية تعبير؟ ولماذا تجاهل تصريح وزير خارجية فنلندا عندما قال "لم أعد أفهم أي شيء: عندما نسخر من السود نسمي ذلك عنصرية، وعندما نسخر من اليهود نسمي ذلك معاداة للسامية، وعندما نسخر من النساء نقول ذلك تحيزاً جنسياً، وعندما نسخر من المسلمين نْسمِّي ذلك حرية تعبير؟". نسأل الله أن يحفظ الإسلام والمسلمين من كيد الكائدين والحاقدين.
مشاركة :